مُناضِلاَت الشَّرقِ

mainThumb

29-03-2021 11:16 PM

إلى أمي ..
 
بداية أودُ إخباركِ أن كلماتي هذه لن توفي حقكِ ولا تُعّلي ولا تنقُص من شأنكِ، فوزنكِ وأعتباركِ محفوظ معلوم وصْيتكِ شرفُكِ مُصان، ومن يقترب اليه فهو في حكم المعدوم، فواللهِ لو حاولوا الشعراء والكتّاب إملآء جهادكِ ما استطاعوا، ويريدون كل ساعة الإتيان اليك ليعلموا جديدكِ في الكفاح والتصميم وخصوصاً تربية أولادكِ...
 
 
فما بالكِ أماه إذا كان الأسيرُ ولدكِ يفكرون أنه ذلك سيُضعف عزيمتكِ وينحني من وراه ظهركِ، لا يدرون أنكِ رخصتِ روحه لوطنكِ لفلسطين حبيبتُكِ عشيقتُكِ ولو اسالوا دمهُ أمامكِ تحمدتي الله وعُدتِ لقصة كفاحكِ، لا تحزن يا قلبي ولا تملي يا يدي لكني أخشى أن يفوتني شيءٌ أمام حضرتكِ وارتجفُ والله من بسالتكِ....
 
أماهُ هل دللتيني على حيلتُكِ؟ كيف الصبر والقوة مُجمعةٌ فيكِ؟ وهل علمتّي النساء حدتُكِ وذكاؤكِ؟ الأم الفلسطينية كالطود شامخةٌ، ريحُها أكناف بيت المقدس، عنفوانها الشهامة، تقدم الغالي من ولدها أسيراً وتشدُهُ  على النضال حتى يُصبح شهيداً... 
 
أشكركِ أماه لأنكِ من شرقنا ووعدتِ وصنتي شرفنا وما شمتي فينا اعداؤنا، مقالي لن أبث فيه المآسي ولن أشدكِ على أن تبقى مناضلة وتصبري على المقاسي، لأن الذي أعتاد الكبرياء لا يحتاج لواعظً أو دعاء ولا يخاف من لومة لائم ولا يهابُ الظالم فقوتهُ مستمده من خالقه ما له إلا سجادته وصلاته وأنه مهما طال الزمان وأشتد عليه فهؤلاء الجرذان سيقضي عليهم حتى لو فات الآوان، فكلمتُكِ إجعليني أحدُسها هي الله حسبُكِ والحمد الله هي رضائك...
 
           فدمتِ حرة...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد