الفلوس تغير النفوس

mainThumb

27-01-2013 01:36 PM

 لقد ظهر جليا مفعول الفلوس في المجلس( الدافع عشر) , وتسلم كل نائب كرسيه الذي اشتراه ( بأمواله) (أم أموال الوطن والناس, الله اعلم), ولكن معظمها تم شراءها بفلوس , وما دام أصبح لكرسي البرلمان ثمن, فيسهل شراءه من قبل المكتنزين والكانزين وبيعه من قبل المتهرئين (ماديا) أو نفسيا وضميريا .

 وليس من المروءة أن يستغل بعض المرشحين (النواب)لاحقا, فقر أصحاب الحاجة فيقايضون أعطياتهم القليلة, صوبة , رحلة عمرة , كرتونة مئونة ,مبلغ من المال , مقابل أصواتهم الكبيرة , إن حق الفقير في مال الغني معلوم وواضح وبين وإجباري وليس منة وأعطية,  وبدون مقابل, وذكره القران ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ( وأية أخرى (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم). لمن كان يرجو الله واليوم الآخر , أمن كان يرجو الوصول للبرلمان فلا اجر له , فقد قبض أجره مباشرة , وتبوأ مقعده بالبرلمان.
 
إن الذي اشترى من الناس ضمائرهم وأصواتهم سيبيعهم ويبيع الوطن لأنه تاجر, والحياة عنده كلها صفقات ربح وخسارة .وهو الآخر سيصوت لمن يدفع له أكثر على كل جلسة وقرار , وللأسف معظم النواب الفائزين متعهدين وتجار وأصحاب( بزنس) فهؤلاء لا يفهمون سوى لغة( البزنس), أما تشريع ورقابة وموازنة وقرارات واتفاقيات واتحادات كنفدرالية  (وسيداو) وزوجة تسكن لوحدها وتسافر لوحدها أو حتى تأخذ ولاية وقوامة على الزوج والأسرة  (مش شغله ) ولا يعنيه, المهم انه أصبح سعادة النائب . 
 
وقد روي عن احدهم حين سئل عن مؤهله وكفاءته انه قال سأستعين بعشرة مستشارين أو أكثر كل حسب تخصصه , إذا كان هؤلاء النواب الأميين وهم كثر في المجلس( الدافع عشر) سيستعينون بمستشارين , أليس الأولى أن يكون المستشارون هم النواب, وهم الأفهم والأعلم والأقدر والأسرع والأكفأ على اتخاذ القرار داخل الجلسة بدلا من تأجيلها أو الاتصال معهم  لأخذ المشورة منهم,وقد يفهم النائب الأمي على المستشار وقد (لا يفهم  وهو الأرجح) .
 
 أليس من الواجب المُلح أن يحدد المؤهل العلمي للنائب والمرشح لمجلس التشريع والرقابة , ونحن في عصر بطالة الشهادات والكفاءات, والأردن يصدرها للخارج!!! 
 
اتسائل لو أن ثلث المجلس ممن لا يحملون شهادة جامعية أو مؤهل علمي تقدم لشغل وظيفة حكومية , فما هو الشاغر الوظيفي الذي سيشغله هؤلاء؟؟؟ رئيس قسم أم مدير أم ماذا؟؟ مراسل , سائق , قهوجي؟؟؟ كيف نتناقض مع أنفسنا ونوصل هؤلاء لمجلس مفروض أن لا يصله سوى العلماء والحكماء وأهل الحل والعقد!!  ثم يتعجب البعض كيف يخرج علينا مجلس النواب  بمخرجات وقرارات عرجة ومتخلفة وقوانين فاسدة أو تالفة وغير منطقية!!. متناسيا انه هو من أوصل هكذا مدخلات للمجلس. 
 
ما بني على باطل فهو باطل وما بني على خطأ فهو خطأ وان فاقد الشيء لا يعطيه..وإذا كان الغراب نائب قوم فما على القوم إلا العويل .
 
قل لي من تنتخب اقل لك من أنت, ولا تلومن إلا نفسك ولا يلومن  الناخب إلا صوته ولا البائع إلا رخص بضاعته وهوَانَهُ على المشتري وعلى الله.أما أن يعود (85) نائب سابق لمجلس النواب وقد جربهم الشعب وخبرهم فهي مشكلة الشعب والناخبين وليس النواب ... وليشرب بعض النواب (عصير تفاح) نخب المواطن السفيه والرخيص وليمدن أرجلهم في المجلس وليتضاربوا بالشباشب والمفكات والشواكيش ويلحق بعضهم بعضا ضانين أنهم مازالوا بالورش . لا مانع أن يتسلم هؤلاء رئاسة جمعية خيرية أو منصب فخري يحقق  ويعوض نقص الجاه والسلطة  والذات لديهم, أما نائب يمثل الأمة فهو ظلم لهم وللأمة.
 
يحكى أن عبد الملك بن مروان لما انتفضت عليه الناس وحاصروا قصره واشتد الحراك وعلت الأصوات المطالبة برحيله ...( والشعب يريد...) أمر حاشية القصر أن يرموا على الحراك أكياسا  من المال  فتناول كل واحد كيسه وانصرف يعد النقود ناسيا ما كان يطلب قبل قليل... فالتفت الوالي عبد الملك إلى أخيه  عبد العزيز قائلا : الم اقل لك أن الفلوس تغير النفوس؟؟!!! وابتسم الأخوان وانصرفا لشأنهما.
 
 ويحصل هذا للأسف في بعض الدول المجاورة تكميما وتبكيما للصارخين فتخرسهم الأعطيات والدنانير  فيغضون البصر ويصمون الأذان... وبعدها يفعل المانح والمتكرم ما يشاء فلا يسأله احد.
صب (عصير تفاح) يا ولد لنشرب كأس المجلس( الدافع عشر) وصحتين على قلب المواطن والوطن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد