من توجان فيصل إلى غازي الهواملة

mainThumb

24-05-2021 06:35 AM

اليوم وربما إلى أجل لا يعلمه إلا الله لا زلنا كشعب دون الوعي المطلوب لتقدم الوطن والأمة وازدهارهما والمطلوب لكي نلحق بالأمم والشعوب الأخرى أن نعيد حساباتنا وأن نواجه الحقيقة كما هي ونظرة إلى العالم من حولنا بما في ذلك دول القارة السمراء اللهم باستثناء الدول العربية منها كيف تقدمت وأصبحت تختار حكوماتها من خلال شعبها وكأن الوعي على أمتنا العربية محرم دون غيرها وأن هناك فيتو ممن لهم مصلحة في إبقاء أمتنا وشعبنا متخلفين وخارج خارطة التاريخ وكل المعادلات . 
 
لا أحد يقول لي الاستعمار والصهيونية وكل ذلك صحيح من حيث المبدأ ولكن لا يعفي من وجود التقصير الكبير الذي نتحمله نحن ولولا الأنظمة التي ابتلينا بها ما أصبح الآخرين من يحدد لنا كل شيء وحتى تاريخنا هم من يكتبوه . 
 
هذه الأنظمة ما استبدت ووصلت لقمة استحمار شعوبها لولا خنوع الشعوب وعدم وعيها وأسباب ذلك كثيرة ويطول شرحها ولو ناقشنا واقعنا السياسي هنا بالأردن وكيف جرى تزييف وعينا والاستهانة بشعبنا وصرفنا عن حقوقنا هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم والأهم من ذلك صمتنا عن قمع وإرهاب وإقصاء أي صوت حر يخرج عن المألوف ويحاول تنوير الشعب ولو على حساب مستقبله الخاص . 
 
ولعل أبرز مثال على ذلك صمت أغلب شعبنا حتى درجة التواطيء أو الموافقة غير المعلنة على التنكيل الذي تعرض له قامتين وطنيتين وهما النائبان السابقان توجان فيصل والمحامي غازي الهواملة ، الأولى تمت محاربتها حتى قبل أن تصل لقبة البرلمان وتقدم لنا مواصفات نائب الوطن الذي عرفها الجميع من خلال مواقفها الوطنية المحترمة وحاولوا قبل ذلك اغتيالها سياسياً عام 1989م من خلال تجار الدين المتأسلمين المتحالفين مع النظام تحالفاً طبقياً على طريقة المصالح ولا داعي لسرد التفاصيل المعروفة للجميع وعندما تمكنت من الوصول للقبة بعد ذلك في البرلمان الثاني عشر عام 1993م أي بعد قانون الصوت الواحد سيء السمعة ورغم ذلك قدمت لنا ما يتمناه كل مواطن من نائب الوطن وكيف يكون وكانت بالفعل لا بالقول نائب الوطن المطلوب ، ولكن بعد ذلك جرى التآمر عليها ومنعها من الوصول باستخدام اقذر الطرق وتعرضت للسجن والقمع وليس أخيراً المنع لأجل إرهاب نصف المجتمع أي النساء بشكل خاص وحتى لا يصل للبرلمان من النساء إلا ما رأيناه من 99% من النماذج غير الصالحة حتى أعضاء في أصغر مجلس قروي .
 
وقال أحد رؤساء الحكومات للسيدة توجان في حينها كما قالت في رسالتها الشهيرة للملك والتي نشرتها جريدة العربي الناصرية بمصر (لو صوت معكي كل الشعب لن تنجحي) وصمتنا عن الظلم والقهر السياسي التي تعرضت له تلك السيدة الحديدية الأمر الذي شجع حكومات وادي عربة القمعية أن تتآمر وأن تقصي كل صوت وطني حر وهذا ما تعرض له أيضاً نائب الوطن الحر المميز ونصير الفقراء المحامي غازي الهواملة ابن هذا الوطن الذي قال تحت قبة البرلمان ما يقوله كل شعبنا العربي في الأردن من الرمثا وحتى العقبة ، وما تعرض له من منع الترشح والدوام في المحاكم ودور القضاء بتهم سياسية لا تخفى على أحد وصمتنا كشعب على هذا الظلم وأصبح غازي الهواملة للأسف اليوم من ينزع شوكه بيده كما جرى بعد ذلك بكل بساطة منع غيرهم من الترشح لأسباب سياسية والأسماء أصبحت كثيرة يعني وبشكل واضح إن صمتنا كشعب دفع حكومات القهر والإرهاب والإقصاء برفض حتى أبسط أنواع المعارضة ، إنها حكومات تريد برلماناً ونواب اسماً وديكوراً وليس مضموناً وهذا ما يتوافق مع هو مطروح بالأمس وحتى اليوم عن صفقة القرن وغيرها . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد