الحمار والسيارة

mainThumb

15-09-2021 01:19 PM

 عندما نعود بالذاكرة   الى منتصف القرن الماضي ونستعرض الطرق المستخدمة للتنقل بين البلدات والسيارات التي كانت بحوزة المواطنين تستطيع ان نتذكرها بالسيارة في المدينة ،فكيف اذا كانت في البلدات او القرى ،فكانت لا تتجاوز اصابع اليد وكانت تحمل اسماء اصحابها والقاب تميزها كالصحارة  والاتومبيل  والدبابة والمحروسة  وغيرها من مفردات  المسميات تبعا  للموروث الاجتماعي لكل منطقة  ،وكانت الحمير هي الوسيلة الاكثر استخداما للتنقل بين البلدان والمدن ،ومن الغريب ان الناس ينعتون الحمير بالغباء علما بانها كانت ولا زالت تقود قطعان الماشية ،وتسلك الطريق الى (بير المي) دون دليل او لوحات ارشادية وتعود الى البيت محملة (بقرب الميه) دون استخدام الGBS ،وقد استخدمت دليلا لشق الطرق دون تخصص هندسي ،ولم نسمع يوما ما عن حادث سير بسيط بين الحمير حتى داخل الحظيرة او في الطرقات الضيقة ،واذا غضب الحمار من راكبه فقد يزيد سرعته ويرميه برفق على الارض ،ولا تتعدى الاصابات الرضوض والخدوش البسيطة، وينتهي الامر دون سيارات اسعاف وتعطيل المرور وكروكا وحجز الرخص ،واذا احس الحمار بضيق ممن يمتطيه فقد يحتك عمدا بالسناسل تعبيرا عن انزعاجه  ،وفي المقابل عندما تضطر الى استخدام سيارتك هذه الايام ستجد العجب العجاب من الممارسات في الشوارع وابسطها التجاوزات الخاطئة واغلاق الطرق  واطلاق الزوامير بمناسبة وبدونها وعدم احترام المارة والسرعات الجنونية وقطع الاشارات الضوئية والسير بالاتجاه المعاكس والتنمر على المارة والويل اذا تجاوزت امرأة احد الابطال  مما يفقده اتزانه باعتبار ان هذا  انتقاص من قيمته وتطاول على القبيلة ،ولا تمر  دقائق الا وتسمع زوامير سيارات الاسعاف والدفاع المدني والنجدة لحادث هنا وهناك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد