كُنْه سِيْنَارْيُو خَلْق اَلْكُوْن وَمَا فِيْه مِنْ مَخْلُوْقَاتٍ

mainThumb

12-06-2021 11:08 AM

خلق الله الملائكة ومن ثم الجن والحيوانات والطيور والنباتات . . . إلخ بأنواعها المختلفة، ثم السموات والأرض والجنة والنار، وبعد ذلك خلق سيدنا آدم عليه السلام ومن ثم زوجه من نفسه وبعد ذلك سن بينهما الزواج وقد علَّمهما عملية الزواج عن طريق الحيوانات (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف: 189)). وبعد ذلك رزقهم الذرية وسن الزواج بين إناثهم وذكوروهم وخلق الله الشر والخير (كماحصل بين من مَثَّلً الَشَّر قابيل ومع من مَثّلَ الخَيِّر أخيه هابيل) حتى أصبحت الناس بأمر الله شعوباً وقبائل ويتكلمون لغات مختلفة (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). كما خلق الله الكافر والمؤمن (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2))، ولا يحق لنا أن نسأل الله، لماذا فعل هذا؟ أو ذاك؟ (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)). وأرسل بعد ذلك الرسل والأنبياء للشعوب والقبائل والناس أجمعين وكانت أول رسالة هي اليهودية وبعدها جاءت المسيحية وآخرها الديانة الإسلامية وقد حصل ما حصل بين أصحاب الرسالتين السابقتين من خلافات، وكذلك بينهما وبين الديانة الإسلامية وحتى وقتنا الحاضر.
 
عندما يجلس الإنسان مع نفسه ويفكر بصفاء ذهن فيما ذكرناه فيما سبق في هذه المقالة ليستوعب السيناريو الذي وضعه الله لكونه، وما خلق فيه من مختلف أنواع مخلوقاته وما حدث من أحداث ويحدث وسيحدث في المستقبل لا يستطيع أن يجد الإجابة الواضحة. 
 
يقف الإنسان عاجزاً عن إستيعاب كل ذلك لأن كل ذلك بصراحة فوق قدراتنا العقلية. ونقول في أنفسنا دع الخلق للخالق ولا تتعب نفسك في التفكير وأهم شيء إيها الإنسان أن لا تشرك بالله شيئاً (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 48 و 116)).
 
فبإختصار شديد لا تشرك بالله وكن حكيماً في تصرفاتك (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (البقرة: 269)). والله يعلم أن لإنسان غير معصوم عن الخطأ والزلل ولكن الله فتح له باب الإستغفار إلى آخر يوم بحياته (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (النساء: 110)). حتى لو عمل الإنسان الفواحش ما ظهر منها وما بطن وإستغفر الله مخافة من عقابه فسوف يغفر له ذنوبه جميعاً ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر: 53)). وعلاوة على ذلك نذكر ما جاء في كتاب الله (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (آل عمران: 135 و 136)). وأضيف من الشعر بيت، يستطيع الإنسان أن يغير ما كتبه الله له بالدعاء (يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ (الرعد: 39))، وماذا يريد الإنسان أكثر من هذا الكرم من الله سبحانه وتعالى؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد