طُلاَّبُ دُكْتُور اَلْجَامِعَة زُمَلاَءُ اَلْمُسْتقْبَلُ وَفُرْسَانُ كُلِيَّتِهِ

mainThumb

15-02-2021 09:40 AM

كانوا يقولون لنا ونحن حديثي السن أي ونحن في سن الروضة والإبتدائية والإعدادية: يأ أولاد عليكم بالأخذ بالقول المأثور " من علَّمني حرفاً كنت لها عبداً (محترماً ومقدراً ... إلخ وبالخصوص كل من يستحق منَّا ذلك من الأساتذه والمعلمين) وكُلُنَا عبيداً لله سبحانه وتعالى.
 
وكانوا يرددون علينا بإستمرار ما قاله الشاعر أمير الشعراء احمد شوقي رحمه الله: قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا، كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا، أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي، يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا، سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31))، عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى (أول ما خلق الله من الأشياء هو القلم)، أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ، وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا، أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً (نبي اليهود)، وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا (نبي النصارى)، وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً (نبي المسلمين والناس أجمعين)، فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا . . . إلخ. وَكُنَّا بالفعل نأخذ بكل ما يُقَال لنا ونبجل ونوقر ونحترم ونخشى مدرسينا قولاً وفعلاً، وأذكر حادثة حدثت مع لا أنساها في يوم من الأيام كنت أركب على دراجتي ألهوائية وأنا صغير وعندما شاهدت معلمي قادم من بعيد تركت الدراجة في الشارع وإختبأت منه حتى لا يقول لي عندما يقابلني في المدرسة: شاهدتك وأنت تلهو وتلعب في الشارع على دراجتك الهوائية. وما زلت حتى هذه الأيام متأثراً بكل مدرس درسَّني وكان عظيماً في تعامله مع الطلبة ومحترماً لنفسه ولطلبته ولمهنته التي هي من أسمى المهن وقد كان أول معلم في هذا الكون هو الله وكان أول تلميذاً من بني البشر هو آدم عليه السلام كما أسلفنا.
 
يملأ قلبي ونفسي السعادة والبهجة والسرور هذه الأيام وأنا أرى طلبتي الذين درَّستهم في جامعة اليرموك وقد أصبحوا زملائي في أقسام كليتى " كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب " في جامعة اليرموك وأصبح البعض منهم والحمد لله برتبة أستاذ دكتور فمنهم الأستاذ الدكتور سامر "محمد جميل" سمارة الفارس الأول (عميداً) للكلية ولم يُغَيِّرُه المنصب، ما زال كما عهدناه وهو طالب، هادئ وديع ويتصف بالأخلاق والأدب وإحترام أساتذته ومن هو أكبر منه ويعمل بكل هدوء.
 
والأستاذ الدكتور محمد غازي الزامل الفارس الثاني (نائباً للعميد لشؤون الإعتماد والجودة)، وما زال كما عهدناه على خلق عالٍ وعمل دؤوب بدون تواني وأُشَبِّهُهُ بالديناموا المحرك لجميع نشاطات أقسام الكلية، والدكتور عبد الرؤوف البصول الفارس الثالث (نائباً للعميد للشؤون الأكاديمية) وما زال يعمل كعادته بحب وتفانٍ لمسؤولياته ويحترم كل من هو أكبر منه سناً ولديه روح الدعابة، والفارسة الدكتورة أبرار فواز عبد الحق الزبون الرؤوفة بالطلبة (مساعداً للعميد لشؤون الطلبة) وفارساً آخر الدكتور بلال أبو عطا (رئيساً لقسم تكنولوجيا المعلومات) وفارساً آخر الدكتور معاوية الشناق رمزاً للكرم والجود والذوق الرفيع (رئيساً لقسم علوم الحاسوب)، وفارساً آخر الدكتور يزن الشبول (مديراً لمركز الملكة رانيا)، وفارساً آخر الدكتور خالد "محمد نهار" نواصرة (رئيساً لقسم التدريب والتطوير في مركز الإعتماد)، وكلٍ منهم يأسرنا بتعامله الطيب وحسن خطابه. حقيقة أننا علَّمنَّا جيلاً من الزملاء نفتخر بهم جداً ونرفع رؤوسنا بهم وبأدائهم عالياً جداً ونشعر بأمن وأمان ونفوسنا مطمئنة لأن الكلية بأيدي أمينه، وهذه سنة الله في خلقة وكما يقال: زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون فبارك الله فيهم أجمعين دون إستثناء أحد منهم ونسأل الله لهم التوفيق والنجاح والتميز بإستمرار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد