انصروا المظلومين في الديار المقدسة .. ولو بكلمة

mainThumb

16-05-2021 02:41 AM

نصرة المظلوم شهامة ورجولة، فلا تكتمل رجولة المرء إلا بهما، وهي واجب شرعي أقرَّه الإسلام الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق عند البشر، ففي سنن أبي داود (4/ 271، رقم:4884) عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبي طَلْحَةَ ٍ الْأَنْصَارِيِّ قالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ» .
فلا فرق أن يكون المظلوم مسلماً أو غير مسلم، ولا فرق أن يكون الناصر مسلماً أو غير مسلم، لعموم لفظ: «ما من امرئ»، لأن مكارم الأخلاق هي معاملتك مع أخيك الذي شاركك في بنوة آدم، وأما العبادة فهي معاملتك مع خالقك، وجاء الإسلام ليتمم الأمرين معا .
فكيف إذا كان الظالم شرَّ خلق الله، وفي أرض مقدَّسة مباركة جاء تقديسها في كتب السماء، وبركتها عمت العالمين...وترابها عُجن بدم الأنبياء والشهداء ؟؟ 
ولا أقل من كلمة حقِّ تقال، أو دعاء برفع الظلم، أو تقديم أي مساعدة مادية أو معنوية للمظلوم ... وأما نصرة الظالم على المظلوم فلا هو من الأخلاق والدين في شيء، بل هو من جند الدجَّال  لحديث النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في سنن أبي داود (4/ 94، رقم:4242) عن ابْن عُمَرَ في ذكر النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فتن آخر الزمن: .«.. ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ، تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كَافِراً، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ » .
فما من امرئٍ يدَّعي الإسلام يقدر على نصرة مسلم مظلوم ولم ينصره إلا كان في الدرك الأسفل من النار لكونه منافقاً خالصاً، قال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} {النساء: 145}، وهذه للمرابطين في ميادين الشرف من أرض الشام هي حالة صحية، ينكشف فيها الأدعياء، وتسقط فيها الأقنعة عن الوجوه الممسوخة ... { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } {النور: 11} .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد