اَلْزَوَاجُ وَإِسْتِمْرَارُهُ بَيْنَ اَلْزَوْجَيْنِ مُعْجِزَةٌ مِنْ رَبِّ اَلْعَالَمِيْنِ لَيْسَ إِلاَّ

mainThumb

08-01-2021 03:55 PM

 من طبيعة خلق الله لجميع خلقة من مختلف أنواعهم من ملائكة وجن وإنس وحيوان ونبات وطيور وأسماك وفايروسات ... إلخ أن الله خلقهم مختلفين في المواصفات الخُلُقِيَةِ (المواصفات الروحية والنفسية) وَاَلْخَلْقِيَةِ (المادية من نور أو نار أو طين ... إلخ)، قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (يس: 36)). فمثلاً خلق الله الأنبياء وفضَّلَ بعضهم على بعض فيما آتاهم الله من مواصفات ومعجزات وإمكانات (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء: 55))، وكذلك الرسل مختلفين في التعامل معهم وفيما آتاهم من قدرات ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس  ولو شاء الله ما اقتتل الذين جاؤوا من بعد الرسل من بعد ما جاءتهم الآيات الواضحة، ولكن اختلفوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة: 153)). وكذلك رفع الله بعض الناس على بعض فيما آتاهم من نعم وخيرات ومن المواصفات المختلفة (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام: 165)). فمن الواضح أننا نحن بني آدم مختلفين في المواصفات الجسدية (نقصد مواصفات الجمال من ناحية اللون والطول ومقاييس الأعضاء وجمالها وخفة الروح ... إلخ) والمواصفات الخَلْقِيَةِ (حسن الخُلُق والتعامل مع الغير ... إلخ) والغنى والفقر والجاه والحسب والنسب والعلم والثقافة والعادات والتقاليد واللغة ... إلخ (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)).

 
فنجد أمثلة مختلفة في حياتنا كيف تم الوفاق والتوفيق بين زوجين مختلفين في المواصفات الجسدية والعلمية والثقافية والإجتماعية ... إلخ وإستمرت الحياة بينهما لمدة طويلة ورزقهما الله الأولاد ذكوراً وإناثاً وعاشوا جميعاً حياةً سعيدةً. ونضرب أمثلة مختلفة من واقع الحياة التي نعيشها: الزواج بين رجل أبيض البشرة، أشقر الشعر، أزرق العيون... إلخ أي وسيم بكل مواصفات الوسامة وإمرأة سوداء البشرة، أجعدة الشعر، نحيلة الجسم ... إلخ من المواصفات التي لا تصل بمقاييس الجمال نسبة 30 % من المواصفات التي يمتلكها زوجها. ونجد رجل عربي فقير الحال تزوج من إمرأة روسية ثرية جداً فائقة الجمال ومختلفة عنه تماماً في العادات والتقاليد والدين، ورجل يحمل الشهادة العليا الدكتوراه تزوج من إمرأه ربما لا تحمل إلاَّ الشهادة الثانوية العامة فقط أو ربما لا تحمل حتى الشهادة الثانوية العامة ومختلفة معه كثيراً في التفكير والتحصيل العلمي والخبرات في التعامل مع أمور الحياة ... إلخ. فلو تساءلنا كيف تم الوفاق والتوفيق بينهما لسنوات طويلة؟ هل كان ذلك التوفيق بالتنازلات الكبيرة بينهما؟ أو بقدرات حسن التعامل الخارقة التي يمتلكها كل طرف منهما ويتعامل بها مع الآخر؟ ... إلخ. نقول لا وألف لا، لأنه مهما كان هناك تنازلات من قبل الطرفين، ومهما كان هناك من حسن التعامل بين الطرفين، إلاَّ أن تمر على الحياة الزوجية أمور يختلف فيها أي زوج مع زوجته وربما تؤدي إلى التفريق بينهما. ولكن السبب الرئيسي في الوفاق والتوفيق بين الزوجين هو معجزة رَبِّ العالمين في أن يؤدم بينهما ويجعل بينهما السكن والطمأنية والمودة والرحمة في إستمرار كما قال في كتابه العزيز (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21 )). سبحان الله المؤلف بين قلوب أهل الشرق وأهل الغرب وقلوب أهل الشمال وأهل الجنوب ومُحَنِّن قلب الأم على طفلها في حمله ووضعه وإرضاعة ورعايته وتربيته والسهر عليه ... إلخ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد