نقصان الأرض

mainThumb

17-07-2021 03:00 PM

استوقفتني الآية الكريمة: ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ )، من سورة الرعد وشعرت بأنني أقرؤها للمرة الأولى، وكأنني لم أمر عليها سابقا، فعدت أكررها وأحاول التفكير في معناها، لأنني شعرت بنوع من التحدي الرباني فيها، فكيف تنقص الأرض، وكيف يأتي المولى عز وجل بنقصانها من أطرافها، علما بأن نهاية الآية فيها أيضا تحدي في أن الحكم لله عزو جل ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب، وما علاقة كل هذا بالمعنى المباشر للآية الكريمة.
 
وبما أنني لست عالما في أمور تفسير القرآن، استوجب الأمر العودة الى تفسير العلماء لذلك، فوجدت والحمد لله ما يسر الخاطر ويريح البال ويزيد الاعجاب بالقرآن الكريم وفصاحته وبأنه كتاب الله الصالح لكل زمان ومكان.
 
البعض في تفسيرهم لهذه الآية اتجه الى أن نقصان الأرض مرتبط بنقصان بلاد الكفر وازدياد بلاد المسلمين من خلال ما فتحه الله عزوجل على سيدنا محمد وصحبه والتابعين من بعدهم.
 
والبعض الآخر رأى بأن نقصان الأرض مرتبط بنقصان الموالين للمشركين وزيادة عدد المنتمين لمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، فمن كانوا بالأمس عونا للمشركين على المسلمين أصبحوا اليوم مع المسلمين وضد الكافرين.
 
البعض الآخر يرى بأن النقصان مرتبط بالدمار والخراب الذي يصيب الأمم، فهنالك أمم سابقة كانت سائدة وحضارتها قوية، أصبحت خاوية على عروشها ولم يبقى من ذكرها إلا بعض الشواهد المادية عليها.
 
هنالك تفسير آخر مرتبط بالعلماء ونقصانهم، وكلما نقص عالم نقص بعض الأرض، لأنه وبنقصان العلماء يحل محلهم من ينتحلون دورهم وبدون علم فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا.
 
هنالك أيضا محاولة علمية لتفسير هذه الآية بعد اكتشاف أن الأرض بيضية الشكل وليست كروية، وأن هنالك انبعاج فيها، ناتج عن فقدان الأرض لبعض أجزائها الداخلية ومن خلال البراكين وتصاعد الغازات الى خارجها، وربطوا هذا النقصان المستمر بنقصان كتلة الشمس المستمر بسبب انبعاث الغازات منها، وربطوا هذا الأمر بالمسافة الثابتة بين الأرض والشمس والتي لا سمح الله إن حدث لها تغيير، ينتج عنه نقصان أو زيادة نسبة الطاقة التي تصلنا من الشمس والتي قد تفسد الحياة عليها، فنقصان جزء من أحد المكونين يجب أن يتبعه نقصان في الطرف الآخر حتى تبقى المسافة ثابتة وتستطيع أن تستمر الحياة على سطح كوكبنا الأرضي.
 
وعند ربط جميع التفاسير معا نجد أن النقصان أيا كان مرتبط بسبب، وأن الخالق أبدع وتفنن في خلقه وله حكمه في ذلك، فسبحان من خلق فأبدع.    


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد