الفريق مشهور حديثه الجازي في الذكرى الــ13 لرحيله

mainThumb

13-11-2014 09:34 PM

يوم الخميس الماضي 6 من تشرين الثاني الجاري مرت على  الأمة العربية والأردن بشكل خاص ، الذكرى السنوية الـ13 لرحيل الفريق الذهبي مشهور حديثه ألجازي ، والحديث عن شخصية كبيرة بوزن وقيمة ألجازي لا تأتي بالمناسبات فقط ولكن كلما مرت الأمة لضائقة وأزمة تتذكر قادتها المخلصين الذين كانوا تعبيرا عن إرادتها وقت الأزمات والأخطار التي كانت تحدق بها .


ولعل تاريخنا العربي يذكر للفريق مشهور ألجازي رحمه الله وقفته الشجاعة في يوم الكرامة عندما أراد العدو الصهيوني الذي ازداد غرورا وتكبرا بعد حرب حزيران الأليمة ، وكان ذلك العدو يتوقع أن أي حرب رسمية له ستكون بمثابة نزهة عسكرية ، كما قال وزير دفاعه موشي ديان ، حيث أراد الدخول لمنطقة الكرامة لتصفية المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أقلقته وقتل وأسر الفدائيين الأبطال حيث اسماهم الصهاينة الإرهابيين وثم التنزه على جبال السلط كما قالت جولدا مائيير ، وحينها كانت نكسة حزيران مخيمة على الأمة العربية كلها وان كانت روح المقاومة بقيت قوية بعد أن بدأت مصر بحرب الاستنزاف بعد النكسة مباشرة ، وكانت الآمال ضعيفة خاصة أن الأردن كان المتضرر من النكسة الأليمة ، ولكن في تلك الظروف الصعبة كان هناك رجلا وقائدا عربيا اسمه مشهور ألجازي ينتظر ويراقب تحركات الصهاينة وأمامه منذ تسعة أشهر مضت مأساة حرب حزيران ويعلم الفريق ألجازي أن هذا العدو تقف ورائه أعظم قوة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي التي أعطته الضوء الأخضر لعدوان حزيران وحتى دخول الكرامة ، وأدرك هذا القائد المغوار أن السماح للعدو بقتل أشقاءنا الفدائيين أكبر اهانة للأردن ، حيث قام على الفور بقطع اتصالاته مع كل الجهات الرسمية واستعد فقط لخوض المعركة التي أعلن فيها  أن الصهاينة لم يمروا إلا على أجسادنا ، وبالفعل تصدى الجيش الأردني والفدائيين الأبطال يقودهم الفريق مشهور حديثه ألجازي للقوات الصهيونية الغازية التي دخلت الكرامة في 21 من آذار عام 1968 م، وكان فقيدنا الكبير في مقدمة الصفوف وليس في المكاتب ينتظر المكالمات الهاتفية ، حيث سجل الجيش الأردني والفدائيين الأبطال أروع البطولات الخالدة في ذلك اليوم ، وما هي إلا ساعات حتى أجبر العدو على سحب قطعانه يجر أذيال الفشل والخبية  وتاركا خلفه قتلاه وجرحاه ومعداته ، وكانت فضيحته عالمية  بكل معنى الكلمة وأيقن العالم أن نصر العدو المزعوم في حرب حزيران كانت غلطة تاريخية لن تكرر ، وأنه لولا القوة الأمريكية التي دعمته مخابراتيا ولوجستيا ما كان له ما يدّعيه من انتصار .


وأثبتت معركة الكرامة بقيادة الفريق الذهبي مشهور ألجازي ودعم ومساندة الفدائيين الأبطال أن الأمة العربية قادرة على القتال والمنازلة ،وفتحت معركة الكرامة البداية لهزائم صهيونية متعاقبة حيث لم ينتصر العدو في أي معركة منذ عدوان حزيران الأليم عام 1967 والتاريخ الشاهد الأكبر على ذلك ، ولكن المشكلة لا زالت في قياداتنا وحتى في أنفسنا كشعوب .
 
نتذكر الفريق الذهبي مشهور ألجازي بطل الكرامة في هذه الظروف ووطنا وأمتنا يتعرضون لحرب وجود من هنا وهناك والغريب أن الفريق ألجازي الحاصل على 13 وسام وميدالية لم ينل ما يستحقه من التكريم في وطنه ولا غرابة في ذلك لأن من باعوا إرادة الوطن في وادي عربه هم من يرتدوا رداء يوم الكرامة بعد أن فرطوا بالكرامة ذاتها .


أقول أن عدم تكريم ألجازي هنا في الأردن أمر طبيعي لأنه  أكرم أشخاص لا يستحقون ، ولكن يكفيه فخرا  ما أكرمته الأمة العربية والشعب الأردني الذي يرى في ألجازي الرجل المناسب في المكان المناسب ويوم الكرامة هو الشاهد على ذلك .
رحمك الله أبا رمزي وما عند الله أبقى ، وستبقى خالدا في ضمير أحرار الأمة وسجل الخالدين ، ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد