البحر الميت من خسف الاموات الى كسف ألاصوات

mainThumb

17-11-2011 05:01 PM

فاقد الشيء لايعطية مقولة تجسدت وبقوة خلال التصويت للبحرالميت حيت ان الاردنيين لم تتوفر لديهم القناعة التامة في التصويت لبحرهم  وبقيت التساؤلات الحضارية والدينية والسياسية حتى هذه اللحظة عن احقية البحر في دخول منافسة حقيقة ليصبح من عجائب الدنيا السبع الجديدة للتراث الطبيعي. ولعل احد اهم الاسباب الرئيسية هو ما يطرحة المواطنيين من تساؤل مشروع هل سيجدون في التصويت للبحر فوائد ومنافع لهم  ام أنهم سيجدون أنفسهم امام  مطب كبير اساسة انهم سوف يحرمون من التمتع بالبحر وميزاته ومكنوناتة حيث تولدت لديهم قناعة ان الاماكن السياحية الهامة اذا تم فوزها او اعادة تاهليها فان على المواطن الذي بذل كل ما وسعة وجهده وماله لنصرة هذه ألاماكن أن يدفع المزيد من الرسوم والضرائب على غرار ما حصل في حمامات ماعين وكذلك في البتراء بعد أن فازت كواحدة من عجائب الدنيا السبع للتراث الحضاري. هنا تكمن المشكلة ,فلم يعد المواطنين يصدقون انهم يقدمون بالتصويت خدمة للوطن  بل أن زاد إحساسهم وقناعتهم أن المنفعة أو استرداد البدل شك سيعود لاحقاً على غيرهم. بينما على الجانب الاخر نتسأئل لماذا فازت مواقع لدول فقيرة مثل أندويسيا والفلبين وهما اللتان تصدران لنا الايدي العاملة؟ هل يبدو ان اقتصاديات و ثقافة السياحة عندهم اعلى وان اماكنهم متاحة وميسرة لجميع فئات شعوبهم وباسعار مناسبة ومشجعة!!.
?    وبعد هذا الواقع علينا فعلا أن نقر اننا قصرنا اعلاميا بحق البحر وبشكل كبير حيث أن الحملة الاعلامية كانت ضعيفة ولم تكن كافية أو شاملة على الاطلاق بل كانت على نمط الفزعة لدرجة ان البعض لم يسمع عن حملة التصويت أو عن آليتة اوأنه  سمع عنه في مراحل متاخرة. فعلى من يقع الحق ياترى؟؟ ولماذا لم يعطى المتخصصون بالتراث الطبيعي الفرصة الاعلامية المناسبة والكافية حتى نبرز جماليات وخصائص البحر الميت ومواصفتة العلمية التي ليس لها مثيل عالميا فهو منتج طبي سياحي شامل نادر وفريد وتعالج فيه القدماء من الانبياء والنبلاء والفقراء - ولم يعرف البحر عالميا الا على انه جزء من الاردن. و لكن  لا زلنا بعيدين عن عقلية الاستثمار الصحيح والتسويق الناجع.  ان البحر الميت هو افضل موقع للتراث الطبيعي في العالم وليس له منافس لا سياحيا ولا جغرافيا ولا جيولوجيا ولا طبيا. انه بنك الاوكسجين حيث  إن نسبة الأوكسجين تزيد في منطقة البحر الميت بحوالي (10%)عن بقية الأماكن القريبة
 ومصدر اشعة الخير الملفترة الطبيعية ويوجد فيه 25 عنصر نادر وبتراكيز ليس لها مايقابلها او يقارنها بالعالم تعالج عشرات الاامراض الجلدية. ومعظم الذين  تحدثوا حتى في برامج  حملات الترويج كان حديثهم في الغالب مجرد كلام عاطفي إنشائي- لماذا استطعنا ان نقنع الجميع ان التاريخ يقول ان البحر بحرنا بل على العكس بقي البعض  متقنع ان البحر سيفوز لان الكيان الصهيوني مشارك بالتصويت ومسيطر علية؟؟

?    وعلى الجانب الأخر يرى معظم الأردنيين أن الخدمات المتوفرة الأن من فنادق واستراحات صممت لتخدم فئة خاصة من الناس سواء كانوا سياح اردنيين أو اجانب وباسعار يعتبرها البضع خيالية ومرتفعة نسبيا وخصوصا للعائلات الكبيرة. ولننظر الى منطقة الزارة حيث يتجمع كل يوم مئات او ألآف الأردنيين في منطقة تفتقر الى الخدمات حيث لا يوجد أماكن جلوس للمواطن باستثناء بعض الجمال والخيول المزينة ولكن امتلأت مساحات  كثيرة من الشواطئ بالنفايات والقاذورات التي وجدت الحشرات فيها مرتعا لها!! أليس من حق شعبنا ان يخرج للراحة والاستجمام والاستشفاء على هذه الشواطىء بعد تاهيلها ونستمتع بالطبيعة الخلابة والنظيفة ضمن إطار أخلاقنا وديننا؟؟
  مع التأكيد ان طريقة التصويت و اليتة كان فيها نوع من المغالاة اذ ان ابسط وسائل التصويت كانت عبر شركات الاتصالات الخلوية ولكن كانت الأسعار التصويت غير مشجعة للتصويت او لتكراره؟ واتسأل انه لماذا لم يتم تخقيض تكلفة التصويت لنضمن اكبر عدد من الاصوات ولماذا لم نعطي ايام او اسابيع مجانية للتصويت ضمن حملة شبة مجانية لفوز البحر. كما اننا لم نعمل استغلال  شبكة الانترنت رغم انها انتشرت حتى وصلت تقريبا كل بيت اردني. ولم نستغل هذه الشبكات الموجودة في المؤسسات الحكومية وخصوصا الجامعات والمدارس.

طريقة التسويق اقتصرت على النمط الغربي حيث السباحة  وصور الفنادق الراقية (الخمس نجوم) والقوارب الشراعية الفاخرة . على الرغم - من التاكيد ان مثل هذه المنشاءات مطلوبة - ولكنها  لم تواكب النمط الاجتماعي ودخول  الشريحة الكبرى من المواطنيين الاردنيين. حتى ان الاحتفالات التي نظمت كانت اكثر منها استعراض غناء ورقص ودبكات وفي اماكن بعيدة عن الناس. لماذا لم يتم عمل مركز احتفالي في كل محافظة ولواء. وهل كان الدور الثقافي لسفاراتنا في الخارج وشركات السياحة والسفر والطيران في مجال التسويق منتج بحيث يمكن اعتبارة  ريادي
وشّكل السبب الديني  عائقا هاما بوجه التصويت حيث لم يتم التوضيح للمواطنين ان البحر الميت عمره 5 ملايين عام - وان نبي الله ورسولة لوط : وهو ابن حران أخو سيدنا إبراهيم وقد رافق عمه في ارتحاله من أرض بين النهرين إلى مصر ثم الى فلسطين ثم إلى وادي الأردن سكن في مدينة سدوم - وهي احدى قرى المؤتفكات ال7 الواقعة على الشاطىء الجنوبي الغربي للبحر الميت والخسف حصل قبل 5 الآف عام بالقوم الذي عاش بينهم سيدنا لوط يدعوهم الى  الامانه و الاستقامة - اي ان الفساد هو فساد بقعة // وليس بحر بكاملة // وهذه البقعة لا يتجاوز قطرها بضعة كيلومترات بينما البحر الميت طوله 65 كم.  اي ان المقصود بالمكان الذي يجب المرور به سريعا هو مكان الخسف أي مساحة مكان القرى المخسوفة وهي الأن تقع على الشواطىء الجنوبية الغربية الجافة للحوض الجنوبي. وهذا تصحيح علمي يواكب الدين الاسلامي الحنيف نشرته مرات عديدة اخرها في جريدة العرب اليوم - يوم السيت الماضي 4/11/2011 في محليات صفحة 2 . اما من الناحية السياسية - فالبحر هو بحرنا وتاريخينا والكيان الصهيوني فهي دولة سياسية وهي حدث عابر في تاريخ البحر لان سيدنا لوط عاش في العصر البرونزي أي قبل 5 الاف سنة وبعده  جاءت حضارات كثيرة منها العمونيون والأدوميين والمؤابيين، وغيرهم. اما الديانة اليهودية فقد جاءت في العصر الحديدي اي قبل 3 الاف سنة.  نحن في الاردن نمتلك اطول شواطىء ومن يجلس على شواطئنا هو جالس في الاردن.
?    واخيرا صحيح أن البحر الميت  خسر منافسة التصويت   لكنة سيبقى في نظرنا  أعجوبة الأرض الكبرى. ورغم ذلك يبقى السؤال لماذا خسرنا سؤال؟؟؟ الم يمكن بامكاننا ان ننجح!!  سؤال مشروع موجه للجميع وخصوصا الى المتنفذبن والى أولئك الذين لازالت أجسادهم حتى هذه اللحظة تنعم بميزايا البحر الميت السياحية والعلاجية نزلاء فنادق الرفاهية. هل فعلا سببتم ردة فعل نهشت من كبرياء وانتماء المواطن لوطنه فجاءت رده فعلة غاضبة وقاسية كسفت صوته ؟؟؟.


خبير التراث الطبيعي وهندسة البيئة
مديرمركز الدراسات البيئية- الجامعة الهاشمية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد