اوباما يستجدى ايران والعرب يتخبطون

mainThumb

24-03-2015 10:58 AM

الاحداث تتسارع بشكل كبير في منطقتنا وللاسف هذا التسارع ليس باي حال من الاحوال في صالح الامة العربية.

 التحالفات القديمة تتفكك وتحالفات جديدة تظهر واليد الايرانية هي الاطول في المنطقة فاتباعها يسرحون ويمرحون في المنطقة فمن سوريا مرورا في العراق وصولا الى اليمن يدعمون بكل ما اتوا من قوة انصارهم لدرجة مشاركتهم معاركهم بل وقيادتهم فيها عينك عينك في الوقت الذي يتبجح فيه العرب بالكلام لا اكثر يصرخون يردحون ويتباكون على عتبات مجلس الامن والامم المتحدة ويستجدون حليفتهم امريكا التي تستجدي ايران بل وتهرول هربا من المنطقة وما سحبها لجنودها اخيرا من اليمن الا مثالا بسيطا على ما نقول ان الاستجداء الامريكي جاء على لسان اكثر من مسؤول امريكي على راسهم رئيسها الضعيف المتخبط والمتردد في كل سياساته في المنطقة بل والعالم فالتغير اصبح  واضحا في لهجة الخطاب السياسي الامريكي تجاه ايران وحلفائها في المنطقة فمن التهديد الى المدح تارة والنصح تارة اخرى .

 فما معنى ان يخاطب الرئيس اوباما القادة الايرانيين بعد تهنئتهم باعيادهم  بقوله ان توقيعهم على ما تم من تفاهمات مشتركة حول برنامجهم النووي هي فرصة لهم وعليهم ان لا يضيعوها وان يستغلوها تتابع بعدها تصريحات العديد من المسؤولين الامريكان من شكر لجهود ايران في محاربة التطرف السني في المنطقة  الى تصريحات كيري نحو الرئيس السوري التي فجر فيها قنبلة من العيار الثقيل في وجه حلفائه الغرب وفي المنطقة عندما اعتبره عنصرا اساسيا في حل المشكلة السورية بل ولا بد من التفاوض معه وما هي الا ايام ويتبعها شطب اسمي ايران وحليفها حزب الله من قائمة الارهاب , اليس كل هذا التحفيز وهذه الجوائز استجداء واعترافا حقيقيا بان ايران اصبحت الرقم الصعب في المنطقة فمتى يدرك العرب هذه الحقيقة؟ وهنا نسال هل زيارة وزير خارجيتنا جودة يمكن ان تمثل الخطوة الاولى لتوالي زيارة الاخرين لطهران قريبا؟ .

ان الغرب وحلفاء الامريكان في المنطقة وعلى راسهم اسرائيل  يدركون جيدا ان امريكا قد وصلت الى قناعة انه لا بد من التفاهم مع ايران ليس على البرنامج النووي بل على خريطة المنطقة وقيادتها وهذا ما يثير قلق كل حلفائها فيها وما هرولة رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتنياهو الى الكونجرس الامريكي واستنجاده به واللوبي اليهودي وتاليب كل معارضي الرئيس اوباما على هذه الاتفاقية وتحذيره من عواقبها على الامن الامريكي الا دليل على ان الاتفاقية مع ايران هي مسالة وقت ليس الا وما بقي الا الاحتفال بالتوقيع عليها.

  لقد ادرك الامريكان ومن خلفهم حلفاؤهم الغرب ان باب التهديد ولا و لم يعد قائما بعد ان احكمت ايران انيابها على اربعة عواصم عربية مستغلة تقاعس وجبن العرب وبعد ان استطاعت وبدهاء خلق ورقة داعش والنصرة وتركهما يتمددان في كل من العراق وسوريا وغض النظر عنهما في البداية بل وتسهيل وصول السلاح والمال لهما عبر تامين الطرق لتهريب البترول, ان هاتين المجموعتين اول ما قامتا به هو اشهار السلاح بوجه المعارضة السورية بل وفي وجه بعضهما البعض مما ادى الى تمزيق المعارضة السورية وانهاء ثورة العشائر في العراق وتهميش دور الحريري وحلفاءه في لبنان وسيطرة الحوثي في اليمن وتمزيق تحالفات المنطقة ضدها وجاءت مشكلة الاخوان في مصر وليبيا لتطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من تماسك بين اعدائها في المنطقة فتسمية البعض منهم لجماعة الاخوان بمنظمة ارهابية قسم ظهر هؤلاء لانهم خسروا الحليف والند القوي تركيا ضد ايران, ان تفاقم مشكلة الاخوان المسلمين وظهور داعش والنصرة  في المنطقة غير من وجه كل التحالفات القديمة واصبح الاعداء في خندق واحد يقاتلون وهم كبير (داعش) صنعته ايران بتغاضي امريكي غربي كل له مصلحته فامريكا والغرب يريدون تدفق خيرات المنطقة لجيوبهم دون اي تهديد وايران تريد تحقيق حلمها بامبراطورية شيعية في المنطقة وعلى ما يبدوا ان الطرفين وجدا مصالحهما اخيرا لا تتعارض فامريكا والغرب دائما ينهبون ويسرقون خيرات المنطقة من خلال تعيين شرطي في المنطقة وعلى ما يبدو ان الشرطي الفارسي عائد هذه المرة ولكن ليس بعلمانية ولكن بعمامة سوداء دينية.

 ان الخوف الكبير لدى حلفاء امريكا والغرب ليس بتوقيع اتفاقية حول البرنامج النووي الايراني بل بملحقاته السرية خاصة واذا ما عرفنا ان ايران حققت كل ما طالبت به واصرت عليه من شروط فكل التسريبات من داخل الغرف المغلقة تفيد ان هذه التفاهمات تتيح لايران ان تحتفظ بكل معداتها النووية المتقدمة وكل اليورانيوم المخصب بل وتزويدها مستقبلا به وما هو مطلوب هو فقط تجميد للنشاطات والبحوث النووية ولمدة زمنية محددة ولا يوجد هناك اي طريقة مضمونة للمراقبة ولا للكشف عن كل برنامج ايران النووي , من هنا فان قبول الابقاء والاحتفاظ بكل معدات وتقنية التخصيب والاكتفاء فقط بالتجميد لا يمكن باي حال من الاحوال منع ايران من الحصول على السلاح النووي مستقبلا عندما تحين الفرصة ما دامت تمتلك ادوات انتاجه في المقابل السماح لها بانتاج النووي السلمي وهذا يعني الاعتراف الكامل والضمني بان ايران اصبحت قوة نووية في المنطقة مع وقف التنفيذ مؤقتا اضافة كونها القوة الرئيسية فيها,هذا انتصار قوي للارادة الايرانية الصلبة وهو دليل واضح على ان من يملك الارادة الصلبة هو من ينتصر في النهاية ولا عزاء للعرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد