أما آن الاوان لوقف هذا الضجيج

mainThumb

15-06-2021 04:19 PM

في كل صباح نستمع صباحا إلى كم هائل من إذاعات ال FM.تبث من ارجاء الوطن العربي والتي تغطي الفضاء بالضجيج والاهازيج وكاننا  ذاهبون إلى تحرير الأقصى ، وكلها تتكلم بنفس اللغة وبنفس الهمة وتتغنى بانتصارات وهمية وتزور التاريخ وتستخف بالعقول ،  وتبدي الحماس للوطن والحدود  وترسم الخرائط  وتعلقها  مذهبة على الصدور ، وتلحن لها  الاغاني  وما إلى ذلك من الاناشيد الوطنية اليومية وكلها انتصارات رغم اننا نعيش الواقع المخجل من الهزائم المتتالية عبر قرن من الزمان ،  ولكن هناك سؤال يطرح نفسه ماذا لو انحرفت مسطرة سايكس بيكو إلى اليسار او اليمين او الشمال والجنوب، لكانت هناك مسميات لدول وحدود غير التي نراها اليوم ، وماذا لو ان ستالين في مؤتمر يالطا في بداية فبراير، شباط، عام   1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية زاد  العيار  من النبيذ الفرنسي الذي كان مشروبه المفضل مع السيجار الكوبي واصر على الوصول إلى المياة الدافئة في المتوسط، او فقز عن بحر  قزوين إلى الخليج تحت تاثير نشوة النبيذ والمنتصر في الحرب على النازية ، وماذا لو ان مسطرة ، كولن باول، بعد حرب الخليج  تحركت  لاقامة شرق اوسط جديد كما كانت تروج له كونداليزا رايز ،حتما ستتغير الاناشيد والاعلام  والخرائط وحقول الالغام والاسلاك الشائكة ومواقع الجمارك  ، وتدخل اقوام وتخرج أخرى وتتغير المسميات والاثنيات وتغلق اذاعات وفضائيات وتفتح أخرى كما نرى اليوم، لذلك كفى نفخا في القطرية المقيتة والمذهبية المصطنعة والتحريض على الغير وزرع الفتن في الخارج والداخل ، والتصريحات والعنتريات التي  لم ولن  تستطيع ان تزحزح  سنتمترا واحدا لمسطرة يرسمها الذين يملكون تحريكها هنا وهناك، َويحضرني هنا قول المتنبي   :                        

" أغايةُ الدِّينِ أن تُحْفوا شواربكم" 

"يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأمم"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد