هل نجحت الجامعات في دور المتعلم من الجائحة ؟

mainThumb

15-06-2021 05:01 PM

سؤال بريء يطرح نفسه: هل استفادت جامعاتنا المختلفة من الوفر المالي الذي تأتى من الجائحة واستثمرته في تجهيز البنية التحتية للتحول نحو التعلم الالكتروني؟
هل استفادت من الوفر المالي الذي تأتى من فاتورة الكهرباء فقط في شراء الأجهزة والمعدات اللازمة لتطوير قاعات ومختبرات تفاعلية للعملية التعليمية عن بعد؟
الجواب على هذه الأسئلة يتوضح ويتكشف عند عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة ولو مؤقتا.
لا نريد أن تكون هذه الفترة الطويلة ذهبت سداء وأن تعود العملية التعليمية لنفس البيئة التعليمية التي كانت عليها قبل الجائحة، عام ونصف بالتمام والكمال من شهر آذار ٢٠٢٠ وحتى أيلول عام ٢٠٢١، هل يعقل أن يعود الطلبة وتعود نفس مشاكل البنية التحتية وضعف الخدمات؟ .
ندرك تماما بأننا وان عدنا إلى التعليم الوجاهي فهذا لا يعني اننا سنعود لما كنا عليه قبل الجائحة، فما كان يصلح قبل الجائحة لم يعد يصلح بعدها، فالتعليم المدمج أصبح مطلبا رئيسا وليس ترفا، ومتطلبات الجامعة الاختيارية والإجبارية حتى مع انحسار الجائحة، يجب أن تعطى عن بعد لتوفير الجهد والوقت .
أحد الخيارات التي يجب أن نكون جاهزين لها وهي احتمال عودة الجائحة(لا سمح الله) بشكلها الحالي او بأي شكل آخر محدث ومطور أو فيروسات أخرى مبتكرة، وهذا يتطلب ان تكون لدى الجامعات أنظمة تعلم إلكتروني خاصة بها، ويتم من خلالها التحول إلى العملية التفاعلية عن بعد، مع وجود كل الإمكانات المتاحة واللازمة لحصر الحضور والغياب تلقائيا، بالإضافة إلى تطوير أنظمة المراقبة على الامتحانات النهائية وعن بعد، حتى نتمكن من قياس جودة مخرجات العمليات الأكاديمية بثقة وفاعلية، وليكون البديل الإلكتروني موازي للتعلم الوجاهي من حيث نجاعته وكفاءته.
الزمن لن يرحم من أفلت الفرصة وضيعها، ولم يستغل الجائحة والوفر المالي المصاحب لها في التطوير والتحديث والتحول نحو التعلم الرقمي الفعال، وليس من المعقول ان يعود طالب ليجد ان القاعة التي غادرها قبل عام ونصف ما زالت كما هي دون حتى أن تدهن أو تصلح مقاعدها أو تصان اضاءتها فالزمن لن يعود وعلينا دائما أخذ الدروس والعبر . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد