مفهوم اللاسامية

mainThumb

22-05-2021 02:40 AM

السوسنة - بكر عبد الحافظ الخلفيات - اليوم وفي الأمس وفي كل مرة تظهر للبشرية فيها علو بني إسرائيل في الأرض وإفسادهم فيها يظهر من يتشدق بمصطلح اللاسامية أو معاداة السامية  antisemitism .
 وها هي  اليوم أمريكا تتشدق بهذا المصطلح  معاداة السامية  ردا على خطاب الرئيس التركي الذي وصف فيه الأعمال التي تقوم فيها  إسرائيل ضد الفلسطينيين  على أنها جرائم حربية ضد الفلسطينيين والإنسانية جمعاء  .. طبعا هذا الأمر ليس بالغريب على السياسية الأمريكية الخارجية فيما يخص النزاع العربي الإسرائيلي ، فهي منحازة دائما لإسرائيل على الرغم من ما تشكله الأخيرة من عبء ثقيل على أمريكا ، وعلى الرغم من كل ما يقوم به ويقدمه سادة الأمة من خيرات بلادهم لقمة مجانية سائغة لأمريكا ، لكن الأمر الغريب أنك لا تجد من يرد على هذا التلفيق المريب العجيب إلا ضمن حدوده الدنيا في كافة المجالات السياسية والثقافية والدينية إما لموالاة وطاعة مفرطة، أو لغياب وازع ديني، أو خوفا من تبعية التصاق التهمة ...
لا ضير ..
مصطلح معاداة السامية  يا سادة قد ظهر لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر حيث  تم استعمال هذا المصطلح لأول مرة من قبل الباحث الألماني فيلهم مار  لوصف موجة العداء للشعب السامي في أوروبا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر ، والشعب السامي كما هو معروف ليس قصرا على اليهود إنما يتكون من العرب والأشوريون واليهود وغيرهم ،  لكن بعد ذلك جعله اليهود قصرا عليهم بُعيد منتصف القرن الماضي كذريعة وتهمة جاهزة لكل من سولت له نفسه أنتقاد إفساد اليهود في الأرض.
إذن يا سادة هناك فرق شاسع وواسع بين اللاسامية وبين العداءة لليهود حقيقة كون الأولى حديثة مريبة والثانية ممتدة في شعاب الزمن وقديمة قدم أنبياء بني إسرائيل وهي عداوة ربانية في الأصل من الله تعالى خالقهم وبارئهم،  العليم بجبلتهم وعكر سوءهم  كونهم أعداء لله ولرسله الكرام وسائر المؤمنين نتيجة كفرهم وعصيانهم وقتلهم لأنبياء الله بغير الحق لذا وجب على كل من يؤمن بالله الواحد الأحد أن يتخذهم عدوا له وأن لا يطبع معهم ولا يواليهم من دون المؤمنين .
فالعداء أصله بغضهم لله وكل من والاه , لذا وجب على المؤمن أن تأخذه حمية الإيمان والغيرة على الله ومحارمه. ومهما أخفى العبد من مودته للكفار فالله عالم بالخفايا, وهو الأعلم بكل الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. ومن وقع في موالاة الكفار ومحبتهم ومعاونتهم على أهل الإسلام خاصة إن كان محتل وغاصب لأرض المسلمين فقد ضل سواء السبيل. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ £ . الممتحنة : ١
وقال جل شأنه: 
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  المائدة: ٥١
والعداوة المتوخاة هنا ومن باب الإيمان والإنصاف ليست عداوة شمولية لسائر اليهود والنصارى إنما هناك إستثناء لطائفة منهم ، وإلا كنا لو كنا كذلك مثل أكثرهم يؤمنون ببعض الكتاب ونكفر ببعضة.
فالله تعالى يقول في موضع آخر في كتابه العزيز: لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  الممتحنة: ٨. وهو إستثناء في المجمل لسائر أهل الأديان وسائر الملل.
وفي حق طائفة من اليهود أنزل الله تعالى كرامة وإستجابة لدعاء نبيه موسى عليه السلام:  ) وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ  الأعراف : ١٥٩
والشاهد على ذلك ما نراه على قنوات التلفزة من قيام بعض المصلحين منهم بمظاهرات واحتجاجات وإستنكار للجرائم اليهودية في فلسطين من قتل وارهاب وتهجير .....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد