منوعات في تداعيات الأزمة الأوكرانية

mainThumb

08-03-2022 03:38 PM

ارتدادات اقتصادية - توريط الإسلام السياسي- أبو تريكا: الفيفا تكيل بمكيالين- بوتين يرفض الوساطة الإسرائيلية.. وأسئلة أخرى
(1)
 
ارتدادات الحرب الأوكرانية على العالم
 
روسيا تتعرض لسرقة أكبر احتياطي من العملات الأجنبية من قبل شركائها الغربيين بما فيهم أمريكا.. وهذه كارثة لا أعتقد بأن روسيا ستقف مكتوفة اليدين وهي ترى البلاد تنهار على رؤوس الأشهاد من جراء تعرضها للقصف بالقنبلة المالية النووية وإخراجها من نظام سويفت العالمي.. من جهة ثانية فإن الرد الروسي على محاصرتها في الفضاء الرقمي سيكون مدمراً لدول العالم بينما ستكون ارتداداته على روسيا محدودة.
فقد يوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - وفق سايبركوف للأمن الإلكتروني- الغواصات لقطع كابلات الانترنت البحرية رداً على التضييق الذي يمارس ضد روسيا عبر شبكات الانترنت، على نحو منع تويتر فتح حسابات من روسيا، وإيقاف غوغل ويوتيوب كافة الحسابات الروسية، وإلغاء شركة Name Cheap حسابات الروس، واحتمالية حذف ICAAN نطاقات RU وإيقاف أبل متاجرها.
فلو قطع بوتين كابلات الإنترنت البحرية سيدخل العالم في ظلام دامس، وسوف يهتز بكل قطاعاته، المالية والمدنية والعسكرية.
بينما ستكون روسيا أقل المتضررين وذلك لأن كل كابلاتها واتصالاتها برية داخل أراضيها، كما انها أنشأت شبكة إنترنت خاصة بها قبل سنين! 
وفي سياق متصل فهناك فرصة لتفادي موسكو أضرار الخروج من نظام سويفت لها علاقة بالعملة البديلة عن الدولار لكسر هيمنته وهو ما تخشاه أمريكا.. 
فقد دخلت الصين على استراتيجية إيجاد البديل لبسط هيمنتها مبكرا على سوق العملات الرقمية المشفرة المعتمدة من الحكومات حول العالم، إذ أطلقت عملة شيا (chia) الرقمية، وهي أول عملة مشفرة ضمن خططها لإيجاد بدائل تقلل سيطرة الدولار على المدفوعات العالمية.
وفق البيانات الرسمية، تستهدف الصين أن تصبح عملاتها الرقمية على قائمة تبادل واسعة النطاق، واعتمادها سريعا في القطاعات المالية والشركات والتجارية والحكومية، لتصبح منافسة لأشهر نظيراتها "بتكوين" (Bitcoin). 
في المحصلة فإن التداعيات الكارثية من جرّاء إخراج روسيا من نظام سويفت ما هو إلا إرهاصات ولادة عالم جديد لا يعتمد على الدولار ويميل إلى تعدد الأقطاب ويعزز الثقة التي بددتها الإجراءات الغربية إزاء لاقتصاد الروسي والسطو على الاحتياطي من العملات الأجنبية.. عجبي!روسيا تتعرض لسرقة أكبر احتياطي من العملات الأجنبية من قبل شركائها الغربيين بما فيهم أمريكا.. وهذه كارثة لا أعتقد بأن روسيا ستقف مكتوفة اليدين وهي ترى البلاد تنهار على رؤوس الأشهاد من جراء تعرضها للقصف بالقنبلة المالية النووية وإخراجها من نظام سويفت العالمي.. من جهة ثانية فإن الرد الروسي على محاصرتها في الفضاء الرقمي سيكون مدمراً لدول العالم بينما ستكون ارتداداته على روسيا محدودة.
فقد يوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - وفق سايبركوف للأمن الإلكتروني- الغواصات لقطع كابلات الانترنت البحرية رداً على التضييق الذي يمارس ضد روسيا عبر شبكات الانترنت، على نحو منع تويتر فتح حسابات من روسيا، وإيقاف غوغل ويوتيوب كافة الحسابات الروسية، وإلغاء شركة Name Cheap حسابات الروس، واحتمالية حذف ICAAN نطاقات RU وإيقاف أبل متاجرها.
فلو قطع بوتين كابلات الإنترنت البحرية سيدخل العالم في ظلام دامس، وسوف يهتز بكل قطاعاته، المالية والمدنية والعسكرية.
بينما ستكون روسيا أقل المتضررين وذلك لأن كل كابلاتها واتصالاتها برية داخل أراضيها، كما انها أنشأت شبكة إنترنت خاصة بها قبل سنين! 
وفي سياق متصل فهناك فرصة لتفادي موسكو أضرار الخروج من نظام سويفت لها علاقة بالعملة البديلة عن الدولار لكسر هيمنته وهو ما تخشاه أمريكا.. 
فقد دخلت الصين على استراتيجية إيجاد البديل لبسط هيمنتها مبكرا على سوق العملات الرقمية المشفرة المعتمدة من الحكومات حول العالم، إذ أطلقت عملة شيا (chia) الرقمية، وهي أول عملة مشفرة ضمن خططها لإيجاد بدائل تقلل سيطرة الدولار على المدفوعات العالمية.
وفق البيانات الرسمية، تسعى الصين لأن تصبح عملاتها الرقمية على قائمة تبادل واسعة النطاق، واعتمادها سريعاً في القطاعات المالية والشركات التجارية والحكومية، لتصبح منافسة لأشهر نظيراتها "بتكوين" (Bitcoin). 
في المحصلة فإن التداعيات الكارثية من جرّاء إخراج روسيا من نظام سويفت ما هو إلا إرهاصات ولادة عالم جديد لا يعتمد على الدولار ويميل إلى تعدد الأقطاب ويعزز الثقة التي بددتها الإجراءات الغربية إزاء لاقتصاد الروسي والسطو على الاحتياطي من العملات الأجنبية.. فرب ضارة نافعة.. عجبي!
 
(2)
 
توريط الإسلام السياسي في الأزمة الأوكرانية إلى أين!؟
 
الحركات الإسلامية التي صنعتها المخابرات الغربية والموساد يقودها خريجو جامعة تل أبيب الإسلامية التي خرجت أبو حفص الذي القي القبض عليه في ليبيا. هذه الحركات الوظيفية .. أمست وقوداً لكل الحروب في العالم لأنها لا تمتلك بوصلة تمثل الإسلام البناء. 
وتم اعتقال أبا حفص الإسرائيلي يوم الجمعة 25 أغسطس، من قبل السلطات الليبية وكان يعمل إمامَ أحد المساجد واسمه الحقيقي، بنيامين إفرايم. كان يخدم في فرقة المستعربين التابعة لجهاز الموساد المتخصص بالتجسس على الدول العربية والإسلامية.. وهو جاسوس نجح بالدخول إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وانتقل معهم إلى بنغازي، وهناك استطاع التغلغل في المجتمع، وأصبح إماماً لأحد المساجد، وبعدها تحول إلى داعية ومسؤول عن حوالي 200 مقاتل، واشتهر بتشدده وحثه على الجهاد في كل الجبهات إلا فلسطين.
لذلك كان من السهل على المهرج الصهيوني زلينيسكي توظيف تلك الجماعات بدعم امريكي لتقاتل الجيش الروسي في أوكرانيا بالوكالة (يا للعار).. أما دفاع الشيشانيين والداغستانيين عن وطنهم روسيا الاتحادية فهذا واجب وطني!
 
(3)
 
الرياضة وصناعة مواقف الشرف.. أبو تريكا 
 
أبو تريكه من أكثر اللاعبين العرب شعبية ليس لأنه لاعب محترف يلاعب الكرة كأنها قصيدة شعرية يكتبها بوجدانه الخصب على الملاعب المفروشة بالنجيل الأخضر فتخفق لأجله قلوب الملايين؛ بل لأنه صاحب مواقف شجاعة، وقد حول الشهرة إلى سلاح يرهبه صناع التضليل الإعلامي من الفاسدين والمطبلين والمطبعين.
ومناسبة هذا القول أنه قبل أيام أثار أبو تريكة ضجة عالمية كدأبه حينما يضع النقاط على الحروف، متهماً الفيفا بأنها تكيل بمكيالين عاقداً مقارنة بين تكريم الفيفا وتشجيع كل من يكتب من اللاعبين على صدره اسم أوكرانيا تأييداً للشعب الأوكراني، في حين تعاقب كل من يكتب اسم فلسطين على صدره أو قميصه تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يستهدف كل يوم في القدس، والضفة الغربية، وفلسطين الداخل، والنقب، إضافة إلى غزة التي يعاد هدمها على رؤوس أهلها من قبل جيش الاحتلال المجرم كلما التقطت أنفاسها.
فماذا قال أبو تريكة للفيفا:
"إن قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات يجب أن يؤدي إلى منع الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الإسرائيلي لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين ولكنكم تكيلوا بمكيالين" فأثار هذا التعليق الجمهور في العالم لينبروا ما بين مؤيد له أو مخالف. 
وكأن أبو تريكة يقصد من تغريدته بأن العالم الغربي برمته حول الأمم المتحدة إلى غرفة عمليات لشيطنة روسيا، فتمارس ازدواجية المكاييل حتى فيما يتعلف بالقرارات الدولية التي اتخذت ضد روسيا كونها احتلت أوكرانيا.. فيما تقف هذه المنظمة الدولية عاجزة عن فرض القرارات الدولية المنصفة نسبياً لحقوق الفلسطينيين التي تدين الاحتلال الإسرائيلي العنصري، وهو الذي ما فتئ يلقيها وراء ظهره ممعناً في قتله للفلسطينيين ومصادرة حقوقهم المادية والمعنوية دون رادع.
ليس هذا فحسب، بل أنه في الوقت الذي يسمح فيه بتسليح الشعب الأوكراني ودعمه بالمال والسلاح والمرتزقة (الذين كانوا من قبل ينعتوا بالإرهابيين) وتسخير الجيوش السيبرانية لتضليل الرأي العام العالمي لصالح الرواية الأوكرانية فتتم شيطنة روسيا.. بينما يحدث عكس ذلك مع الشعب الفلسطيني الذي نعت الغرب مقاومته المشروع بالإرهاب؛ لذلك تم منع تلك المقاومة من اقتناء السلاح الذي صارت المقاومة تصنعه بنفسها ، إلى جانب الدعم الإيراني (رغم حصارها المحكم) وحفرت هذه المقاومة المستهدفة من الغرب أيضاً الأنفاق؛ لتحقيق الردع مع الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
هذا هو الكيل بمكيالين الذي يمكن قراءته من بين سطور تغريدة اللاعب أبو تريكة.. وهذا يأتي خلافاً لمواقف الشعوب الأوروبية التي تحتضن منظمة bds المقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في كافة الصعد وتكبده خسائر بالمليارات.. عجبي
 
(4)
 
مراوغة إسرائيلية واللعب على الحبلين
 
الرئيس فلاديمير بوتين رفض يوم أمس الأول عرضًا متجدداً تقدّم به نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء لقائه الرئيس الروسي بوتين في موسكو بالوِساطة في الأزمة الأوكرانيّة.. مؤكداً بأن خطوط الحوار مفتوحة مع الأوكرانيين من خلال المفاوضات الجارية بين الطرفين في الحدود بين أوكرانيا وبلاروسيا.. وبوسع أي طرف يريد التدخل أن يضغط على أوكرانيا للاستجابة لشروط روسيا.
ويدرك بوتين بأن محاولة بييت حشر نفسه في القضية الأوكرانية يعود لسببين:
الأول: تلبية لنداء فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا إلى يهود العالم كي يهبوا لنجدة يهود أوكرانيا الذين يتعرضون للإبادة (وفق تعبيره)، وهذه محاولة لتحويل الحرب إلى حرب طائفية.
وزيلينسكي كان مؤيداً للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة "سيف القدس"، لا بل أن إعلامه المُضلل يستخدم في حربه الجارية صور الدمار والمجازر التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي في غزة ليوظفها في الدعاية ضد الجيش الروسي.
الثاني: أن "إسرائيل" تحاول الظهور كطرف محايد نقي السريرة تفيض من جبينه حكمة العظماء ورجاحة عقولهم، خلافاً للواقع المكشوف للقاصي والداني في أن الاحتلال الإسرائيلي نظام فصل عنصري بغيض وتدينه الشعوب في العالم.. وهذا يخالف مبدأ الوساطة الموضوعية التي تراعي حقوق الإنسان وتتصف بالعدالة والتوازن ولديها القوة التي تستوجب الاحترام وترتبط بعلاقة ثقة بين طرفي النزاع.
وهذا أبعد شيء عن دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تقترف الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية وتنتهك حقوق الفلسطينيين المعنوية والمادية في مجتمع دولي يكيل بمكيالين.
ويدرك هذه الحقيقة حتى اليهود الأوكرانيين -وعددهم 200 ألف مواطن- الذين رفضوا تلبية دعوات بينيت للهجرة إلى "إسرائيل" وفضلوا اللجوء إلى دول الجوار أو الدول الغربية لأن الكيان الإسرائيلي غير قادر على حماية نفسة ونهايته الزوال.
وفي الحقيقة أن بوتين المجرب الخبير بالسياسة يدرك بأن بينيت شخصية مراوغة وينتمي لدولة احتلال عنصري؛ لأنه قبل أيام صرح بأن حُكومته ستقف في الخندق الأمريكي الحليف التّقليدي للدّولة العبريّة (دولة الاحتلال) عندما يتعلّق الأمر بالأزمة الأوكرانيّة، الأمر الذي دفع وزارة الخارجيّة الروسيّة حينئذْ إلى التقدّم باحتِجاجٍ رسميّ للحُكومة الإسرائيليّة. عجبي!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد