ولفي شاري الموت لابس عسكري

mainThumb

13-02-2021 11:55 PM

كفلته أمه بالعز، ونذرته للوطن، وكبر والده في أذنه وقال: أوصيك بالوطن خيراً يا ولدي، يلبس الفوتيك ويحمل السلاح، ويقف بعنفوان أمام سارية العلم ليؤدي التحية، ويتلو عهود الوفاء للوطن. 
 
تركوا عائلاتهم وأحبتهم، والتحقوا في سلك الجيش العربي المصطفوي، لأنهم يؤمنون أن الوطن يحميه الرجال المسلحين بكل أسلحة العزم والشجاعة، وأن الأوطان تستحق نذور التضحية والفداء، فكانوا لا يترددون ثانية واحدةََ إذا نادي المنادي هيا إلى الوطن، يبذلون الغالي والنفيس وآخر شيء يفكرون به هي أرواحهم، لأن همهم الوطن وعزته. 
 
المحاربين القدامى أوفوا بالعهد وقدموا الكثير للوطن دون أن يفكروا بالمقابل،كيف لنا أن نفي بالعهد لهم، فهم من صاغ نصر العرب في يوم الكرامة، وقاتلوا في فلسطين، وعلى أعتاب بيت المقدس، منهم من استشهد ومنهم من بقي حياََ، ومنهم من خرج بإصابة حكمت عليه أن يترك العسكرية ليحمل إلى بيته الكثير من القصص والذكريات التي يتعجب من تفاصيلها هذا الجيل الذي وجد الوطن على ما هو عليه الآن بسبب هؤلاء المحاربين. 
 
تكثر في بيوت الأردنيين قصص المحاربين القدامى، ولا يكاد بيت يخلو من قصة، أو غصة لاستشهاد فرد من أفرادها، لا زلت أتذكر والدي رحمه الله، والذي كان أيضاََ من المحاربين القدامى وكان مصاب حرب، كان يروي لنا قصص وبطولات العسكر، وكان خيالنا يعجز عن تصور شكل تلك التضحيات، وقوة هؤلاء المحاربين وبسالتهم، وكيف ترخص أرواحهم من أجل الوطن، لا يهابون الموت، ولا يذكرونه في قواميسهم. 
 
المحاربين القدامى لا ينتظرون منا عبارات الفخر والاعتزاز، ولا قصائد مديح وشكر، لأنهم سطروا بأنفسهم قصائد النصر والبطولات والتضحيات من أجل الوطن، وأعطونا كل الدروس التي تشعرنا بالفخر، نقول لهم: أنتم تاج على رؤوسنا، وأنتم درس يجب أن نحفظه ونعيشه ونتمعنه جيداً ، لأنكم لبستم الفوتيك  واشتريتم الموت ليحيا الوطن. 
 
رحم الله من قضى، وأطال في عمر من بقي. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد