اَلْمَلِكُ: اَلْوَزِيْرُ أَو اَلْمَسْؤُولُ، عُيِّن لِيًكُونَ خَادِمَاَ لِلْأُمَةِ وَلَيْسَ لِيَأْخُذَ رَاتِبَهُ فَقَطْ

mainThumb

22-03-2021 09:58 PM

ما يخفى على أحدٍ منَّا، كم كثيراً من الناس هذه الأيام تحفى أقدامهم وهم يركضون من شخص واصل إلى آخر ليتواسطوا من أجل الحصول على منصب وزير أو مدير عام أو مدير دائرة أو رئيس قسم أو ... أو .... إلخ من أجل علاوة المنصب وما يعود عليه من فوائد مادية وإجتماعية وغيرها. وينسى أن أمانة المسؤولية كبيرة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (الأحزاب: 72))، وليس هدفها مادي وإحتماعي فقط، نعم هناك فوائد مادية وإجتماعبة وغيرها ولكن على كل من يتواسط ويلهث للحصول على أي منصب عالي في الدولة أن يعلم جيداً أن عليه مسؤوليات كبيرة نحو منتسبي المؤسسة التي يتولى مسؤولياتها ويقوم على حثهم على العمل المنتج والمفيد وعلى الإخلاص والولاء والإنتماء للقيادة والوطن والشعب والأمة. وليعلم تفاصيل مسؤولياته كاملة وبشكل مفصل في تلك المؤسسة (أي يعلم كل كبيرة وصغيره) ويقوم بمسؤولياته على أكمل وجه وبكل أمانه.
 
وعليه متابعة ومراقبة كل من يتبع له من فريق عمله الذين عينهم، فيما إذا كان كل عضو من فريق عمله  يقوم بواجباته التي أوكلت له أم لا؟. ويعمل على التطوير والتحديث وتسهيل إجراءات أي معاملة يحتاجها المواطنون، وليس فقط الجلوس على كرسي المسؤولية مترسماً، آمراً وناهياً فقط. ولقد أوضح جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى ذلك في خطابه أمام أعضاء مجلس السياسات الوطنية وبحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد المعظم وقالها بصريح العبارة: . . . الوزراء ما عدا أكم واحد كانوا نايمين، يعني إذا وزير بيجي بيفكر إنه جاي وزير حتى بس يقعد عالكرسي ويآخذ الراتب، بيكفــــي، فمن اليوم وطالع . . . إذا واحد ما بدو يتحمل المسؤولية، ما يضل بالكرسي. نعتقد أن كلام جلالته واضح كعين الشمس في كبد السماء، في يوم صيف. نتساءل: هل جلالته وهو ملك يرتاح ليلاً أو نهاراً في القيام بمسؤولياته نحو شعبه ووطنه والأمة الإسلامية والعربية داخلياً وعلى المستوى الإقليمي والعالمي؟، يجب أن يكون جلالته قدوة لكل مسؤول. وعلى كل مسؤول أن يفهم معنى اليمين الذي أقسمه ويطبقه عملياً ونصه: أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للمــــلك، وأن أحافظ على الدســــتور، وأن أخدم الأمــــــة، وأقوم بالواجبات الموكولة إِلَيَّ بأمانــــــــــــــــــة.
 
بعد حادثة مستشفى (الحسين) السلط الحكومي المؤسفة التي أودت بحياة تسعة مواطنين أردنيين بسبب توقف الأكسجين عنهم وهم في غرف العناية المركزة للمعالجة من فايروس الكورونا كوفيد-19، بسبب نفاذ مخزون الأوكسجين من خزانات الأوكسجين في المستشفى. أصبح كل يوم يخرج على الإعلام وعلى وسائط التواصل الإجتماعية مدير مستشفى معين ويُصَّرِحَ أن خزانات الأوكسجين في المستشفى الذي يديره وضعها ممتاز ... إلخ. والله يا حضرة المدير ليست مسؤولياتك فقط هي خزانات الأوكسجين في المستشفى، بل مسؤولياتك تفقد كل وحدة من وحدات المستشفى من قسم الطوارئ لقسم الإدخال والخروج لقسم العناية المركزة، لغرف العمليات الصغرى والمتوسطة والكبرى، لبنك الدم الخاص في المستشفى، للصيدليات، لمستودعات الأدوية والمواد الطبية والمعقمة التي تحتاجها جميع أقسام المستشفى، لقسم الغسيل (الشراشف وبطانبات الأَسِّرَةِ، ومراييل الأطباء والممرضين والممرضات ... إلخ)، ... إلخ.
 
وعليك أيضاً متابعة مساعديك ورؤساء الأقسام ومراقبي أجهزة المراقبة لأي مخزون حيوي أو غيره من المستلزمات الطبية الذين عينتهم كفريق عمل لك. وتفقدك لجميع وحدات المستشفى بشكل مفاجيء والحضور للمستشفى في أوقات مختلفة لتتفقد سير العمل فيه ليلاً ونهاراً حتى يعلم الجميع أنهم تحت الرقابة والمتابعة ولا يتخاذل أي منهم في مسؤولياته. نحن لسنا أطباء حتى نكتب كل تفاصيل مسؤوليات كل مدير مستشفى، ولكن كما ذكرنا سالفاً أنه على كل مسؤول قبل أن يتولى أي مسؤولية في أي وزارة أو مديرية أو دائرة أو قسم ... إلخ أن يعلم تفاصيل مسؤولياته حتى يكون ناجحاً ومنتجاً ومقنعاً لكل من هو مسؤول عنهم بأنه يستحق المسؤولية. وليعطي أضعاف ما يأخذ من راتب وفوائد مادية وغيرها من منصبه وإلا فسوف يكون عبئاً على ميزانية الدولة. وحقيقة أن أحد أسباب العجوزات في الميزانيات لحكوماتنا المتعاقبة هو عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبالتالي يكون هو ووزارتة أو مديريته أو دائرته أو قسمه ... إلخ عبئاً على الدولة. فُكِكَ الإتحاد السوفياتي وضَعُفَ إقتصادياً ومادياً وسياسياً وعسكرياً ... إلخ بسبب خيانة أحد المسؤولين الكبار فيه لصالح بعض الدول العظمى وذلك عن طريق فقط تطبيق سياسة وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب لغيره من الكفاءات الموجودة وليس له.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد