من هو لي توماس ؟

mainThumb

13-04-2021 06:42 PM

السوسنة -   لي توماس شخص أضطر لاتخاذ اجراءات مسبوقة في كل يوم يذهب فيه إلى العمل من أجل الحفاظ على مظهره ومستقبله الوظيفي، حيث أنه يقوم بطلاء وجهه يوميًا قبل الذهاب إلى العمل.
 
إن هذا القرار الذي اتخذه توماس يبدو صادمًا وغريبًا لبعض الأشخاص، كان بالنسبة له قرار مصيري لابد منه.
 
ولد الصحفي لي توماس في عام ١٩٦٦ في ولاية ميشيغان الأمريكية وتحديدًا مدينة ديترويت، وعمل بعد الجامعة مراسلًا في WABC في مدينة نيويورك، ثم عمل مقدم للبرامج على قناة FOX الترفيهية المحلية كغيره من مئات الصحفيين حول العالم.
 
 
وعاش سنوات طويلة في الشهرة وأحبه الجمهور ، لكنه بقي خافيًا عن جمهوره ومحبيه قناع ألمٍ كبير، ليس عن جمهوره فقط ولكن عن زملائه في العمل لسنوات طويلة.
 
وعندما كان توماس في سن ٢٥ كان يتمتع بالحيوية والنشاط، بالإضافة إلى نجاح باهر في مشواره المهني فقد كان ذا موهبة .
 
 
• معاناته:
كانت أولى المفاجآت غير السارة التي واجهته في عام ١٩٩٤ في صالون تصفيف الشعر عندما لاحظ المصفف وجود بقعة صغيرة وردية اللون خلف عنق توماس، وسرعان ما ظهرت بقعة أخرى على مؤخرة رأسه وأخرى على العنق، ووصل الأمر إلى شفتيه ثم يديه، وقد شخصه الأطباء بمرض البهاق المرتبط بنقص مادة الميلامين تحت سطح الجلد.
 
ووفقًا للإحصائيات فحوالي ٤٪ من سكان العالم مصابين بنفس المرض، وبعد علم الرجل بمرضه، لم يرد مشاركة مشكلته مع أحد حتى لا يضع نهاية لمسيرته المهنية بيده.
 
وكان قد غادر لويزفيل في نيويورك حيث كان يعمل في محطة EBC الإذاعية، وساقه القدر للعمل بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية.
 
لم يتخيل أحد من زملاء توماس أو حتى الجمهور الذي يشاهده مقدار المجهود الذي كان يبذله كل يوم من أجل الظهور بشكل لائق على الشاشة، حيث كان يمضي الكثير من الوقت في وضع كميات كبيرة من مستحضرات التجميل لإخفاء معالم البهاق.
 
• هل أنهى البهاق الحياة العملية لتوماس؟
 ‎
 أدرك توماس أنه سوف يتوقف عن العمل قريبًا لأن هذه الآثار أصبحت أكثر وضوحًا وأصبح من الصعب إخفاؤها، وأصبحت مخاوفه مبررة حينما لاحظت طفلة يديه أثناء التسجيل وانفجرت في البكاء خوفًا منه.
 
عندئذ اعتقد الصحفي أن مستقبله المهني أصبح على المحك وأنه يتوجب عليه المواجهة، فقام بالذهاب مباشرة إلى رئيس القناة، والذي كان من المتوقع أن ينهي عمله، ولكنه طلب منه أن يظهر أمامه وأمام الجمهور بشكله الحقيقي ويطلعهم على هذا الأمر ليصبح مقبولًا.
 
• توماس أمام الجمهور بوجهه الحقيقي:
وفي يناير عام ٢٠٠٥ استغنى توماس لأول مرة عن الطلاء، ليظهر لأول مرة على الشاشات بدون مكياج، وبعدها أمطرت الرسائل على الصحفي تهنئه وتدعمه.
 
ورفع وقوف الناس ودعمهم من معنويات توماس الذي قرر على الفور كتابة مذكراته، وقال إنه لم يفعل ذلك لأجله إنما لأجل اؤلئك الذين واجهوا نفس الذكريات المؤلمة مع مشاكل مماثلة وطلب الدعم من الجميع لأولئك الذين لا يستطيعون حتى الخروج إلى الشارع بسبب مشاكل الجلد.
 
 
وتم نشر مذكرات توماس في عام ٢٠٠٧ تحت عنوان التحول الأبيض لأول مرة، وفي هذا الكتاب شارك توماس سر نجاحه وأساليبه في التعامل مع العقبات الخطيرة وأصبح توماس بفضل إيمانه بنفسه شخصًا سعيدًا وأبًا محبوبًا ومصدر إلهام خاص لأمثاله من الملايين.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد