أسباب القصف الإسرائيلي الأمريكي لسوريا .. واصطياد الوهم

mainThumb

20-08-2021 03:25 PM

أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن قصف عدة مناطق في سوريا شاركت فيه القوات الأمريكية للمنطقة الوسطى التي خرجت مهزومة من أفغانستان وتقهقرت أمام ضربات المقاومة في العراق.. وتتمركز القوات نفسها التي استسهلت قصف سوريا، في قاعدة العيديد القطرية (وهي غير خاضعة للقرار القطري)، وتنتشر في الإمارات والبحرين والسعودية وتركيا، وأبرمت اتفاقيات دفاع مشترك مع بعض الدول العربية، وتتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة ضد محور المقاومة التي تقوده إيران دون التنسيق -أحياناً- مع حلفائها الآخرين..
وفي سياق متصل أعلن البنتاغون عن قصف أمريكي لأهداف إيرانية في سوريا والعراق.
من جهته صرح مصدر عسكري سوري في بيان له قائلاً: 
"نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه جنوب شرق بيروت، مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، ومحيط مدينة حمص، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها". ولم يتطرق البيان إلى التفاصيل التي تضمنت ما قاله الأمريكيون في أن الأهداف كانت إيرانية أو تابعة لها ربما كي تتوسع دائرة الرد إقليمياً، ولكن لا أحد ينكر بأن الضربة تشكل عدواناً على سوريا وأن قوات الدفاع الجوي شاغلها وأسقط معظمها!! في وقت لا تملك الدبلوماسية السورية إمكانية تقديم شكوى عبر أروقة المنظمة الدولية التي يسيطر على قراراتها الفيتو الأمريكي.. فهل تكون خيارات الرد ميدانية؟ وكيف يكون ذلك! أمِنْ خلال محور المقاومة مثلاً! من هنا تأتي رهانات المراقبين.
يبدو أن العنترية الأمريكية التي هزمت في أفغانستان تسعى لترميم صورتها من خلال دعم الهجوم الإسرائيلي الجبان على سوريا وسط تهليل وتأييد من قبل حلفاء الكيان الإسرائيلي وذبابه الإلكتروني.
هذا كان متوقعاً ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي الأمريكي الأخير جاء في إطار التداعيات الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً على الحدود الإسرائيلية الشمالية، ففي سياق متصل أطلق حزب الله تهديدات جادة-قبل أيام- على لسان أمينها العام حسن نصر الله باتجاه كل من يعتدي على ناقلات النفط الإيرانية المتجهة نحو لبنان -خلافاً للمقاطعة الدولية لإيران- لتزويد اللبنانيين بالمشتقات النفطية بالتنسيق مع حزب الله.
وكان الحزب قد تبادل تراشق الصواريخ والقذائف مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين من هذا التهديد الذي جاء على لسان أمين عام الحزب حسن نصر الله.
وذكر الجيش الإسرائيلي حينها بأن صافرات الإنذار أطلقت في عدد من البلدات في الجولان والجليل الأعلى بعد إطلاق 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا في جنوب لبنان.
وأوضح الجيش أن ثلاثة من تلك الصواريخ سقطت في داخل لبنان، وتم اعتراض 10 أخرى، فيما سقطت الستة الباقية في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار.
حينذاك أعلنت قيادة حماس في غزة تأييدها لحزب الله في رده على الاعتداءات الإسرائيلية ما يوحي بأن الرد القادم تجاه أي عدوان إسرائيلي سيكون جماعياً من قبل محور المقاومة كما جاء على لسان إسماعيل هنية كما سنأتي إلى ذكره.
التقديرات تتوقع بأن التصعيد الأخير سيأخذ المنطقة إلى المجهول والأسباب متداخلة وأهمها:
أولاً:- اختبار الكيان الإسرائيلي للجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة، توطئة للهجوم الموعود الذي تعد له في وضح النهار، والذي ينتظره حزب الله للرد عليه ضمن قواعد اشتباك جديدة مع احتمالية مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
فأثناء زيارته لطهران قبل أسابيع في سياق حضوره لحفل تنصيب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، صرح رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بأن المقاومة ستقف إلى جانب إيران إذا ما واجهت عدواناً يقوده التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وكأن تصريح جو بايدن في أن الرد على إيران سيكون جماعياً، سيقابل برد جماعي من محور المقاومة بكل فئاته.. ويرى مؤيدو المقاومة في غزة بأنها ستكون فرصة يجب أن لا تُفَوَّتها المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي جزءاً من العملية.
ثانياً:- كسر هيبة أمريكا في أفغانستان ومحاولة أمريكا استعادتها لطي ملف أفغانستان والتصدي لارتدادات الهزيمة الأمريكية في كابول، وتسجيل موقف أمريكي قوي تكون له أصداء إيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال الضغط على إيران للقبول بالشروط الأمريكية الجديدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي وإدراج إيقاف تصنيع الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ضمن الشروط التي رفضتها إيران جملة وتفصيلاً.
ثالثاً:- تداعيات حرب السفن بين الاحتلال الإسرائيلي وطهران ونمو ترسانة السلاح الإيراني لدى محور المقاومة في جنوب لبنان، والعراق، وجماعة أنصار الله في اليمن، وإدخال تقنياتها إلى قطاع غزة حيث ساعدت المقاومة في تطوير الصواريخ الإيرانية التي بحوزتها وصناعة غيرها وساعدت غرفة العمليات المشتركة في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بما يعرف بعملية "أسوار القدس".
ما زالت التداعيات في أولها.. وهناك المزيد كما يبدو والمنطقة إزاء ذلك ذاهبة إلى المجهول! فأي عاقل سيوقفها في زمن يعربد في تفاصيله الشيطانُ الإسرائيلي الأمريكي وحلفائهما بينما ينشغل العالم بتداعيات انتشار فيروس كوفيد 19 والمتحور دلتا، ونشوب الحرائق في الغابات وتحويل رئة الكرة الأرضية الخضراء إلى رماد.. عجبي! 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد