صحيفة السوسنة الأردنية

في الأيام الأولى للثورة المصرية، طلبت مجموعة من الشخصيات المصرية المناضلة من جماعة الاخوان اصدار قانون عفو تشريعي عام اقتداء بما صدر في تونس الا ان الاخوان تلكؤا في ذلك وقد كان بايديهم مجلسي الشعب والشورى والرئاسة ، ودارت الأيام وأول قضية حوكم بها مرسي رحمه الله كانت قضية الهروب من السجن اخر ايّام الدكتاتور حسني مبارك.

 

توالت الأحداث ورايت بعض الشخصيات المصرية الكبيرة  وقد اعلنت الحرب على مرسي وقد دار حوار بيني وبين العديد من الشخصيات المهمه فك الله اسر الجميع، قلت لهم أنتم المصريين لاول مرة في تاريخكم منذ عهد الفراعنة تخلعون  من يحكمكم بقوة  شعبية ، وعليه فان نصركم موقت ، وان مرسي مهما كانت اخطاؤه وان الاخوان مهما كانت مصائبهم الا انكم ستضلون افضل حال في ظل حكم مرسي مقارنة بحكم العسكر ، كانت مقاربتهم ان لا احد يستطيع ان يهزمنا او يطوعنا بعد اليوم وليسقط حكم المرشد ومن المستحيل عودة حكم العسكر طبعا النتيجة تعرفونها.

 

هذه الأيام في تونس أرى كثيرا من الناس تحركهم نزعة كره النهضة والغنوشي  ليصطفوا خلف قيس سعيد وشطحاته بل صاروا يحتفلون ويهللون لكل عبث ، سترحل النهضة ويرحل الغنوشي وسيبقى العبث.

 

بعض التيارات الفكرية والسياسية وقد جربت صناديق الاقتراع وما كان ليسمع لها صوت لو لا وجود  صلاحيات واسعة وسيادية لمجلس نواب الشعب، تصوروا ان مجلس النواب وقع حله، وتحولت الحياة الى سلطة رئاسية مطلقة يخضع فيها القضاء لسلطة الرئيس ، اين سيكونون؟ 

 

النهضة ستكون في المشهد بشكل او باخر حتى لو من داخل السجون ومن المنافي ولكل حادث حديث، لكن هذه الاحزاب وهذه الشخصيات التي كانت هامشية او لم يسمع بها احد من الشعب التونسي وهولاء الاعلاميون الذين كانوا لا يستطيعون توجيه النقد لاحد الا اذا كان مدرب فريق كرة من الدرجة الرابعة خسر فريقه خسارة جسيمة. 

 

انا لا أدافع لا على النهضة ولا على الغنوشي وقد انتقدتهم طيلة أربعين سنة،  لكن أدافع على حلم اجيال من المناضلين الذين لم نسمع بهم ولم نسمع عذاباتهم وآلامهم الذين ضحوا بكل شيء على امتداد قرنين من الزمن لنصل "إلى هذه اللحظة التاريخية"

 

 ان نكون أحرارًا في بلادنا، ان نكون شعبا من المواطنين ولسنا رعايا ولا رعاع.

 

الحرية التي حققناها دونها خرط القتاد

 

*سياسي و إعلامي