مقالة الأمير الحسن .. ابعاد استراتيجية لمستقبل الأردن

mainThumb

29-01-2021 10:25 PM

 يتزامن احتفالنا بعيد ميلاد القائد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هذا العام-الذي  يصادف السبت  /30 كانون الثاني /  مع بدايات احتفالات الوطن بدخول المئوية الثانية للدولة الأردنية ،وذكرى النهضة -حسب مقالة لسمو  الامير الحسن  نشرتها  الصحف والمواقع الاليكترونية  الاردنية امس   .

 
هذا الربط الفكري العميق ،بين ذكرى تاسيس الأردن وميلاد الملك يحمل في طياته ابعادا استراتيجية عميقه ، توحي بان مايجري  في الاردن، يؤشر على اننا  على عتبة ارهاصات ميلاد دولة اردنية جديدة ، محورية ، قوية ،مزدهرة، قادرة ومقتدره ، ذات جذور عميقة في تاريخ المنطقة  ، الديني والقومي  والانساني  والحضاري ،تبنت وطبقت على ارض الواقع ،منذ تاسيسها شعار  النهضة بكل مافي هذه الكلمة من معان مستقبلية ،سامية ،عظيمة ،وراقية ، ، سواء على  المستوى  الوطني  الداخلي او القومي  ، اوالاقليمي او الدولي .
 
ولأن  النهضة  تستدعي التغيير الايجابي المتواصل  للافضل دوما، مكانيا وزمانيا ،  فقد  نادى جلالة الملك عبد الله الثاني  عشية دخول الاردن المئوية الثانية من تأسيسه ،بمبدأ  التشاركية  في العمل والانجاز، محليا وعربيا  وامميا ، في اطار نظام عالمي  جديد ، يضمن توفير مستقبل افضل لدول العالم وشعوبه ،وللاجيال القادمة، ويزيل الى الابد، بقايا مخلفات قرون  سابقة  ، لم تعد مقبولة ، في العصر  الحديث،والتي يعبر عن بعض  من جوانبها  السلبيه، النظام  العالمي الحالي.
 
ومثلما كان المؤسسون الهاشميون  الاوائل قادة  اول نهضة قوميه عربية تحررية  تجمع  مابين الاصالة والحداثة ، كما قال سمو  الامير الحسن ، فان الملك عبد الله الثاني  اخذ على عاتقه  تدويل هذا الشعار الشعارالتاريخي  القومي العروبي ، والارتقاء به  الى مستوى عالمي  انساني حضاري،مما  يؤكد ان جلالته قائد  استراتيجي مفكر، يستمد  فلسفته السياسيه  في الحكم  من  شرعية قيادته - دينيا – وشعبيا – وديمقراطيا -  وتاريخيا ، للمؤامة  ،   مما جعل لطروحاته  السياسيه ابعادا استراتيجية ، تجمع مابين    الاصالة والحداثه  وبالتالي تؤهل هذه  الطروحات للانتشار والتطبيق العملي ، للحصول على نتائج ايجابية، تنعكس خيرا على  الوطن والمواطن ودول الاقليم والعالم  كله .
 
وبهذا الصدد يقول سمو الامير الحسن  في  مقالته :ان دولة المئوية الثانية تقوم على خطاب حداثي ومتنورفي اشارة من سموه  الى  توجيهات جلالة الملك  منذ ان تولى سلطاته  الدستوريه،لتحقيق الارتقاء  السياسي والاقتصادي للدولة الاردنية ، في المجال الداخلي او  العربي او الدولي على حد سواء ، ،والتي راي فيها مفكرون انها غير مسبوقة   ،  ولا غرابة في ذلك ،اذ ان الملك سابق لعصره  في افكاره،وحكمته ، وحنكته ،  وتوجهاته ،ورؤياه السياسية ، مما جعله موضع احترام وتقدير كبار ساسة العالم ومفكريه ، وحقق بذلك للاردن مكانة مرموقة سامية، ومحترمة،  في المجتمع  الدولي  من خلال الافكار  الملكية .
 
ويوضح سمو الامير الحسن ذلك  في مقالته يصف مضامين الاوراق  النقاشيه السبعة لجلالة الملك فيقول: ان جلالة الملك  عبد الله الثاني سيد  الاسرة الهاشميه  وقائدها سار على درب باعث النهضة  العربيه الكبرى  الشريف الحسين  بن علي  - ملك العرب -  وابناؤه الاربعه ، في خطابه  السياسي الداخلي  والخارجي على حد سواء  ، وذلك  حين قدم  الأوراق النقاشية السبعة  التي يرى سموه انها  خارطة طريق مستقبلي تحتاجه الدولة والمجتمع لرسم الزمن القادم، وهذه الأوراق النقاشية حالة متقدمة في العلاقة بين الملك والمواطن والدولة ومؤسساتها...اذ ان جلالته حدد فيها الرؤية والاستراتيجية، ورسم المنهجية في الفكر المتجدد في المؤسسات، وهي مكملة للدستور ولروح النهضة التي  رفع الهاشميون  رايتها حينما  بداوا مسيرتهم قبل قرن من الزمان لتحرير الامة  وتوحيدها  وازدهار شعوبها 
 
  ومثلما كانت مسيرة الهاشميين الاوائل جامعة لكل العرب  من المحيط  الى الخليج  ممن شاركوا  في  الحكومات الاردنية المتعاقبة ، فان  جلالة الملك عبد الله الثاني  ، جعل من الاردن الحضن الدافيء الآمن والأمين  لكل  المهاجرين العرب والمسلمين ممن داهمتهم الخطوب ،والكوارث، والحروب الاهلية ، والانقسامات الداخليه، والمظلومين والمضطهدين ،  الذين ضاقت بهم اوطانهم،فوجدوا في  الاردن  وطنا ثان لهم  كما قال سمو  الامير الحسن  في مقالته  .
 
اذ  فتح الاردنيون-  بتوجيها ت جلالة الملك ، وباصالتهم التاريخية، وغريزتهم  القومية المحبة  لكل الاشقاء، - ابواب الوطن وبيوتهم لكل الهجرات  الفجائية التي استوعبها  الاردن واحتواها بطريقه مدهشة ومثيرة للاعجاب، تؤكد على الأصالة، بحيث يتجدد النسيج الاجتماعي بصورة صحية وذكية،  خاصة وان مثل هذه الهجرات تدفقت تباعا  على الاردن، منذ أكثر من سبعين عاما  وكانت دوما حافزا للتجدد،
 
 ولأن مقدسات فلسطين  هي جزء من  الارث والتراث  الهاشمي عبر التاريخ  ، فقد   كان لبصمات  الملك الايمانيه  المشرقه مكانة  ستبقى امد التاريخ اضافها  الملك  الى بصمات جده  طيب الله ثراه  الذي كما  قال الامير الحسن زار في 29 أيار 1915م، القدس ، وصلى بالمسجد الأقصى المبارك، فكانت زيارته هذه إيذانا لحجر الأساس في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس  والتي يشهد كل حجر  فيها على دور الهاشميين  في الحفاظ علي قدسيتها  لتبقى  اولى القبلتين وثالث الحرمين  الشريفين ،صامدة امام  كل محاولات   طمس مكانتها القدسية 
 
فقد كانت  القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية  هاجس الهاشميين  على مدى  التاريخ ، وحين تسلم  الملك  عبد الله الثاني راية قيادة الهاشميين ،بقي امينا على رعاية  هذه المقدسات وحمايتها ،كما كان اجداده  البر الميامين من ال هاشم وصحابة  رسول الله  ،وكل من تبعهم  وسار على هديهم .
 
وتحقيقا لذلك كما قال سمو  الاميرالحسن   فقد انجز الملك عبد الله الثاني بناء منبر المسجد الاقصى المبارك بالشكل والتصميم الذي كان عليه  منبر صلاح  الدين الايوبي الذي    لم يعمل  مثله  في الاسلام  حسب ما كتبه  ابن الاثير في  كتابه – الكامل في التاريخ 
 
وكان الامير قد بدا مقالته غير المسبوقة بالقول ان التزامن بين عيد ميلاد القائد وأعياد الوطن، يوحد تهانينا لجلالة الملك ولأردننا الغالي معا، 
 
وطرح سموه  في  مقالته العديد  من الاسئلة حول  مستقبل الاردن والاردنيين في المئوية الثانيه،  وماذا يجب  عمله  لبناء الدولة محليا واقليميا ودوليا ؟ 
 
ويبدو ان اجابة  سموالاميرعلى كل هذه التساؤلات  كانت واضحة  جدا  حين  قال :  اشد على يديّ ابن أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يمضي بالأردن بعزم وثبات ورؤية مستشرفة، جوهرها كرامة الإنسان الأردني وهدفها خدمة الأمة
 
 
 وبعد 
 ان مقالة  سمو  الامير الحسن الذكية المنشورة ،ربطت فكريا ومنهجيا ، مابين الذكرى  ال 59 لميلاد  جلالة الملك  وبدء المئوية الثانيه  للدولة الاردنية ،وتؤشر على العديد من المعطيات ،ذات البعد الاستراتيجي ، التي تسلط الضوء على  مستقبل الوطن حسب مايراه سموه ،وذلك في اطار سياسات  العصف الذهني التي تنتهجها  الدولة الاردنية،لينتج عنها  خطة طريق،  تضمن  تحقيق الاهداف التي تسعى لتنفيذها ،لبناء دولة عصرية انموذجيه قادرة ومقتدره ،  ترتقي بالمواطن  الى مستوى طموحاته وطموحات  قيادته، في اطارالتوجهات الرسمية ، لبناء الاردن الجديد ،من خلال فكر نهضوي وطني تشاركي عروبي انساني، يجمع  مابين  الاصالة والحداثة ،يستهدف تحقيق  حياة افضل لكل الاردنيين واسعادهم. 
 
 
صحفي وباحث  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد