صحيفة السوسنة الأردنية

قبل التطور الرقمي والإحصاء والترقيم، كانت الداية ، الحجة مدلله او زهرة او لطيفه، لا ادري هي الارشيف الوطني لتاريخ الميلاد، فكانت تجيب في اول المربعانية او في قطاعة الذرة او في ايام القيظ  واول الحصيدة او ايام الزيت اصبحت أمسيت، وما إلى ذلك من ما تحتفظ به من توصيف للايام والاشهر، ولم يخطر على بال احد ان هناك ضرورة لحفظ الرقم باليوم والشهر، حتى بدات المدارس تطلب شهادة ميلاد، وتبدا التكهنات في اول الشهر او في نهايته وفي نهاية المطاف  يجتهد الحاج كامل  كاتب الصحة الذي كان يتمتع بذاكرة قوية وبنسبة خطا مقبولة حسب :مقياس فيشر ٪ويحتفط بالسجلات التي يدونها حسب روايات الداية ، لانه لم تكن هناك آنذاك دائرة للاحوال المدنية، إلى ان جاء الفيس البوك الذي ضحك علينا وطلب منا  الملف كاملا، واستسلمنا له دون تفكير وبدا يذكرنا ويذكر الجميع بيوم الولادة، ويكشف المستور دون استئذان، ودخلت شركات الاتصالات  على الخط بالتهنئة، وكذلك البنوك التي استغلت المناسبة للتذكير بالديون والقروض والفوائد بحجة التبريكات بعيد الميلاد، وقدمت شركات التامين  والمولات التهنئة المغلفة بعروض في الشهر الفضيل،  ودخل الاولاد  والاحفاد من كل القارات على الزووم للاحتفال، ولذلك انصحكم ان لا تامنوا الفيس البوك ولا تعطوه كل التفاصيل  لانه لا يحتفظ بالاسرار، وطابت إيامكم  أعزائي الكرام بالخير والبركة وامنياتي للجميع بالصحة والعافية ويحفظكم الباري عز وجل ورمضان كريم عليكم باذنه تعالى