جُدران منـزلـي القديم

mainThumb

08-08-2021 01:16 PM

كان يشهـدُ حائط غُرفتي على ما كنت أعيشـه داخل نفـسـي حقاً، فلقد أبديتُ  فرحـي و حُزنــي و غضبي و هدوئي و بكائي و ضحكي لحائط غُرفتي المـلون المليئ بالحكايا المُختزنة بداخــله، كُنت أعيشُ تفاصيلي لوحدي في عالمي المعزول عن الناس أجمع، أحتسي فنجان قهوتي و أقرأ ما يروق لي من العبارات على شاشة هاتفي أو في سطور كُتبي المصفوفة إلى جانب سريري، لا أجد راحـتي في خارج المنزل لا بل راحتي تكمن في غُرف بيتي الصغيرة فقط فقط، لا بمحاذاتي للعالم المتنزهة خارجاً طيلة الوقت.
 
المكان الدافئ الذي يحوي ذكرياتنا، ذكريات العُمر الذي يعيشها الإنسان سنين هي تكـمن في المنزل القديم ، نعم إن المنزل العتيق يبقى مكان مكوثنا بسلام و دفئ مكان لجوئنا له مكان إنتمائنا له مكان بوحنا بأسرارنا لزواياه و عتباته التي تحكي عنه وعنا و عن قصصنا و أحلامنا الذي تمنيناها و ما زلنا نتوق لتحقيقها.
 
لطالما كُنت أقدس حياتي البسيطة حتى لو رأها البعض مُملة فهذا غير مهم بقدر ما أراها أنا جنة أتنعم بها و بتفاصيلها، الحياة الذي تحتوي على لحظات جميلة لحظات مختزنة في الذاكرة لا تزول إلا عند زوالنا معها، هدوء صباحي عتمة ليلي و دفئ معطفي و لذة كوبي و متعتة تجولي في أرجاء منزلي كلها نِعم كثيرة أحاطت بي و شعورها لا ينسى حتى لو إستبدلت منزلي بأخر، يحزنني و يؤسفني كتابة هذا فأنا شخص مُنغمس بالذكرى مُنغمس بالمكان ولا أحب التغير حتى لو كان أجمل فأنا أحب البقاء في قوقعة سلامي الآمنة، في مساحة وجودي الذي أجد بهآ هواجسي و أحلامي وإلهامي الذي يتدفق من قلبي لجميع من هُم حولي، ليشعرهم بوجودي المُعتاد بينهم.
 
إلى أول خطوة خطوتها إلى أول ضحكة من قلبي و أول دمعة سُكبت على خدي عندما كنت أريد من أُمي أن تطعمني الحلوى الكثيرة عندما كُنت صغيرة و منعتها عني خوفاً على صحـتي ، إلى شجاري مع إخوتي ونحن أطفال إلى لحظات ضعفي و قوتي وإنكساري و توهجي و محاولاتي، إلى نفسي قديماً إلى سريري المُريح إلى مشاكساتي و جنوني، إلى حائطي الوردي الجميل، إلى بيتي القديم، إلى كل ما كُنت أملك من شعور، سأقولها بكل ضيق صدر وداعاً منزلي إلى اللقاء إلى الأبد .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد