الحقيقة والسراب

mainThumb

14-06-2022 08:07 PM

 ما زالت الحكومات العربية بجميع مؤسساتها، وتعاقب المسؤولين فيها، يحاولون ترجمة رؤى القيادات العربية ويفشلون، وكأن اللغة التي ينقش بها الحكام رؤاهم على صدور أصنامهم ويقدمونها قربانا لآلهتهم، بادت وضاعت ولا يستطيع أحدٌ فك رموزها وفهم مقصودها، وقد تحتاج الى أبحاث تاريخية وعلماء آثار ملمين بتاريخ جميع العصور، حتى يُجلُّوا الحقيقة ويترجموا الروى كما أرادها القادة الملهمون، لتهتدي الحكومات العربية وتوجه مؤسساتها الى الطريق القويم الذي ضاع مع تطاول الزمن وتكالُب المحن على الأوطان..

بُعد المسافة بين ما يقوله الاعلام نقلاً عن مفسري رؤى القيادات العربية، وبين واقع حياة الناس، صورتان متباينتان، صورة مشرقة تراها فئة معينة، فتطبل على أساسها للقيادة وإلى العز الذي يرزح تحته الشعب، وصورة قاتمة يعرفها الشعب، ويمثلها واقع البلاد والعباد، على جميع الأصعدة وأهمها الاقتصادية والأمنية، والفرق بين الرؤيتين، كالفرق بين الحقيقة والسراب.  

الحاكم الملهم في هذه المعادلة الغريبة، يدعم قيم شعبه وتطلعاتهم ويسعى لتحررهم، لكن الحكومات ومؤسساتها دائما تعجز عن التقاط رسائل القيادة، وبدلا من أن تدعم شعوبها تكرس تبعيتهم وذلهم وهوانهم على أخس أعدائهم.. 
 
المواطن العادي والناشط السياسي بالذات، يكاد لا يستوعب ما يحدث من قرارات اقتصادية وسياسية في بلدان العالم الثالث، 
 
يتساءل الشعب على اختلاف أحواله عن سبب وصول الدوله الى الإفلاس، وما الذي يمنعها من أن تصل الى وضع الدول المستقلة.
 
لماذا تعيش دول على الاقتراض ولا تستغل مواردها، لماذا تعج بالفاسدين وهي تملك مؤسسات رقابة والقضاء فيها مفعل؟!!، الذين يعيدون الأموال التي تدفعها الدول المقرضة، اليها عبر حسابات خاصة ومآلات آمنة، ويُفشلون أي تنمية أو اعتماد على الذات، ويهدرون موارد البلد ويعطونها للدول المسيطرة،
 
ثم يعودون الى المواطن الذي سرقوه، ويضغطونه بالضرائب ليعتاشوا من دمه.. 
 
كل هذا، وجميع المؤسسات تعجز عن التقاط طموحات ورؤى القائد، ولا هو يدري ماذا يحدث على افتراض حسن النية..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد