المرأة أحلى من القمر يا صاحب الضرر

mainThumb

13-11-2014 04:32 PM

وأنا أتنقلُ بين الصُّحف .. وقعتُ على مقالة للمدعو { أحمد عبد الرحمن العرفج } عنونها بـ { الضرر حين نُشبه المرأة بالشمس والقمر } ( ! ) .. وذكر أن وصف المرأة بـ ( الشمس والقمر ) من الأوصاف الساذجة ( ؟ ) ..

وقال أيضاً : { ويبدو ـ والله أعلم ـ أن الله قيضني لأعيد للجمال معناه وللحُسن مبناه } ( ؟ ) .. ما شاء الله .. والحقيقة أن كلامه هو { الضرر } .. مما يدل على سذاجة الفِكر وقلة البضاعة العلمية ..

قام المدعو أحمد العرفج يُحلل ( ! ) ويستنبط ( ؟ ) يظنُ نفسه { ابن الأثير أو ابن رشيق أو القالي } وفي الحقيقة هو مثلُ من { بال في بئر زمزم } ليُعرف ( ! ) ..

وسوف نُدلل للقارئ الكريم مدى فقر هذا الكاتب من علوم سلفنا في هذه المقالة الصغيرة ..

ذكر { أحمد العرفج } أن من أسباب ضرر تسبيهُ المرأة بـ { القمر والشمس } في أنها { تغيب وتسهر وتخدع } وقال بأن هذه التشبيهات مِن ضحك الرجال على النساء ( ! ) ..

قلتُ : العرب أهل تشبيه واختارت { القمر والشمس } للنور والوضوح والصفاء والجمال ، ولم يتطلع أحد من أهل العربية إلى هذا التفكير الساذج الذي ذهب إليه { العرفج } ..

وكلامه هذا طعن مُبطن في فصاحة أجدادنا العرب ، ولا أعلم أهو أفصح وأبلغ من { عنترة العبسي } وغيره من شعراء العرب ؟!! ... بل لا أعلم هل هو أفصح من أصحاب نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ والذين شبهوا رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقمر والشمس ؟!! ...
فهل يا { عرفج } تشبيهات أصحاب نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساذجة ؟! .. وأنت الفصيح البليغ ؟!! ..

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : { ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  كأن الشمس تجري في وجهه } ..

وعن جابر سمرة قال : { فجعلت أنظر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى القمر وعليه حلة حمراء فإذا هو عندي أحسن من القمر } .

وعن الربيع بنت معوذ قالت : { لو رأيته رأيت الشمس طالعة } .

وذكر البيهقي في { الدلائل } عن امرأة من همدان قالت : {  كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم } . 

وعن السبيعي قال : سأل رجل البراء بن عازب : {أكان وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل السيف ؟ قال : لا ، بل مثل القمر } .

قال تعالى : (: (هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُورًا) .. فالضياء والنور أزكى وأحلى التشبيهات بخلاف الظلام والعتمة ..


وقد قال طرفة بن العبد :
ووجهٌ كأنَّ الشمسَ حلتْ رداءها
عليه نقيًّ اللونِ لم يتخددِ

وقال النمر بن تولب في امرأة حسناء :
صدت كأنَّ الشمس تحتَ قناعها
بدا حاجبٌ منها وضنتْ بحاجبِ

قلت : والأشعار والشواهد والحُجج كثيرة ومتضافرة لا يتسع المقالة لحشدها ..

فأصحاب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ شبهوا نبينا بالقمر والشمس ، فهل هذا تشبيه ساذج يا أيها { الفصيخ ! } .. وأبو الضرر ( ! ) ..

ونحن نقول أن هذه التشبيهات من أزكى وأرق ما قالته العرب ، فمن في الدنيا كلها يكره أن يُضرب به الشبهُ بالقمر والشمس { الإضاءة والنور } إلا من كان في قلبه { عتمة } ـ عتمة الجهل والسذاجة ـ ..

فإن كان المدعو { أحمد العرفج ! } يُشبه المرأة ـ أمه ، أخته ، زوجته ـ بالبقرة ( ! ) .. كما يُعرف عنه ذلك ( ! ) فما بعد هذه السذاجة سذاجة ( ! ) .. مقياس الذوق الهابط والبحث عن اللمعان ولو بخزوة ( ! ) .

ويا ليته جميلاً لينتقد ( ! ) وإن كان القُبح في سُّحنته علامة ( ! ) ولكن نحن لسنا مثله وإنما نقول ما قاله الله عز وجل : ( وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ..
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد