اَلإِنْسَانُ خَلِيْفَةً اللهُ فِي أَرْضِهِ وَلَيْسَ بِيَدِهِ اَلْمَوْتَ وَاَلْحَيَاةَ لِأَحَدْ

mainThumb

12-02-2021 11:26 AM

 نعم، قال الله في كتابه العزيز للملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30))، وقصد بذلك آدم عليه السلام ومن بعده ذريته ونحن كلنا سواء مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو كفار أو ملحدين أو مشركين . . . كلنا من بني آدم وينطبق علينا قول الله تعالى خلفاء له في الأرض. ولكن لا يحق لأحد من خلقة أن يتحكم بالموت والحياة لأي إنسان من بني آدم لقوله تعالى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (آل عمران: 145)). وهذا يعني أنه لا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك ولا يتوفى الله أي إنسان في هذا الكون إلا بإذنه وليس بتخطيط أو بإذن أي أحد من خلقة. أي لا بأيدي ولا بإذن ولا بإرادة من صنعوا فايروس الكورونا كوفيد-19 أو غيره من الفايروسات ونشروها بين البشر سابقاً وحاضراً وربما لاحقاً كما يدعي بعض خلق الله مثل بيل جيتس وغيره ممن يعتقدون أنهم على علم بما سيجري في المستقبل وفق مخططاتهم ان يتحكموا في حياة أو موت أي إنسان في هذا الكون إلا بإذن الله، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)). فعلينا أن نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون أو الظالمون او المجرمون أو المنافقون، ونأخذ إحتياطاتنا وفق ما عندنا من إمكانات ونتوكل على الله. ولا يحق لنا أن نسأل الله مثلاً: لماذا مكَّن الله بعض خلقه في كثيرٍ ممن خلق في هذا الكون (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)).

 
ولماذا لا نسأل نحن أنفسنا هذا السؤال: لماذا مكَّن الله فينا من لا يعرفه ولا يخافه؟ أليس ذلك بأيدينا ولأننا إبتعدنا عن الله كثيراً وتشبثنا بغيره وكما قال في كتابه العزيز (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (العنكبوت: 41، الروم: 41)). أليست هاتين الآيتين كافيتين على إجابة تساؤلنا هذا؟! وأي تساؤل آخر؟!، ألم يقل الله أيضاً في كتابه العزيز (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). فالله خلقنا جميعاً وهو في سابع سماء يسمع ويرى ما يفعله كل مخلوق من خلقة وبالفعل لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (الزمر: 9)). ولا نريد أن نحبط الناس فقال الله أيضاً في كتابه العزيز (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (الإسراء: 8))، ({قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر: 53)). فلنعد إلى الله ونستغفره لذنوبنا، ولو عمل الإنسان كما يقول المثل العامي: السبعة وذمتها وإستغفر الله لغفر الله له ذنوبها جميعها ولكن يجب أن يكون الإقرار بالذنب اولا وعدم العودة له ثانيا لقوله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (آل عمران: 135 و 136)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد