كيف تجعل أبنك يتجاوز آثار عام كورونا؟

mainThumb

17-02-2021 10:45 PM

السوسنة- لا شك في أن الأحداث منذ بداية الجائحة إلى اليوم تزيد من وتيرة القلق عند الكثيرين، وقد غيرت وجه الحياة إلى أجل غير مسمى، ناهيك عن رائحة الخوف والموت التي تفوح في الأجواء، وحتى ممارسة أبسط الأمور صارت حلماً انعكس على الكثيرين، لا سيما المراهقين الذين يفترض أنهم يضجون حيوية ونشاطاً وإقبالاً على الحياة.
 
وبدأ الآباء يلاحظون أن أبناءهم، الذين لم يكونوا يعانون من أي اضطرابات نفسية، يميلون إلى العزلة أو حتى اللامبالاة التي لا تتناسب مع الحدث. وفي هذا الإطار، نصح الطبيب النفسي الدكتور أحمد ناجي، عضو الرابطة الأميركية للأمراض النفسية، بضرورة التحدث مع الأبناء عن حقيقة ما يجري حولهم وبعقلية مفتوحة وتوثيق مصدر معلوماتهم بدلاً من تركهم عرضة لتلقي شائعات أو معلومات مغلوطة عن طريق النت أو وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وقال الدكتور أحمد ناجي لـ القبس: من المهم أن نطمئنهم بأن مشاعرهم السلبية، سواء كانت خوفاً أو قلقاً أو غضباً، طبيعية جداً ولها ما يبررها. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد أن نحاول الإجابة عما يجول بخاطرهم من أسئلة واستفسارات بطريقة تتناسب مع أعمارهم.
 
 
 
وأشار إلى أهمية تشجيع الأبناء على الانخراط فى أنشطة إيجابية محببة إليهم تستغرق تفكيرهم ووقتهم، مثل بعض الرياضة، والمشي، ومشاهدة برنامج هادف، أو قراءة كتاب محبب إليهم ومناقشتهم فيه، ومن المهم جداً ممارسة هواية الرسم لمن يهواها وغيرها من الأنشطة التي تفرغ المشاعر، والتأكيد لهم بأن هذا الوقت سيمر بإذن الله.
 
وأوصى الدكتور ناجي الآباء بتمضية وقت أطول مع الأبناء بصورة يومية وعدم تجاهل مشاعرهم وأسئلتهم، فمن المهم جداً استشعار وجود الآباء بجانبهم دائماً، وسوف يتجاوزون كل هذا معاً.
 
10 نصائح
 
وحول حالة الجمود والفتور التي أصابت الأبناء مع التعليم عن بعد، أوصى د. ناجي بعدة أمور لمكافحة هذه الحالة:
 
1 - لا بد من تحديد أهداف منطقية لهم ومتابعة تطورهم الأكاديمي من خلال التحدث إلى المعلمين لمعرفة التوقعات والتطلعات المأمولة.
 
2 - إشراك الأبناء في هذه النوعية من الحوارات مفيد جداً.
 
3 - تحديد آليات للتقييم ومراقبة تطورهم وكيفية تحقيقهم لهذه الأهداف.
 
 
 
4 - تعد محاولة الربط بين الأهداف الدراسية وما هو محبب للأبناء أو ما يشغلهم، وسيلة جيدة لجذب انتباههم.
 
5 - وضع خطط أو استراتيجيات في حال التعثر أو الملل، بعيداً عن حل الواجبات لهم أو محاولة المساعدة التي ساهمت في حالة اللامبالاة والملل لديهم.
 
6 - نظام المكافأة للتشجيع والتحفيز المستمر، وربط المكافأة بالمجهود المبذول قبل النتيجة المرجوة.
 
7 - بناء الثقة بينهم وعدم التقليل من قدراتهم مع المتابعة.
 
8 - احترام متطلبات السن واختيار المفردات التي تعزز ثقتهم بأنفسهم بعيداً عن النهر واللوم.
 
9 - الإشادة بإنجازاتهم وإشاركهم في متابعة دراسة إخوتهم الأصغر.
 
10 - تذكيرهم بأهمية التحقق من معلوماتهم وتخيل مستقبل مفضل لهم والسعي لتحقيقه.
 
 
 
انتكاسات مرضية
 
بعض الأبناء ممن كانوا يعانون اضطرابات عقلية ونفسية أو يعانون الوسواس القهري، معرضون للانتكاسات المرضية بصورة كبيرة في هذه الأجواء، وبعض الحالات للأسف يمكن أن تصل إلى سلوكيات انتحارية.
 
لذلك نصح الدكتور ناجي الأهل فى هذه الأحوال بضرورة الالتزام بالعلاج الدوائي أكثر من أي وقت مضى، وقدم جملة من التعليمات
 
1 - الالتزام بالمراجعات مع الطبيب أو المعالج النفسي للمتابعة.
 
2 - تجنب انعزال الابن أو الابنة والعمل على إبقائهم منشغلين معظم الوقت وبين الأهل دائماً.
 
3 - إشراكهم في التجارب الإيجابية وتقديم النموذج المحفز.
 
4 - ممارسة الرياضة المنتظمة، حتى لو صعود الدرج داخل المنزل ونزوله عدة مرات، ما من شأنه تحسين الحالة المزاجية.
 
5 - تعزيز مشاعر الأمان لديهم بكل الصور وعدم تصدير مخاوف الكبار والأحداث المضطربة لهم.
 
 
 
وختم الدكتور ناجي بأنه من المهم أن ينتبه الأهل إلى أولى علامات الانتكاسة مثل قلة النوم والعزلة والعصبية غير المبررة، ومراجعة الطبيب المختص فوراً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد