إَتَّعِظُوا يَا مَن . . . مُقَدَّرَات اَلْوَطَن كَمَا إِتَّعَظَ اَلْبَعْضُ

mainThumb

20-04-2021 11:44 AM

 لقد داهم العالم وباء الكورونا كوفيد-19 بشهر ديسمبر 2019 وإستمر هذا الوباء حتى تاريخ كتابة هذه المقالة. وعانى الناس في جميع دول العالم قاطبة من تأثيرات هذا الوباء وأصبح جائحة كبرى تعرف بكوفيد-19. وكان وما زال لهذه الجائحة تأثيراتها المدمرة على إقتصاد العالم من كل ناحية، علاوة على ما لحق بالناس من ملايين الإصابات به وملايين الوفيات بسببه في العالم. إلى أن الآرض بسبب الإغلاقات الكلية والجزئية فيما بعد وبسبب المحدِّدات والمقيِّدات التي فرضت على الحريات العامة التي كان يتمتع بها الناس في جميع بقاع الأرض ضاقت علىيهم بما رحبت.

ومع إستمرار هذه الجائحة وما رافقها من قصص وحكايات مختلفة ومتعارضة فيما إذا كان الفايروس مصنعاً أو غير مصنعاً؟ أو من المسؤول عن تصنيعه ونشره في العالم؟ هل الصين؟ أم أمريكا؟ أم غيرها من الدول؟. وما هي الأهداف المخطط لها من تصنيع هذا الفايروس ونشره بين الناس في جميع دول العالم؟، وهل المطاعيم التي صُنِّعّت ناجعة في منع إنتشاره أو إصابة الناس به للأبد أم لا؟ ... إلخ من التساؤلات التي جعلت من الحلماء والحكماء في العالم حيارى حتى وقتنا الحاضر. ولكن قرأنا وشاهدنا فيديوهات كثيرة عن عدد كبير من الناس في دول مختلفة من العالم ممن يملكون الأموال الطائلة كيف قضىوا نحبهم بسبب هذا الفايروس ولم تفعل أموالهم لهم شيئاً. مما دعى بعضهم للطلب ممن خلفهم أن يقوموا بنثر  ما يملكون من أموال (أوراق نقدية) في الهواء في الساحات العامة على الناس ليثبتوا لهم أن جميع هذه الأموال لم تفعل لهم شيئاً وبقيت في الدنيا ولم تذهب معهم للآخرة.

ونضرب مثلاً في أردننا العزيز على تاجر الأجهزة الكهربائية المعروف في شارع الهاشمي في إربد السيد عبد الله العمري " ابو الحكم " الذي توفاه الله بعد إجراء عملية بسبب جلطة إنتابته. وقد شيع جثمانه يوم الأحد الموافق 18/04/2021، رحمه الله وأدخله فسيح جناته، كيف رق قلبه على إمرأة التي جائته تبكي هي وطفلها عندما حضرا إلى متجره وقالت له أنت سجنت زوجي، وكان ذلك في نهاية عام 2019 وبداية العام 2020، أي في بداية جائحة الكورونا كوفيد-19. وكانت تلك الحادثة التي جعلته ليكون من أوائل التجار الذين سامحوا ٦٣ متعثرا نهاية العام 2019 وبداية العام 2020 من ديون تقدر بـ 93 ألف دينار، كان قد حصل فيها على أحكام قضائية.
 
ولكن نظراً لظروف الناس الإقتصادية، وإبتغاء مرضاة الله تعالى قرَّر إعفاءهم مما عليهم من شيكات رغم أنه بحاجة ماسة للمبلغ، محتسباً ذلك لوجه الله متاجرا مع الله تجارة مربحة الحسنة بعشرة أمثالها (93000X10 = 930000 دينار)، مطلقا مبادرة " سامح تؤجر ". وقد ثمن مبادرته هذه  جميع تجار غرفة تجارة إربد وعدد كبير من الناس على وسائل التواصل الإجتماعية. فالسؤال الذي يخطر على بال معظم الأردنيين منذ زمن وفي وقتنا الحاضر: هل سترق قلوب من باعوا ونهبوا وسرقوا ثروات الوطن وممتلكاته ومنجزاته ومقدراته وصدَّروها لحساباتهم في بنوك خارج الوطن (الفاسدين) كما تقول بعض صحافات الدول الأجنبية، ويعيدوها للدولة أم لا؟ علما بأن الدولة بأمس الحاجه لها لتتعافي من ديونها المتراكمة ولينتعش إقتصادها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد