سئمنا ومللنا و قَرِفّنا من عبارات الاستنكار

mainThumb

11-05-2021 03:03 AM

كثيرة هي النكسات والنكبات التي حلت بالعرب في عصرنا الحاضر .. فعند كل مصيبة و محنة يقفون صامتين لا حيلة لهم و يرددون عبارات الشجب والاستنكار والادانة و يصدرون البيانات، وما يحدث حالياً في ساحات الاقصى و احياء القدس أكبر شاهد على ما نقوله ونكتبه
 
‏‎فعلى ما يبدو فالأنظمة العربية حالياً في حالة أعياء شديد وسقوط في حالة مفرغة وهرولة نحو المجهول .... و اسرائيل تعبث بالمقدسات دون حسيب او رقيب و لا زجر ولا ردع و نحن في سبات عميق و غثائية مقيتة... فالنظام العالمي المؤيد لأسرائيل نجح في تدجين روؤس النظام العربي
 
‏‎فألى متى سنبقى نردد الثلاثية الحزينة والعبارات المخدرة الممزوجة بين الملحمة والدراما والتنويم المغنطيسي
 
‏‎فالمضحك ان قائمة الشاجبين العرب طويلة بينهم صادق يشكو قلة حيلته وكاذب تنكر لعروبته ومرؤته ... و جميعهم أكتفا ببيانات استنكار وشجب وكأنها أبراء للذمة
 
‏‎فما آلمني وأحزنني بيان رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز يطلب فيه من المجتمع الدولي بالانتصار للقدس و يقول ان سكوت العالم عما تقوم به اسرائيل من اعمال همجية بمثابة وصمة عار
 
‏‎علماً بأننا نمتلك ادوات كثيرة توجع أسرائيل اذا اردنا ... كالتلويح بانهاء اتفاقية السلام الموقعة بيننا وبينهم .. و انهاء أتفاقية الغاز المُوحشة والتنسيق بين الطرفين في عدة مجالات ..و طرد السفير الاسرائيلي في عمّان.. رغم أننا شاهدنا سفيرنا بتل ابيب جالس على مأدبة أفطار مع رئيس الدولة في أسرائيل و بنفس الوقت الذي كانت قوات الاحتلال تُنكل بالمقدسيين بساحات الاقصى
 
‏‎فالاردن يمر بمرحلة حاسمة ومهمة من تاريخه فهو البلد الوحيد في الاقليم المتضرر مما تفعله قوات الاحتلال التي لا تحترم أية اتفاقيات معنا ولا تهتم بمشاعر الشارع الاردني بشكل خاص والعربي بشكل عام ... فالاردن لا يستطيع أن يشاهد و يتحمل الارتدادات الناتجة عن اعمال اسرائيل الهمجية في القدس و احيائها و ساحات الاقصى في شوارعه و ازقته
 
‏‎فما يحدث على الاراضي المقدسة ما هو إلا تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في صفقة القرن والتي أهم بند فيها هو إستثناء القدس من إية حلول مقترحة سابقاً و البدء في مشروع التقسيم الزماني و المكاني للمسجد الاقصى و الذي تسعى اليه اسرائيل ك مقدمة و انطلاق لاقامة الهيكل
 
‏‎فالتصاعد الهستيري لأنشطة الاستيطان التهويدية والتطهير العرقي في القدس والأحياء المجاورة لها متفق عليه مسبقاً من خلال بنود صفقة القرن.... فقد تم قبل سنة تقريباً تنفيذ بعضاً من بنودها في منطقة التجمعات السكانية E1 مثل جبل البابا والتجمعات البدوية المطلة على الأغوار بهدف تطويق القدس وفصلها عن محيطها بالضفة الغربية .. وفصل التجمعات السكانية الفلسطينية في مناطق مخيم شعفاط وكفر عقب ايضاً عن مدينة القدس
 
‏‎فقد أصبح في القدس الشرقية أكثر من ٢٩ مستوطنة وبؤرة أستيطانية تحتل مساحة ١١٢ الف دونم ويسكنها ما يقرب من ٢٨٠ الف مستوطن
 
‏‎فما يتم الان هو التمهيد الفعلي لأقامة هيكل سليمان سواء بتقسيم المسجد الأقصى أو حتى هدمه أذا أستدعى الأمر
 
‏‎فموقع حي الشيخ جراح هو احد الأسباب الرئيسة وراء الهجمة الأسيطانية الحالية فهو من وجهة نظر الأحتلال يفصل الجامعة العبرية عن محيطها اليهودي ويُشكل عائقاً للتواصل الجغرافي بين غرب القدس وشرقها
 
‏‎فصحيفة Frankfurter Rundschau الالمانية نشرت تقريراً قالت فيه أن العرب تخلوا عن فلسطين منذ زمن .. ولم تعد القدس بالنسبة لهم ارض الحنين .... وبحسب الصحيفة ان هناك أطرافاً عربية أرسلت رسائل واضحة للاسرائيلين خلال مؤتمر السلام والامن في الشرق الاوسط الذي عقد في وارسو في شباط ٢٠١٩ بأن القدس والقضية الفلسطينية لم تعد أولوية عربية وان الاولوية الان هي مواجهة النفوذ الايراني وتددخلاته في المنطقة .... وهناك دولاً عربية أخرى طلبت بأن يتم تدويل الأشراف على المقدسات الاسلامية
 
‏‎فدفء العلاقات الأسراءيلية مع بعضاً من دول الخليج يُثير المخاوف حول الوصاية الهاشمية على المقدسات
 
‏‎رغم انه وحسب المعطيات الحالية بدأت رحلة فقدان الوصاية الهاشمية على المقدسات وهذا ما اشارت له جريدة ( إسرائيل هايوم ) قبل شهر وبعدها نقلتها مختلف وسائل الاعلام الاسراءيلية ولمحت بأن هناك مباحثات سرية تجري خلف الستارة مع السعودية وبرعاية أمريكية وبعلم الاردن لأخذ تلك الوصاية ومنحها للسعودية وهذا شرط يبدو رءيسي للتطبيع بين اسراءيل والسعودية
 
‏‎فالباحثة الامريكية Carolin Rose بشركة Geopolitical Futures وصفت الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في القدس بمعركة على الشرعية والمصداقية في العالم الاسلامي .. وان النظام الملكي الاردني أكتسب الكثير من الشرعية والنفوذ في العالم الاسلامي بسب تلك الوصاية .... فقد ارتبط اسم الهاشميين تاريخياً جيلاً بعد جيل بعقد شرعي على تلك المقدسات
 
‏‎فالقدس أُصيبت باليُتم في زمن تحول فيه العرب إلى الهرولة نحو إسرائيل و باتت محورًا للصراع التاريخي بين الحق و الباطل... فسابقاً ملء الدنيا صراخاً وضجيجاً وهم يعدون العدة لتحريرها


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد