الخوارج .. البغدادي أنموذجاً

mainThumb

17-12-2014 09:39 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن الخوارج أداة هدم لهذه الأمة الإسلامية العظيمة ، فتراهم رُحماء على أهل الأوثان وأشداء على أهل الإسلام ، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : { يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان } وهذا ما يراه المُسلم من أفعال هؤلاء الخوارج ، فتجد كل أعمالهم التخريبية والتفجير في بلاد الإسلام وتجد بلاد الكُفر سالمة من أفعالهم المُشينة ، فلم نسمع بأن الـ ( قاعدة ) وفروعها ، وتنظيم ( داعش ) دخل إلى { تل أبيب } وفجَّرَ وخرَّب ؛ ففلسطين الحبيبة بعيدة عن أفكارهم لتحريرها ورد المسجد الأقصى لرحاب أهله ، بل هم ينظرون إلى أن بلاد العرب أهل الإسلام هم أشد كُفراً من اليهود والنصارى ( ؟! ) والعياذ بالله منهم وممن يدعمهم من الفُرس والروم .

وبعد هذه العتبة ، فإن الخوارج لهم عادة خسيسة تدل على خسة أفكارهم ومعادنهم ، وهي الانتساب لغير آبائهم ، وهذا المسلك سلكه سلفهم قديماً لنشر مذاهبهم الفاسدة والمُخالفة لمنهج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الكرام .

فهم خوارج ليس على الدين الإسلامي فحسب بل هم خوارج حتى على الأنساب .

فقد كان كبيرهم { عمران بن حطان } يتقلب في قوالب الأنساب فمرة يزعم أنه يماني ( !! ) ومرة عدناني ( !! ) حسب الموجة والأجواء المناخية لمذهبه الفاسد ، فهو يقول :
يومٌ يمانيٌّ إذا لقيت ذا يمن        
وإنْ لقِيت معديا فعَدْنانِ

فهو يقرُ في أبياته بأنه مُتقلب في قوالب الانتساب ( !! ) وينسلخ من قناته وجذمهِ ، حسب المناخ المُلائم له ( !! ) .

وقد بينتُ في كتابي ( المجموع ) في رسالتي ( طبقات الأدعياء ) عند { الطبقة الأولى } حال هؤلاء الخوارج وانتحالهم انساب أخرى لأهداف سياسية أو مذهبية ، فأنظره أخي القارئ فديتك .


وفي هذا العصر ، خرج بعض الخوارج من أهل الكذب فاقوا خوارج ذاك الزمان بكثير ، وتقرصنوا على نسب النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهم خرجوا على علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وبلا خجل واستحياء يزعمون أنه جدهم ( ؟! ) فهم شابهوا { الروافض ـ الشيعة ـ وغلاة الصوفية } وكُلها من مشكاة واحدة .

 خرج البغدادي وزعم النسب العلوي ( !! ) وأدعى الخلافة ( ؟ ) وساق نسبه لـ ( علي بن أبي طالب ) الذي خرج عليه شيوخ هذا الدعي قديماً ..

فحالهم كحال أدعياء الـ { مهدوية ! } والذين في كل زمان يزعمون بأنهم هم ( المهدي المنتظر ) ( ! ) ولكن سُرعان ما يُبترُ شأنهم بين الناس وكما قال رب العزة { إِنَّ شَانِئَكَ  هُوَ الْأَبْتَرُ }.

وهؤلاء الخوارج الأدعياء تكفل الله بقطعهم ، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :  كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عراضهم الدجال .
وبعد هذه المُقدمة للقارئ العزيز ، ندخل في صُلب ولُب رسالتُنا في الخارجي { أبو بكر البغدادي } وبيان كذبه في ادعاءه النسب الهاشمي .

باب ـ ( نسب أبو بكر البغدادي !! ) .

هذا الدَّعي البغدادي خرج فجأة ( ؟ ) وتصدَّرَ فجأة ( ؟ ) وصار خليفة فجأة ( ؟ ) ، ويُدعى { إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي }( !! )  أدَّعوا النسب العلوي حديثاً ولا توجد لهم قرعة في كتب النسب القديمة المُختصة بالنسب العلوي ..

فهؤلاء اجتمعت في أنسابهم { التناقض والتضارب و مواطن الشُبهة والمُخالفة } فقد زعموا بأنهم من عقب ( يحيى بن مُحمد الجواد ) ( ؟ ) وقد نَّص ابن حزم الأندلسي أن عَقب ( محمد الجواد ) هم ( علي وموسى ) ولا يوجد لـ ( يحيى ) أي ذكر عنده ، بل نَّصّ الرازي أن يحيى المذكور ( لا عقب له ) كما في { الشجرة المباركة ص 22 } ..

فقد اشتهروا ( البوبدري ) في محل إقامتهم أنهم من عقب ( يحيى بن الجواد ) وهذا لا يصح ، وذلك لأن يحيى لا عقب له ، ولهذا لم يذكره ابن حزم الأندلسي في ( الجمهرة ) ( 365) .

ونقل هذا النسب الباطل ، العزاوي في ( عشائر العراق ) ( 325 ) ويونس السامرائي في ( القبائل العراقية ) ( 1/62 ) والسامرائي بلديهم ( ! ) ونقل نسبهم المُختلق إلى ( يحيى بن محمد الجواد ) وهذا نسب لا يصح البتة كما بينا آنفاً ، فعندما تبين لهم أن { يحيى } لا عقب له ، فروا إلى ربط أنسابهم بـ { القاسم بن إدريس بن علي الهادي } وأنهم من جذمِ { المواجد } ( !! ) مزاجية وهوى ( ؟ ) .

فأنظر رعاك الله إلى ( التناقض والتضارب ) و ( الحيرة في نسبهم ) ( ! )   فقديماً يدَّعون أنهم من عقب ( يحيى بن الجواد ) واليوم صاروا من المواجد من النسب الرضوي ( ؟ ) ..

فقبيلة الـ { بوبدري السامرائية } قبيلة كبيرة ولها فروع وبطون ولم يذكرها علماء النسب المتقدمين والمتأخرين بأنهم من فروع { المواجد ـ الذين استقروا بالحلة ـ  } ..

فهذا السمرقندي وهو متأخر { 1043هـ } في كتابه { تُحفة الطالب  ( 360 ) تكلم على أعقاب { القاسم بن إدريس } وذكر من بطونهم { المواجد وبنو كُعيب } ولم يذكر أن قبيلة الـ { بوبدري } فرعاً من هذا الجذم ( ؟ ) ..

بل أن السمرقندي ذكر في ( التحفة ) (360) عند حديثه عن عقب القاسم ، قال : ( ومنهم البدور وهم ولد بدر بن قائد ) وقد ذكر هذا قبله ابن عنبة في ( العُمدة )  ولم يذكر أو يستدرك  السمرقندي  وهو متأخر أن ( بدري بن عرموش ـ جد البوبدري السامرائية ـ ) من عقب { القواسم } أبدا  فلو كانوا معروفين بهذا النسب لاستدرك السمرقندي وألحقهم بالقواسم  وإنما ذكر ( يحيى بن شريف ) وكذلك ذكره غيره من علماء النسب فتقرصن عليه البوبدري وزعموا أنهم منه ( ؟؟ !! ) ولا دليل علمي موثق من علماء الأنساب القدماء على هذا الزعم .

فهذا النسب مُحدث لهذه القبيلة الكريمة وقد كانوا قديماً يزعمون أنهم من عقب { يحيى بن محمد الجواد } ولا عقب ليحيى ( !! ) 

فمؤرخي بلدهم ذكروا أنهم من عقب ( يحيى بن محمد الجواد ) كـ { يونس السامرائي والعزاوي } ولم يذكروا نسبهم المُحدث أنهم من ( القاسم بن إدريس بن جعفر ) وإنما صُنع وراج هذا النسب المُحدث لهم في الكتب الحديثة والتي لا يُلتفت لها .. 

فهنا تأتي قاعدة ( الشُبهة و التناقض ) والتي تُجبر النسابة على ردَّ هذا الإدعاء الباطل والذي غلبه التناقض والمخالفة .

فكتب النسب المُختصة بتدوين النسب العلوي لم تذكر جذم ( البوبدري ) ضمن مُشجراتهم النسبية ، وإنما ذكروا حديثاً ولا ذكر لهم في القِدَم ( ! ) .

فهؤلاء كما قلنا قديماً من عادة الأدعياء إذا أراد أن يدَّعي النسب العلوي أو غيره ، يبحث عن ( المُغمغم والمُبهم ) و من جاء فيه أنه ( له عقب كثير ) فيدَّحشوا صلبهم في هذا الجذم كي يوقعوا الحيرة في قلوب الناس ويصدقوهم ( ! ) .

فقديماً زعموا أنهم من عقب ( يحيى بن محمد الجواد ) كما بين العزاوي مؤرخ العراق وبلديهم يونس السامرائي ثم تبين أن يحيى ( لا عقب له )  فراحوا وزعموا أنهم من  ( القاسم  ) ( ؟ ) وهو ادعاء حادث .

ثم أن السلسلة النسبية التي يُلصقون { البوبدري } أنفسهم بها ، مكانها ومحلتهم { الحلة } ولم يُذكر في كتب الأنساب أن قبيلة { البوبدري السامرائية } هاجرت من الحلة واستقرت في سامراء ، ومن زعم ذلك فوجب أن يُسرد الحُجج البينة في ذكر هذه الهجرة ( !! ) .

والأدعياء لا يدخلون إلا بمدخل { الغمغمة } فوقعوا على قول ابن عنبة في ( العمدة ) ( ص200) : (ومن ولد إدريس بن جعفر الكذاب ، القاسم وفى ولده العدد ) فشاهدوا هذا اللفظ { وفي ولده العدد }  فغاروا عليه ودَّحشوا أصلابهم فيه كي يوقعوا الحيرة والتريث والسكوت لمن أراد أن ينفيهم ( ؟ ) خطط ودهاليز ( ؟ ) .


                     { تناقض الخارجي الدَّعي أبو بكر البغدادي }

ذكرت { منى رزاق } في مقالة لها باسم ( من هو أبو بكر البغدادي حياته .. أعماله .. أسراره ؟! ) : (وبحسب تصريحات الناطق الرسمي باسم التنظيم المسلح، المدعو أبو محمد العدناني الشامي، إن المدعو عبدالله إبراهيم الذي يعرف بـ “ أبو بكر البغدادي”. يعتبر نفسه من نسب الخليفة أبي بكر الصديق وان نسبه يعود إلى العاصمة العراقية بغداد. وتعود أصوله إلى منطقة في ديالى شرق العراق. وينتمي إلى قبيلة السامرائي. ) .


قلت :  وهذا من أقوال المُقربين له ( !! ) فهو لا يعرف قبلة نسبه أين ؟! مرة علوي من عقب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ومرة من عقب أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ ؟!!! وهذا دلالة على كذبه وخروجه على الأنساب ( !! ) ..

فأنسابهم هؤلاء اجتمع فيها نواقض النسب والشهرة وهي { التناقض ومخالفة أقوال أهل النسب الثقات } .. لاسيما أن نسب النبي الأعظم لا يجوز فيه التساهل لما يترتب عليه من أحكام شرعية ، فليس كل من خرج وأدعى القُرشية العلوية سَلَّمَ له أهل النسب ( ! ) حنانيك .. حنانيك ..


وفي هذا الزمن ما أكثر خُلفاء الفجأة ( ؟ ) وما أكثر أدعياء هذا النسب الشريف ، ولكن علماء النسب لهم بالمرصاد ، فالنسب محفوظ وباقي ببقاء العرب ..
فالخوارج لم يخرجوا على منهج النبي الأعظم فقط ؛ بل خرجوا حتى على نسبه ، وخرجوا على أنساب العرب وتقرصنوا عليها لمخططاتهم المذهبية الفاسدة ، فالـ { الخوارج والروافض والصوفية } في مركب واحد من حيث التعدي على نسب النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنساب العرب عامة ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد