كوارث الشّعانبي و الجيش المغدور

mainThumb

17-07-2014 07:36 PM

 لا يمكن القول أنّ الذّي يحدث منذ مدّة في جبل الشّعانبي هو إرهاب سلفي فحسب، بل لا شكّ أنّه تداخل بين إرهاب و تآمر إستخباراتي سياسي بتخطيط دستو-تجمعي و صهيو-غربي، و كلّ ما حصل و يحصل هو داخل في إطار "التّكمبين و التّلوعيب" الإجرامي من أجل إعادة المنظومة القديمة، منظومة العمالة و النّهب و السلب منظومة التّسلّط و الفساد، وفي الحقيقة يمكننا القول أنّها تمكّنت من العودة و إن جزئيّا بعد لعبة "الحمار" الوطني، و كلّ ما يحاك من تآمر و كلّ ما يرتكب من جرائم الهدف منه استكمال الانقلاب على الثّورة و أهدافها، و ما استهداف الجنود إلاّ هرسلة للجيش حتّى يجرّوه و يجبروه على الانخراط مع الانقلابيين و مع باقي حلقات المنظومة لاستنساخ ما حصل في مصر.

 
و بكلّ وضوح ما يقوم به عناصر المنظومة القديمة و من يدعمهم من المتآمرين من الخارج و الدّاخل يهدف إلى اقتسام كعكة السّلطة بطريقة توافقية لأنّ نتائج الانتخابات غير مضمونة لهم، كما أنّ قيادات الأحزاب التّي تحالفت معهم بعد صدمة نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 كانت منشغلة بإزاحة حكومة التّرويكا المنتخبة بطريقة ديمقراطيّة حرّة و شفّافة، و قد أضاعوا شهور و سنوات و مجهودات و أموال في التّناحر الذّي دمّر الاقتصاد و البلاد و زاد إفقارا للعباد، و هم اليوم يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الاستحقاقات الانتخابية التّي لم يتهيئوا لها، فلم يعد يفصلهم عليها إلا شهور قليلة، و هم لم يستعدّوا و لم يعدّوا أحزابهم للانتخابات بالتّعبئة و الاستقطاب ليتمكّنوا من خوضها و تحقيق الفوز فيها.
 
و قد تصاعدت هاته الأيّام الأصوات بالمطالبة بتأجيل المواعيد الانتخابيّة، و ذلك بعد أن كانوا يصيحون و يزعقون تحت سلطة حكومة التّرويكا بالمطالبة بتحديد المواعيد و الإصرار على أن تتمّ قبل نهاية سنة 2014 و قد نصوا على هذا في الدّستور، و بما أنّهم غير مستعدّون لخوض الانتخابات و غير ضامنون النّجاح فيها هم اليوم يريدون استكمال الانقلاب على المسار الانتقالي و القيام بنفس الشّيء الذي فعلوه من قبل في تنصيب هيئة بن عاشور "هيئة تحقيق أهداف البلدية و الالتفاف على أهداف الثّورة" فهمّهم الوحيد اقتسام الكعكة و ضمان نصيبهم في السّلطة بتنصيب رموز بل "أرماز" (جمع رمز بكسر الراء) بطريقة مضمونة تتجاوز أو تلغي الاستحقاقات الانتخابيّة التّي لا تبشّرهم بخير رغم "تبشيرات" نتائج سبر الآراء مدفوعة الثّمن، فنتائج الانتخابات غير مضمونة لهم و هم مرعوبون من صدمة مدمّرة لهم و قاسمة لأحزابهم شبيهة بصدمة نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011.
 
و في النّهاية أقول رحم الله شهداء جيشنا الوطني و رزق أهاليهم الصبر، و كما أنّنا نتألم لما حصل سابقا و حاضرا لقوات الجيش و الأمن، فالألم كل الألم على ما يحصل للجبل و كل ما فيه من كائنات و نباتات من تدمير بسبب إرهاب المتآمرين و من معهم من التكفيريّين، و حفظ الله وطننا و أجناد جيشنا من تآمر المتآمرين من الداخل و الخارج و من "تكمبين" السّياسيّين الذين ليس لهم من الوطنيّة و حبّ الوطن إلاّ الكلام و الأقوال.
 
كاتب و ناشط سياسي تونسي 
 
romdhane.taoufik@yahoo.fr


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد