اَلآيَةُ فِيْ اَلْقُرْآنِ دَلِيْلٌ قَطْعِيٌ أَمَام أَيُ حَدِيْثٍ

mainThumb

21-04-2021 11:51 PM

أبدأ مقالتي هذه بحديث الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام (حديث الثقَلَين): تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا أبداً كِتابَ اللهِ، وعِترتي (أهلَ بيتي) أو سنتي.فأول مرجع للمسلمين هو كتاب الله القرآن الكريم وثاني مرجع هو آل بيت الرسول وسنته الصحيحة. لأنه من سابع وليس من رابع المستحيلات أن يأتي نبي لعترته أو لصحابته بحديث يتعارض مع ما جاء في كتابه الذي أنزله الله عزَّ وجلَّ عليه عن طريق الوحي (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ، وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (آل عمران: 79 و 80)). لاحظنا أن كثيراً ممن يدَّعون أنهم شيوخاً (مع إحترامنا وتقديرنا لكل شيخ يكون مرجعه كتاب الله أولاً وسنة الرسول الصحيحة وما يصدر عن أهل بيته بما لا يتعارض مع ما جاء في كتاب الله ثانياً)، يحفظون بعض الأحاديث الموضوعة أو المدسوسة أو الضعيفة أو التي لا أساس لها ويتمسكون بها وينشرونها بين الناس. وينسون أنها تتعارض مع ما جاء في كتاب الله من الآيات، لأنهم لا يحفظون كتاب الله ولم يتدبَّرُونه نهائياً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (أي إلى كتاب الله أولاً) وَالرَّسُولِ (أي أحاديث الرسول الصحيحة ثانياً) إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (النساء: 59)).
 
فهناك آلاف مؤلفة من الأحاديث الموضوعة أو المدسوسة أو الضعيفة ... إلخ، أما كتاب الله فقد تعهد الله على حفظه من أي تحريف أو تعديل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)). هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يجب علينا كمسلمين أن نأخذ ونتدبَّر ما جاء من آيات في مواقع مختلفة من السور في كتاب الله من جميع النواحي، فلا يحق لأي إنسان تكفير أي كتابي أو كتابية، نعم، قال الله في كتابه العزيز (وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (البقرة: 120)). ولكن الله قال في نفس الوقت (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46)). وقال أيضاً (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (العنكبوت: 82)). وقال أيضاً (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). وقال الله أيضاً (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل: 125)). كلامنا هنا في هذه المقالة لا يعني أننا مع الذين يعتبرون أنفسهم قرآنيين فقط، إنما نحن مع القرآن والسنة الصحيحة التي لا تتعارض مع كتاب الله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد