حي الشيخ جراح بين الحاضر و الماضي

mainThumb

11-05-2021 03:04 AM

يتعرض سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة إلى اعتداءات من قبل الاحتلال و المستوطنين  إضافة إلى اقتحامات للمنازل و اعتقالات ل المتضامنين على مداخل الحي فما قصة هذا الحي الذي شغل الرأي العام و مواقع التواصل الاجتماعي ؟ 

 
سطّر أهالي حي الشيخ جراح خلال أيام قليلة  بطولات شهد لها العالم بأكمله دفاعاً عن الحي، فنضم الشباب وقفات احتجاجية يومية على مداخل ومخارج الحي وأقاموا مائدات الإفطار التي تحولت في احدى ايام الشهر الفضيل إلى سلاح لقهر جيش العدو و المستوطنين و رشقهم بها، ولم يبالي احد منهم إلى سبل التعذيب التي استخدمت، ولا إلى المياه العادمة التي تحضر يوميا للحي، لن يقف بوجه الأهالي المدافع ولا الدبابات فالقدس و الحي أغلى ما يملكون. 
 
حي الشيخ جراح الذي نُسب اسمه  لطبيب صلاح الدين الأيوبي الأمير حسام الدين بن شرف الجراحي ، و يقع الحي في الجانب الشرقي لمدينة القدس التي وقعت تحت الاحتلال في حرب ١٩٦٧ تحديداً في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس خارج السور  ، و أنشئ الحي بعام ١٩٥٦ بموجب اتفاقية وقِعت بين وكالة الغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و الحكومة الأردنية.
 
بدأت القصة عام ١٨٨٠  احد ابناء حي الشيخ جراح و هو عبد ربه خليل بن إبراهيم الذي قام بمساعدة  اليهودي يوسف بن رحاميم  الذي عاد للقدس هارباً من الاضطهاد في أوروبا  ،و أجّره قطعة أرضه على مدار ٩٠ عام و حسب القانون يسمى هذا الاستئجار بالتحكير و يتيح تأجير اليهود للأرض و يمنع بيعها لليهود بموجب الأنظمة و القوانين بالفترة  العثمانية. 
 
وسعت  جماعات استيطانية عام ١٩٧٢  من أجل تسجيل  ارض كرم الجاعوني في حي الشيخ جرّاح بدائرة مسجل الأراضي الإسرائيلية و تم قبول  المحكمة الطلب المستند على أوراق مزورة  في حين تم تقديم  ثبوتيات للمحاكم بملكية الأرض لعائلتها قبل أن تقوم الحكومة الاردنية بتأجيرها للاجئين الا ان المحكمة الإسرائيلية اعتبرت الأوراق مزورة و رفضت تلك الثبوتيات . 
 
و اسكنت الاردن بالاتفاق مع  وكالة الغوث و تشغيل اللاجئين فلسطينيين مقابل التنازل عن حقهم كلاجئين و تملكهم البيوت بعد ثلاث سنوات  لكن حرب ١٩٦٧ حالت دون تسجيل هذه البيوت. 
 
وسلمت الحكومة الأردنية  السلطة الفلسطينية  شهادة تبين أن وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية عقدت اتفاق مع وكالة الأمم المتحدة لوكالة الغوث  لإنشاء ٢٨ وحدة سكنية بالحي و عقدت اتفاقيات فردية  مع الأهالي لإقامة مساكن لهم في الحي  وأنها تعهدت بموجب الاتفاقيات أن يتم تفويض و تسجيل تلك  الوحدات السكنية بأسمائهم، من أجل مساعدة اهالي الشيخ جراح إثبات ملكيتهم بالمنازل. 
 
وفي عام  ١٩٨٣رافع محامٍ يهودي عن أهالي الشيخ جراح  بقضية اخلاء عشرات الأهالي منازلهم  لكنه خدعهم و  اعترف بأحقية المستوطنين بالحي و أصبح سكان الحي  يعرفون  بمستأجر محمي يدفعون اي يقومون بدفع مبالغ مالية للمستوطنين للعيش بمنازلهم. 
 
و بعد انتهاء فترة التحكير  للأرض اعتقد الأهالي  بأنه يمكنهم استعادة أرضهم ولكن في عام ١٩٩٧ وقبل انتهاء التحكير بفترة ذهبوا إلى المحاكم ل استعادة الأراضي الوقفية  الا انه قد  تم الرفض و استأنفت العائلات القرار. 
 
 عام ٢٠١٠ مُنحت الأراضي للمستوطنين يهود دون وجود اثباتات ل ملكيتهم الأرض في حي الشيخ جراح  و يضم الحي ٢٨ عائلة  فلسطينية هُجرت من أراضيها المحتلة العام ١٩٤٨، وتم  تهجير ثلاث عائلات عام 200‪8 هجرت عائلة الكرد وتم استيطان نصف منزلهم و عام 200‪9 هجرت عائلة غاوي و حنون، في حين يسعون إلى تهجير عائلات جديدة في مخطط للتجهير و الاستيطان و تنتظر  عدد من العائلات في الشيخ جراح صدور قرار محكمة الاحتلال بشأن ما قدمته العائلات مع استمرار تأجيل إصدار الحكم و المماطله فيه  . ‬‬‬‬‬‬‬‬
 
يجب التحرك لإنقاذ حي الشيخ جرّاح من خطط تهويديه استيطانية، ووقف تلك الانتهاكات التي تصدر بحق الشعب الفلسطيني و القدس و المسجد الأقصى الذي تحول لساحة حرب في أواخر شهر رمضان المبارك، من الواضح أن غاية الكيان الغاصب المحتل استيطان هذا الحي بسبب موقعه الاستراتيجي و ما يتمتع به من حركة تجارية. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد