هل تنتهي الأيام المتبقية لترامب بسلام فى العالم ؟

mainThumb

09-01-2021 07:34 PM

يحبس العالم انفاسة هذه الأيام منتظرا رحيل  الرئيس الامريكى دونالند ترامب  وعلى ضوء ما حدث مؤخرا داخل اروقة الكونغرس  انتظر الشعب الامريكي من نائب الرئيس  مايكل بينس  ليقدم التعديل رقم 25 والذي يعتبر ترامب فاقد الأهلية غير انه اعلن "فوز جون بايدن "رغم طلب دونالند ترامب منه  ان يطعن فى الانتخابات"  . 
 
لاول مرة ينجح رئيس امريكى في تغيير صورة المجتمع الامريكى من خلال  الانقسام الحاد والفرز الطائفي والعنصري فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وهي إشارة خطيرة لتفكك هذا المجتمع  وقد يودي ذلك الى حمل السلاح والتقاتل داخليا ويكفي مقتل أربع  من المهاجمين للكونغرس من انصار الجمهوريين  ناهيك عن إعداد الجرحى  ليعطى صورة لما وصل الية المجتمع الامريكى فى فترة الحكم هذه .
 
غير ان الأيام المتبقية  من حكم الرجل تحمل فى طياتها نذر الخطورة وخصوصا منطقتنا الشرق الأوسط , لقد خسرت اسرائيل حليفا قويا مناصرا لها كان يساعدها ويغطي على جرائمها  وعربدتها فى المنطقة متجاوزا القيم والأعراف  والقرارات الدولية من الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل الى ضم الجولان وأغوار الأردن الى عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية  ولا زالت إسرائيل تستثمر وجود ترامب على رأس السلطة  منذ مقتل العالم النووي فخر زادة  في محاولة التحشيد لضرب ايران تحت ذريعة ان ايران  دولة داعمة للارهاب وانها تجاوزت  رقم تخصيب  اليورانيوم 20% لذلك قامت الولايات المتحدة بنقل القيادة الأمريكية الوسطى  من السيلية بعيدا عن الخليج العربي وأخرجت القطع البحرية وحاملة طائراتها من مياة الخليج الساخنة الى بحر العرب الدافئ  وقامت بمناورات جوية وبحرية واسعة  شاركت فيها كل دول الخليج العربي ما عدا "الكويت وعمان" وقامت الولايات المتحدة بإرسال القاذفات العملاقة B52 الى المنطقة   وزودت ترسانتها بقنابل تكتيكية ذكية  وإسرائيل تصرح بان يدها على الزناد. وفي المقابل قامت ايران  بمناورات ضخمة  ولأول مرة تستعرض الفرق الانتحارية  والطائرات المسيرة الذكية التى لا تكتشفها أجهزة الرادار وقامت بنقل ألاف الصواريخ الى حزب الله فى لبنان وحركة الجهاد الاسلامى وحماس فى غزة  وحركة أنصار الله فى اليمن ناهيك عن الصواريخ الجديدة التى أنتجتها ايران  بعيدة المدى والى تنطلق ذاتيا من تحت الأرض ولأيام متتالية دون توقف والتي استعرضتها قبل فترة ,كما ان  جميع مناصري ايران يتحدثون بلهجة واحدة من اليمن جنوبا الى حزب الله  فى لبنان شمالا الى الميليشيات الموالية لايران فى العراق "والتى تقوم بالاعتداءات اليومية على السفارة الأمريكية فى المنطقة الخضراء فى بغداد " بان ايران ليست وحدها فى المعركة  ومن هنا تاتى خطورة جر المنطقة الى حرب  دمار شاملة وواسعة .
غير أنى أرى محاولات من إيران لضبط النفس  وإطفاء الحريق  من خلال تصريحات وزير خارجية إيران وعدم الرد على مقتل العالم النووي محسن فخري زادة . كما ان الإحداث المتسارعة فى البيت الأبيض بعيد محاولات انصار الحزب الجمهوري اقتحام البيت الأبيض وقيام المجلسين بتثبيت فوز الديمقراطيين  وتوجيه رسالة من عشرة وزراء دفاع  أمريكيين سابقين الى الرئيس المنتهية ولايته  لاحترام المؤسسات الأمريكية الديمقراطية وبهذا قد سحب البساط من تحت رجلي دوالند ترامب للقيام باى مغامرة , لذلك أرى ان الولايات المتحدة وحتى إسرائيل لن  ترتكبا اى حماقة فى ضربة خاطفة  لان  الثمن سيكون باهضا وليست نزهة .
 
 
*استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد