اللهُ وَالْرَسُوْل وَأَزْمَة مِيَاه اَلْشُرْب

mainThumb

24-04-2021 02:12 PM

 يتحدث معظم الناس عن أزمة المياه الشديدة القادمة في الأردن، ولا أحد ينكر في العالم أن الأردن يعتبر من أفقر عشر دول في العالم في مصادر المياه الطبيعية والمتجددة، وأن حوالي ثمانين بالمائة إذا لم يكن أكثر من أراضي الأردن صحراء. ونذكر في القرآن الكريم أنه عندما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم: 37))، فإستجاب الله له ورزقه وأهله ماء زمزم الذي لا ولم ولن ينضب حتى تقوم الساعة. وكما أعلمنا الله أنه عنده خزائن كل شيء (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ، قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا، هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (الحجر: 21، الإسراء: 100، المنافقون: 7)).

فبإختصار شديد أننا لو كُنَا مع الله مخلصين له لما إحتجنا للمياه ولو كنا في أقحل الصحارى في العالم، وأما الموضوع الآخر والأهم وهو أننا نُبَذِرُ ونسرف في المياه كثيراً رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ. ولكن يتساءل كثيراً من الناس: هل نضب حوض الديسي؟ وماذا حدث في مشروع الديسي الضخم جداً والذي بنى عليه أهل الأردن آمالاً كبيرة ولسنين طويله للمستقبل؟.

وهل صحيح ما نسمع على القنوات الفضائية مثل قناة المملكة من بعض الأشخاص الذين تحدثوا عن مشاكل المياه في الأردن، أن هناك عددا لا يستهان به ممن يسمون أنفسهم شيوخ عشائر يسرقون من مياه الدولة سنوياً أكثر مما سوف تشتريه الدولة من الكيان الصهيوني لسد حاجتنا من المياه؟. كشفت صحيفة أردنية الإثنين الماضي أن عمان تتفاوض مع تل أبيب لشراء عشرة ملايين متر مكعب من المياه لتعويض النقص في مياه الشرب المتوقع نهاية الصيف الجاري، وهو ما لم تنفه مصادر رسمية أردنية. فسرقة المياه هي جريمة إقتصادية يحاسب عليها القانون، لماذا لا يطبق القانون على حرامية المياة ولا أحد فوق القانون؟. ولماذا لا تتابع الجهات الرسمية مثل مديرية مكافحة الفساد ما يتم إدعاؤه على القنوات الفضائية حول عملية سرقة المياه؟،
 
والمياه هي عصب الحياة للناس أجمع. ولكن لا ننسى أن الله رحمن رحيم، يستطيع في أي لحظه أن يُنَزِّلَ علينا المياه من السماء لو صدقنا وخلصنا في الدعاء له وهو القائل (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ، أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (الشورى: 28، الواقعة (68-70)). روى البخاري وغيرُه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ للهِ عِبادًا لَو أَقسَمُوا على اللهِ لأَبَرَّهُم، هل هؤلاء العباد موجودين معنا هذه الأيام؟ اللهم آمين يا رب العالمين حتى يقسموا على الله ويُبِرَّهُم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد