رسائل رجل ضائع ( 2 )

mainThumb

22-03-2021 08:21 PM

لماذا يرى العالم بأني سجين ؟
فليس بالجديد أن أكون سجيناً وأنتم مثلي أيضاً, وكأن قانون هذا العالم قائم على سجن.
فكر يا هذا قليلاً.. فمنذ متى كنت سجين هذا الجسد.. وحبيسة روحك فيه..؟
 
 
***
ليس ضعف عندما استحضر طيفك.. وقت أن هربت من مواجهتك.. لستُ بجبان لكن لا أسلوب صحيح أمتلك
 طيفك أكثر لباقة وأكثر جرأة.. يملأ الفراغ المهمل
ويبرر أخطائي
يخوض معي أحاديث ماكنت يوماً أتذكرها
أغفري أن استطعتِ
واجعلي طيفك رسول حتى بعد موتي
 
 
***
 
الجنون نعمة مثلها مثل نعمة العقل, ليس عيباً أن يكون الجنون وسيلة كي أتحدث بما يليق بقلبي المجنون فيكِ, لن يجد النّاس عندها سبب أو حجة حتى يدينوا كلامي أو هذياني فيكِ
أنا يا ساحرتي ممسوس بالعشق.. العشق الذي لا شفاء منه,  سأطوف ما بين القباب العالية, وسراديب المحزونين, وأشق صدري كدرويش أتخذ من الظلمة طريق لقلبك.
 
 
 
***
 
 
في زاوية من الركن المضيء من روحي, بدأ النعاس يحوم على آفاق  جفني.. وأخذ صراع بين الفكر والنعاس يشتد,  لقد مرّت الأيام مرّ السحاب.. وأنا وذاتي و الشقاء رفيقان.
عطش يسكن روحي كلما جنّ الليل علي, أتلمس ملتصقاً في لحاء  الحائط العتيق, من غير العدل أن لا تكون عينيك حاشيتي في وحدتي.
من غير العدل أن تزول سمائي في عاصفة سوداء, ضائع بعيداً عنكِ
ضائع بين صراع الضياع وغيابك .
 
***
 
طفت الليل بطوله أحاول أن أنساكِ.. 
أفتش عن أخطاءك, عن أيّ شيء يجعلني أكرهك, جلت في أركان حيرتي متعرجاً فاتسع ظل حيرتي..
 
 
***
 
سحابة في سماء رأسي تظللني.. تغسل جناحيها بظل شرودي, وأنا في فلتات الليل الحالك أخبرها كيف يكون لظلها تأثير حين تتمايل بندى قطرها البكر فتشع فجوة الشرود لتعلن عن سيل الاسئلة في وديان الزمن المر كالعلقم, يعلو صوت المطر يمزق حناجر العصافير التائهة إلى وجهات روحي تتشابك اجنحتها ولا شيء يدوم بعد كل الذي حدث, كان مجرد حلم لسحابة لا تعرف قيمة المطر عندما كان يشغل مقلتيها, هي تريد الخلاص علّها ترتاح في زمن القابض على ذكرياته كالقابض على بركان من الجمر.
 
 
 
       ***
 
أخبرتهم لا أجيد شيء..
حتى الكتابة لا أجيد فنها..
أخطأت قلمي! 
وها أنا اليوم لا أجيد سوى الكتابة عنكِ..
 
 
 
***
 
ها أنا أدون عمري على رزنامتكِ وكأنني ولدتُ على يديكِ طفلاً لم يكن في ما مضى سوى رجل صامت.. هادئ.. رتيب الأفكار والعواطف, الآن وأنا أعود إلى برزخ حياتك, اعيديني لأكون روحاً يملأها الحب.. روحاً لا تريد رؤيا غيركِ في عالمها الجديد..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد