زيارة الملك للسعودية .. اسست لتحالف استراتيجي أردني خليجي اكثر عمقا

mainThumb

10-03-2021 11:20 AM

تؤشر زيارة جلالة الملك  عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين  الى السعوديه على انطلاقة جديدة غير مسبوقة  في العلاقات الاردنية  الخليجية، حيث تصبح  اكثر عمقا واستراتيجية  مما كانت عليه في اي وقت مضى سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا ،لتصل الى حد  التلاحم المصير ي والعضوي بينهما، حماية للامن القومي العربي. 
 
ومما يضاعف من اهمية الزيارة الملكيه  ، ان توقيتها  يتصادف مع اشراقات  ملامح شرق اوسط جديد مزدهر ، بدأ بتوقيع الامارات  ثم البحرين  معاهدات  السلام الابراهيمية في نهاية  العام الماضي ، ثم بقمة المصالحة  الخليجيه  في العلا بالسعوديه في يناير الماضي، التي اعادت اللّحمة لدول مجلس التعاون الخليجي، ليبقى كما اراده قادته انموذجا للوحدة العربية، والعمل العربي المشترك  لخير الأمة كلها.  
 
  كما تاتي الزيارة الملكيه للسعوديه ،  بعد اقل من خمسين يوما  من تولي جو بايدن- المعروف بصداقته الحميمية الطويلة لجلالة الملك -   قيادة الادارة الامريكيه الديمقراطية  الجديده بسياسات جديدة ،يمكن ان  تؤثر ايجابا او سلبا، على امن واستقرار دول وشعوب المنطقة. 
 
  لقد فرضت هذه  المتغييرات ، ضرورة توحيد صفوف دول المنطقة وشعوبها  ، لأن ذلك هو  الترياق الوحيد لمواجهة ومجابهة  التحديات الداخلية والخارجية ، بهدف تعظيم الايجابيات القائمة والمستقبلية، والحد من السلبيات  التي يمكن ان تطرأ بفعل عوامل خارجية، خاصة وان  العلاقات الاردنية الخليجيه  هي الافضل عربيا واقليميا   سواء  على مستوى القيادات او الهيئات او الشعوب حتى غدا الاردن، كما دول الخليج العربية، وسام  عز وفخر خالد، يزين صدر كل مواطن ومقيم ،  في هذه الدول ، ومنارة لمستقبل مشرق  للامة كلها .
 
 وتجيء زيارة  الملك وولي  العهد للسعودية بعداربعين  يوما من زيارة قام بها أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف – بتكليف من قيادات دول المجلس - الى الأردن  في اطار جولة  شملت مصر  والعراق ايضا – والتي عبر فيها لجلالة الملك عن  تقديره  العالي  "للدور المهم للأردن في تعزيز التضامن والتعاون العربي"، مؤكدا "حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز العمل المشترك مع الأردن."
 
 وسبقت زيارة  الملك  الحالية  الى السعودية، وستتبعها ايضا، زيارات  واتصالات مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، كما هو حال  جلالته دوما وابدا ، للاتفاق على استراتيجية اردنية خليجية  موحدة ، قد تشارك بها مصر  والمغرب ايضا  لتشكيل محور عربي نهضوي بالتنسيق مع الاشقاء  العرب والدول الصديقة، لصيانة  الانجازات العربية ، والحفاظ عليها ، وتعظيمها لما فيه خير ومنفعة دول وشعوب المنطقة  كلها .
 
ومما يعزز  الشراكة  الاستراتيجية  الخليجية  الاستثمارات البشرية الاردنية  في دول  الخليج، والاسثتمارات المالية الخليجية  في الاردن ، والتعاون  العسكري والأمني  الاردني  الخليجي ، والقائم منذ عدة عقود. 
 
 اذ  يبلغ عدد  افراد الجاليات  الاردنية في دول مجلس التعاون الخليجي اكثر من 800 الف،  في حين تزيد الاستثمارات الخليجية  المباشرة في الاردن عن 40 ملياردولار، ستتضاعف بعد انتهاء ازمة كورونا  ، كما اصبح الاردن مقصدا للسياحة الترويحية والتعليمية والعلاجية لاشقائنا في دول الخليج  ، كما هو الخليج ،مقصدا لطالبي العمل ، وذوي الاردنيين العاملين  هناك .
 
  واما التعاون العسكري  الاردني  الخليجي، فقد وصل ذروته  بتسمية احدافضل الوية الجيش العربي الاردن ، باسم "لواء الشيخ محمد بن زايد للتدخل السريع" تعبيرا عن وحدة  الدم والمصير  بين الاردن ودول الخليج  العربيه ،كما اكدت الوقائع التاريخيه عبر عقود من  الزمن 
 
 وبعد 
 فان  الزيارة الملكية للسعودية ، وقبلها الزيارات الملكيه لدول مجلس التعاون  الخليجي الاخرى ، والاتصالات التي لم تنقطع مع سائر الدول الخليجية ،  تشي باننا على عتبة عصر جديد يرتقي بالتعاون  الأردني الخليجي، الى درجة التحالف الاستراتيجي، لبناء شرق اوسط  جديد ، بدعم الدول الشقيقه والصديقة ،لتوفير  حياة حرة كريمة مستقره آمنة مزدهرة فاضلة،  لدول وشعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني،ووضع حد للدول  الطامعة التي  تعبث بامن امتنا  من خلال  ميليشياتها  المسلحه  المنتشرة هنا وهناك .
 
*الكاتب : صحفي وباحث


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد