رَحْمَةُ الله عَلَيْكَ يَا مِتْعِب اَلْسَقَّار

mainThumb

26-04-2021 01:28 PM

سنة الله في خلقة لجميع مخلوقاته في الكون أن يكون لكل منها بداية ونهاية، سواء أكان إنساناً أو أي مخلوق آخر من مخلوقات الله. وهذا ما كتبه التاريخ من قديم الزمان عن أمم قد عمرت الأرض وخلت وهلكت (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (ابراهيم: 45)). وكذلك الأنبياء والرسل كل قد قضى نحبه وتوفاه الله وكذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران: 144)).
 
وبعدهم كثيرا من الأباطره والملوك والقياصرة والجبابره وأقواما مجرمين وغيرهم ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (الدخان: 37)).
 
فبإختصار ما في خلق من مخلوقات رب العالمين على ظهر الأرض أو في باطنها إلا سوف يقضي نحبه ويغادر الحياة الدنيا لينتظر يوم الحساب في الآخرة مهما طال عمره ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمن: 26 و 27)). وكذلك أيضا ما في خلق في السموات والأرض ولا في الكون أجمع من خلق الله إلا هو هالك قبل يوم القيامة (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص: 88)).
 
وكما أعلمنا الله انه لكل مخلوق من مخلوقاته سيرة ذاتية قد كتبت له، وكذلك ما يحدث من أحداث في الأرض إلا كتبت منذ الأزل في اللوح المحفوظ (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)).
 
فعلينا أن لا نلجأ إلى كلمة (لو) لأنها تفتح أبواب الشياطين. فمثلاً نقول لو أرسل فلان أو علاَّن للعلاج في الخارج لما توفاه الله وغيرها من الأمور الأخرى، صدقوني لو علمتم الغيب في كثيرٍ من الحالات لأخترتم الواقع (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30)). فرحمة الله على فنان الأردن المعروف الدمث الخلق وطيب المعشر والتعامل السيد متعب السقَّار. وأدخله الله فسيح جناته وأحسن الله عزاء أهله وأقاربه وعظم الله أجرنا جميعاً في وفاته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
نحن نعلم أن الدولة لم تقصر معه في علاجه في مدينة الحسين الطبية وقد قدمت له كل ما هو متاح من العلاج ولكن قَدَّرَ الله وما شاء الله فعل. لقد قرأنا على وسائل التواصل الإجتماعي أكثر من رواية عن أسباب وفاته وهو في مدينة الحسين الطبية.
 
ولكن دعونا ندعوا له بالرحمة والمغفرة من الله وأن يدخله الجنة، معظم الناس تألمت لوفاته وأن تكون نهاية حياته كما وصفت، تعتبر وفاته خسارة للأردن والفلكلور الأردني الأصيل.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد