أوراقـي المُبعثـرة

mainThumb

17-07-2021 11:13 PM

أفكارٌ تُشتت خيالاتي وحنينٌ يتوغل في روحي ...
 
وهواجسٌ متشعبةٌ تؤرقني ... 
 
ووابلٌ من مزن الحيرة يُمطر على تراب الأماني ويبلل سفوح إحساسي ...
 
وفي لحظات سكوني تخضوضر أزهار وجداني ...
 
وتأخذني لبرهةٍ قصيرةٍ إلى صحراء جنوني ...
 
وبعد دقائق من الإنتظار تتيّبس فروع أحلامي 
 
وتضمحلّ أرضي الحزينة وتغمرها صرخات الأنين الصاخب الذي يُداهم خلوة
 
أنفاسي ويقتل أشواقي البريئة في زمن الخبث القابع في قلوب الناس ...
 
ويتوغل بين أحشائي وجع السنين ويؤلمني وخر إبر واقعي المرير ...
 
وأصحو من غفلتي وأجد نفسي غير آبهةً بوجودي في هذه الدنيا ...
 
ولا أبالي من قسوة الحياة ... ولا أكترث لتمتمات البشر ؟!
ولكن و مع الأسف ,,, كل هذا عبثاً فلا مفر من هروبي من بين قضبان العذاب
 
وكم حاولت أن أفكّ قيود معاناتي وأن أكسر أغلال الأحزان
 
التي تُمزّق أشلاء قلبي المسكين لكن دون جدوى ؟!
 
وعندما يزورني الليل الغريب ويرحل مولياً 
 
تاركاً وراءه خوفاً وذعراً يسكن بين خلجات وجداني أرتعش برداً من ألم الوحدة ...
 
وترتجف روحي من آلام الفراق الذي يلازم لحظات عمري البائس ... 
 
وكلّما ينبلج ضياء الفجر وأحدّق النظر على سكون الأرض وأطلّ على ذاك الغد
 
القادم من بين ظلال الأيام ... أتوسد ذراع السراب الآتي من خلف جدران الأوهام ..
 
رفقاً بي أيّها الزمان ؟!
 
رفقاً بقلبي الصغير أيتها الجراح ؟!
 
فمن الآن وصاعداً حلفت بأن أكون كالنجوم العاليه في تلك السماء .
 
ولكن أكون أبداً كالأرض التي يدوسونها البشر بأقدامهم النجسة ...
 
ولن أكون دميةً يحركونها كيفما أردوا ويتركونها كيفما شاؤوا ؟!
 
فسوف أقف أمام أعدائي بكلّ عزمٍ وإصرار وأضرب بكل قوةٍ وبيدٍ من حديد
 
وأرمي كلامهم خلف ظهري وبعرض الحائط
 
وأتحدى كل الكون كي أثبت وجودي أو أهزم على أرض المعركة فربما أكون
 
أو لا أكون في نهاية رحلتي مع صراع البقاء ...
 
سوف أبعثر أوراقي الذابلة على قارعة الحياة ...
 
وكلّ من يرى تلك الأوراق المترامية على جنبات الطرق سوف يقول في نفسه :
 
لمن هذه الأوراق الملقاة على تراب الحرمان والمنثورة على سفوح الذكريات ؟!
 
وحينئذٍ سأجيبكم عن كلّ تساؤلاتكم وأقول لكم :
 
كل تلك الأوراق التي شاهدتموها هي
 كانت وما زالت بقايا متبقيةً من شظايا ذاتي ...
 كل تلك الأوراق قد بعثرتها خلف تلك التلال لتكون آخر رسائل الحقد
التي خطها قلمي هي :
 
آخر محطات اللقاء الذي سيجمعني بفراق كل من يكرهني ...
 
فتطايري وتبعثري في كلّ مكانٍ ياااا أوراقي المسكينة...
 
وسوف أرحل بعيداً و أمشي أول خطوةٍ وأبدأ مشوار عمري الجديد تاركةً
 
همومي وأحزاني بين طيات الزمان وأبتعد عن كل الناس
 
إلى اللقاء يااا دموعي الغالية
 
إلى اللقاء يا كل آلامي وجراحاتي فموعدنا بات قريباً 
 
يااا كوني المجهول خذ أوراقي و بعثرها على شرفات النسيان ؟!
 
وشتتها بين ثنايا ذاكرة المكان ؟!
 
فهذه أوراقي التي باحت بأسراري و قالت كل الكلام ؟!
 
فهذه معاناة أشقى إنسان خُلق تعيساً ليختاره القدر دوناً عن أيّ إنسان 
 
إختلج قلبه بلواعج الحرمان ؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد