اَلْصَيْنِي إِرِيْك يُوَان مُطَوِّر زُوْوْمِ وَحَظِهِ مَعَ كُوفِيْد-19

mainThumb

28-03-2021 12:14 PM

ولد إريك يوان (Eric S. Yuan) في مدينة تايآن في الصين عام 1970 ويبلغ من العمر 50 سنة، متزوج ولديه 3 أولاد، درس في جامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا في بكين، وحاز على الماجستير في الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، انضم إريك يوان إلى WebEx في عام 1997، التي استحوذت عليها شركة Cisco Systems في عام 2007، وبعد الاستحواذ أصبح يوان نائب رئيس الفريق الهندسي، وقاد فريقًا من ثمانمائة مهندس. عندما كان يوان طالباً في الكلية اعتاد أن يأخذ رحلة بالقطار لمدة عشر ساعات لزيارة صديقته، ومن كرهه لتلك الرحلة كان يفكر في طرق أخرى لزيارتها، ربما لا تتضمن مشقَّات السفر وتكاليفه..

إريك يوان هو رجل أعمال صيني أمريكي ومؤسس  Zoom Video Communications، تبلغ حصته اليوم 22 في المئة من شركة Zoom، كما تبلغ قيمة صافي ثروته في 2020 حوالي 7.4 مليارات دولار أمريكي، وقد احتل المرتبة 293 في قائمة Forbes  لأغنياء العالم. يُعَدُ إريك يوان من أشد المعجبين برواد الأعمال، مثل بيل جيتس، وجذبه ازدهار التكنولوجيا في سوق الولايات المتحدة في التسعينيات، حيث كان يوان مقتنعًا ببدء أعماله الخاصة في هذا السوق، وبالتالي قرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ يوان كفاحه للحصول على التأشيرة، وحاول التقديم للتأشيرة ثماني مرات ورفض طلبه ولكن في المرة التاسعة حصل على التاشيرة للسفر للولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل سافر إلى الولايات المتحدة في عام 1997 ولذكائه الخارق إلتحق بالعمل مع شركة WebEx، التي كانت مجرد شركة ناشئة تبلغ من العمر عامين. وبعد ثلاثة سنوات فقط من الإلتحاق بالعمل مع هذه الشركة تمكنت الشركة من دخول السوق بشكل قوي وأصبحت شركة WebEx من الشركات الكبيرة في السوق العالمي في عام 2000.

أمضى إريك يوان عشر سنوات في العمل في WebEx، وعندما استحوذت عليها شركة سيسكو في نهاية المطاف في عام 2007 تم تكليفه بإدارة فريق عمل من ثمانمائة مهندس كما ذكرنا سالفاً. إلا أن إريك يوان كان غير راضٍ عن الخدمة وحلول التعاون التي قدمتها WebEx، وبدأ في إقناع الإدارة العليا بإعادة البناء من الألف إلى الياء، وبعد أن تم تجاهل اقتراحاته بشكل متكرر قرر مغادرة الشركة رغم انه راتبه يتكون من ست خانات بالدولار الأمريكي.

قال إريك يوان: في يوم من الأيام سيقوم شخص ما ببناء شيء ما على السحابة، وسوف يقتلني إذا سبقني لما أرغب في تنفيذه. وقال أيضاً: لولا ذلك الخطاب الذي ألقاه بيل جيتس الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت في اليابان عام 1994 حيث كان يوان متواجداً هناك في برنامج تدريبي بعد تخرجه من جامعته في بكين، لَمَا كان لشركة زووم أن تولد على الإطلاق. كان لدى إريك يوان فكرة لبناء منصة أفضل من WebEx  لعقد المؤتمرات عبر الفيدو عن بعد على الجوالات وعلى الحواسيب الصغيرة، وخصوصا بعد أن لاحظ الإقبال والإهتمام الكبيرين من قبل الناس على تلك الأجهزة.

لكن إدارة شركة سيسكو لم تقتنع بفكرته ولم تتبناها، وكانت فكرته تتطلب عدد كبير من القوى العاملة والتمويل مما جعله يستقيل من شركة سيسكو ويفتح شركة خاصة به، وقام إريك يوان بتوظيف أكثر من 40 مهندسًا، بعضهم في الصين، للعمل على فكرته، وطلب من أصدقائه أن يكتبوا له شيكًا بمبلغ مائتان وخمسون ألف دولاراً أمريكياً حتى يتمكن من دفع رواتب الموظفين. كما قدَّم له Subrah Iyar، الرئيس التنفيذي السابق لشركة WebEx، مبلغ ثلاثة ملايين دولار لشركته الناشئة التي كانت تسمى آنذاك Saasbee، وكان المستثمرون مشككين بالأمر، بالنظر إلى المنافسين الكبار في السوق في ذلك الوقت، برنامج مايكروسوفت وسكايب و Google Hangout  وبرنامج BlueJeans Networks. وعلى الرغم من حالة السوق غير المشجعة إلا أن يوان لم يثنيه أي شيء عن تنفيذ رؤيته لبناء منتج يجعل العملاء في جميع أنحاء العالم سعداء. وفي النهاية أعيدت تسمية Saasbee باسم Zoom Video Communications  وتم إطلاق المنتج في عام 2012،

وخلال الأشهر الخمسة الأولى من الإطلاق تم استخدام Zoom من قبل أكثر من 3500 شركة. وبعد ذلك تم طرح أسهم شركة زووم للإكتتاب العام في عام 2019 وكان تقييمها آنذاك بستة عشر مليار دولارا، وبسبب جائحة كورونا وإقبال الحكومات في جميع دول العالم على إستخدام تطبيق زووم عن بعد في التعليم في جميع مراحله وفي إنجاز الأعمال والإجتماعات ... إلخ عن بعد، أصبحت قيمة شركة زووم تتجاوز مائة وثلاثة عشر ملياراً وكما يقول المثل: مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد. وكأن إريك يوان كان يعلم أنه ستحدث جائحة كورونا وسيستخدم العالم أجمع تطبيق زووم (الذي صممَّه في البداية من أجل أن يجتمع مع صديقته وجهاً لوجه على الجوال ولا يقضي ساعات طويلة بالسفر إليها) وهنا ينطبق القول أنه خلف كل رجل عظيم إمرأة. قال تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الزمر: 9، التغابن: 2)).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد