حي الشيخ جراح وشعلة الانتفاضة الجديدة

mainThumb

24-04-2021 05:18 PM

حي الشيخ جراح وشعلة الانتفاضة الجديدة
 
أطلق ناشطون حملةً بعنوان "أنقذوا حي الشيخ جراح" في ضوء الهجمة الاستيطانية الشرسة التي يتعرض لها الحي، وآخرها قرار المحكمة الإسرائيلية بإخلاء سبعة منازل لعائلات فلسطينية.
وكشفت بلدية القدس النقاب عن مشروع استيطاني جديد يهدد من بقي من العائلات هناك، وعددها ثماني وعشرون عائلة لاجئة من يافا بعد احتلال أراضيهم عام ثمانية وأربعين ومصادرتها تحت قانون "أملاك الغائبين" .
 
حيث تم استهداف أماكن إقامتهم المستأجرة بموجب عقود رسمية مع الجهة الأردنية المالكة، في حي الشيخ جراح، علماً بأن أهالي الحي زودوا المحكمة الإسرائيلية بالوثائق الأردنية التي طالبتهم المحكمة الإسرائيلية بإحضارها مثل وثيقة عقد اصلية بين المستأجرين في منطقة الشيخ جراح وبين وزارة الإنشاء والتعمير الاردنية، وذلك من باب التسويف؛ لأن الأهالي عندما تقدموا بعشرات الوثائق التي زودتهم بها الاردن، لم يسعفهم ذلك أمام المحاكم الإسرائيلية رغم صحتها، هذا إذا علمنا أصلاً بأن الاحتلال الإسرائيلي برمته غير شرعي.
 
ولدى الانشاء والتعمير الأردنية وثائق أصلية تثبت أنها عملت على استملاك قطع الاراضي وتوزيعها على المستأجرين ال28، إضافة لوثائق تحوي أسماء جميع المستأجرين، وتعتبر جميع هذه الوثائق حجة أمام المحاكم الإسرائيلية اذا كانت تنشد العدالة التي من شأنها لو أحسنت الحكم لأبقت سكان الشيخ جراح في الحي.. لحين عودتهم ذات يوم إلى ديارهم السليبة في يافا التي أخرجوا منها عنوة عام ثمانية وأربعين.
 
وتجدر الإشارة إلى أن المحامين الذين يعملون على القضية حصلوا على وثيقة من وزارة الخارجية التركية، تفيد بعدم وجود ما يثبت بان قطعة الارض المشار اليها تم شراؤها من قبل جمعية اليهود الشرقيين لدى "أرشيف الطابو العثماني".. أي أن أي دمغة إسرائيلية على الأصول ستكون مزورة!
 
بالإضافة إلى حجة أخرى صادرة عن "المحكمة الشرعية الإسلامية" في القدس ومحفوظة في أرشيفها تعود لعام 1895 أي بعد ادعاء شراء اليهود للأرض، تفيد بان الأرض موضوع الخلاف تم شراؤها من شخص يدعى البندك وهو من أصول يافيّة، وتم تثبيت هذه المعاملة في المحكمة الشرعية المقدسية عام 1966.
 
ومن بنود عقد الإيجار الموقعة بين الحكومة الأردنية والأونروا وأهالي الشيخ جراح، ينص البند 11 على تفويض ملكية العقار إلى المستأجر، دون تأثير هذا الاتفاق في حقوق المستأجر في عودته إلى وطنه وفي أي تعويض عن ممتلكاته فيها أو حقوقه السياسية فيها. ووفق ما قاله المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، في برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني الاثنين الماضي، بأن الأردن لم يسقط حقوق هؤلاء القاطنين كحقوق لاجئين وحق العودة داخل الخط الأخضر، وجميع الوثائق تثبت حقهم، والاردن يعمل بكل وسعه في الدفاع عن حي الشيخ جراح.
 
وفي السياق ذاته فإن قرية سلوان، وهي القرية الأكثر التصاقاً بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي، تتعرض للتهويد القسري من خلال السعي لبناء مستوطنة في إطار الطوق الاستيطاني المحيط بالبلدة القديمة، حيث يواجه قرابة مائة مبنى يسكنها 1500 شخص على وجه التقريب، لخطر الهدم الفوري في أعقاب طلب قدمته بلدية الاحتلال قبل أسابيع. 
 
ولو تم تنفيذ قرار المحكمة الإسرائيلية فيما يتعلق بحي الشيخ جراح وبلدة سلوان فهذا يعني اكتمال الطوق الاستيطاني حول القدس القديمة وبالتالي الدخول في مرحلة تهويد المدينة ومنها المسجد الأقصى توطئة لهدمه وإقامة هيكل سليمان المزعزم.. 
 
ولخطورة الموقف تداعى المقدسيون لإشعال انتفاضتهم الجديدة بقوة، للضغط على دول العالم كي تقوم بدورها المؤثر على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إيقاف قرار الهدم المجحف بحقهم، إلى أن يزول الاحتلال ذات يوم. ويبدو أن الفينيق الفلسطيني سيخرج هذه المرة من القدس أشد عنفواناً فالانتفاضة الجديدة تطرق الأبواب وصاحب الحق أقوى!
 
 
إدارة الفيسبوك والمحتوى الفلسطيني وانتفاضة القدس!
 
إدارة فيسبوك تلاحق المحتوى الفلسطيني وتغلق أهم الصفحات التي تتابع أخبار انتفاضة القدس الجديدة التي انتشرت في بعض مدن الضفة الغربية المحتلة ومنها نابلس (جبل النار) التي تأججت فيها الانتفاضة استجابة لنداء القدس، من خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال الإسرائيلي ورعاع المستوطنين.. فهل هو دور صهيوني أنيط بإدارة فيسبوك! وإلا فلماذا يتم إغلاق صفحة نابلس في الوقت الذي أولت كل اهتمامها بتفاصيل المواجهات الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي! ما جعل أصحاب تلك الصفحة يقومون بإجراءات وقائية بعمل صفحات جديدة تحمل نفس الاسم، فما أن تغلق إحداها حتى تفتح أخرى! 
 
وهذا يذكرني بدخول إدارة فيسبوك إلى صفحتي والتنقيب عن المحتوى الفلسطيني في الدليل الذي أعددته عن القضية الفلسطينية وتداعياتها منذ النكبة والمذابح الشهيرة التي اقترفها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، مروراً بالانتفاضات المتعاقبة والاعتداءات المتوالية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة ومخيمات الشتات في لبنان حتى عملية اغتيال الشهيد أبي جهاد في تونس.. وكان الملف يضم أكثر من ألفي صورة توثيقية وخصوصاً فيما يتعلق بالحياة المتحضرة في المدن الفلسطينية السليبة التي كانت تنافس أهم المدن الأوروبية من حيث الرقي والازدهار وكانت بلدياتها آنذاك تمتلك مشاريع تنموية تستبق عصرها؛ وقمت بإعداد هذا الملف؛ لتكذيب الرواية الصهيونية التي تدعي بأن عصاباتها مثل الهاجناة واشتيرن والآرغون قامت باحتلال أرض كان يسودها التخلف واليباب متنكرين لما قامت بها من مذابح يندى لها جبين الإنسانية كدير ياسين وقبية والدوايمة واللد والعجمي في يافا وغيرها الكثير.
 
والآن، وفي أتون الانتفاضة الجديدة التي نعيش نفحاتها الأولى في القدس ونابلس يبدو بأن إدارة الفيسببوك بعد صهينتها وانحيازها للاحتلال الإسرائيلي باتت أداة لجم للحقيقة التي يحاول الاحتلال طمسها من خلال قمعه للمواجهات مع الفلسطينيين الذين طفح كيلهم في زمن يعربد فيه الشيطان وحاشيته من الصهاينة وعملائهم ومن دار في فلكهم.
 
إنزلاق في الخيال الصهيوني 
 
حديث عن إطلاق صاروخ مجهول إلى النقب بالقرب من مفاعل ديمونا في فلسطين المحتلة مصدره الأراضي السورية.. فما علاقة هذا الصاروخ بالرد الإيراني غير المباشر -وبالتنسيق مع روسيا- على استهداف الطيران الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية مؤخراً! ولو كان الأمر كذلك فهل ثمة دور مساند لهذا التصعيد المحتمل من قبل المقاومة المدعومة من طهران لكسر إرادة الاحتلال الذي يعربد في المنطقة بغرور دون رادع! كحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي! الأسئلة كثيرة وتحتاج لبحث تفصيلي عميق فالخبر ليس عابراً بل بداية لصراع أشد خطورة! فكلما تضرر الموقف الإسرائيلي وضعفت خياراته وحُيِّدَ مفاعلُه النووي الذي لا يخضع للرقابة الدولية؛ تتنفس القضية الفلسطينية الصعداء!
 
من جهته، الصهيوني المتذاكي" المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي افخاي أذرعي يصف وصول الصاروخ السوري إلى النقب بالقرب من مفاعل ديمونة بالإنزلاق (مضحك!).. فكيف ينزلق صاروخ مسافة ١٥٠ كم في العمق الإسرائيلي!! وكانت الفضيحة المكشوفة التي لا حاجب لها إذ أثبتت فشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض صاروخ روسي قليل الكفاءة استهدف أخطر منطقة في الكيان الإسرائيلي (مفاعل ديمونة).. فهل مجرد إنزلاق لصاروخ تائه بوسعه الوصول إلى ديمونة!! فماذا عن الصواريخ الذكية التي بحوزة المقاومة في غزة وجنوب لبنان! أليس هذا دليل آخر على ضعف الجيش الإسرائيلي الذي هزمته المقاومة عدة مرات ولا يستطيع حماية أجواء ما تسمى ب"إسرائيل"، فكيف إذاً يدعي بأنه الضامن لأمن الخليج العربي في ملهاة لا تحتمل التصديق! هذا تضليل إعلامي لا يستطيع الاحتلال العيش بدونه.. ولكن إلى متى!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد