حَدَدَ الله قُدُرَاتُ وَاِمْكَانَاتُ جَمِيْعِ مَخْلَوقَاتِهِ لِيَمْنَعِ اَلْتَمَرُدِ

mainThumb

30-01-2021 11:47 AM

ذكرنا في مقالاتٍ لنا سابقة أن الله أول ما خلق من خلقه هم الملائكة وخلقهم متفاوتين في القدرات وخصص لكل فئة منهم وظيفة معينه ورئيسهم جبرائيل عليه السلام. كما خلق بعد ذلك الجِنَّ متفاوتين في القدرات وبعد ذلك خلق الله الأشياء كلها في السموات والأرض وفي هذا الكون الشاسع وأول ما خلق من الأشياء هو القلم. وبعد أن خلق آدم عليه السلام علَّمه الأسماء كلها (أي أسماء الأشياء كلها وما شاء الله أن يعلمه بالقلم)، وكان الله سبحانه وتعالى أول معلم في الكون وآدم أول تلميذ من بني البشر في هذا الكون وبعد ذلك خلق الله لآدم زوجه من نفسه ومن ضلعه الأيسر جنب قلبه النابض بالحياة والنشاط والحيوية وسبب حياة جميع أعضائة وذكر إسمها في كتب الرسالات السماوية السابقة بحواء لأنها خلقت من حي وهو سيدنا آدم عليه السلام. وبعد ذلك سنَّ الله الزواج بين آدم وحواء (وقد وضَّح الله لآدم وزوجه عملية الزواج عن طريق الحيوانات وليس كما يقول البعض أن الله علَّم آدم كيفية الزواج عندما علَّمه الأسماء كلها لأن الله أسمى وأعلى من ذلك وأكبر دليل على ذلك أن الله لم يُعَلِم آدم عليه السلام كيف تتم عملية الدفن إن توفى الله أي من ذريته بل بعث الله غراباً لقابيل ليعلمه كيف يواري سوأة أخيه هابيل الذي قتله ليفوز بالأخت الأجمل للزواج منها (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (المائدة: 31))) . بينهما وحملت زوجه ووضعت لآدم الذكور والإناث وتكاثرت ذرية آدم وحواء وأصبحت قبائل وعشائر.
 
وفي خلقه لزوجه وفي عملية الحمل التي تمت وعملية الوضع وفي كيفية وصفها في القرآن وضَّح الله لآدم وذريته أن قدرات وإمكانات كل إنسان ذكراً كان أم أنثى تختلف من شخص لآخر (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف: 189)). وكذلك خلق الله الدواب بمواصفات وقدرات وإمكانات مختلفة حتى لا يتمرد أي نوع عما وضع الله له من مواصفات وأعطاه من قدراته وإمكانات إلا بإذنه وبأمره وليس بأمر أحدٍ من خلقه (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور: 45)). وكذلك الفايروسات سواء أكان فايروس الكورونا كوفيد-19 أو غيره. نعم، كانت الفايروسات في بدايتها من خلق الله وليس من تصنيع البشر ولكن بعد ذلك علَّم الله الإنسان ما لم يعلم وبدأ الباحثون التطوير عليها بإذن الله ولكن أمر تطوير فايروس الكورونا كوفيد-19 نفسه وظهور سلالات جديدة منه تمت بأمر الله حتى يتم إقناع البشر أن الله قادرا على كل شيء ولا يستطيعون إيقاف تطوير هذا الفايروس وغيره إلا بإذن الله حتى لا يتمردوا على سنة الله في خلقه أجمعين. فننصح جميع خلق الله من بني البشر أن يعودوا إلى الله ويعلموا حق العلم أن الله على كل شيء قدير ولا يعجز الله أي خلق من خلقه مهما بلغ من العلم والقوة المختلفة الأنواع والثقافة والتطوير العلمي والتكنولوجي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد