طارق عزيز ترجل شامخا مرفوع الراس

mainThumb

07-06-2015 11:14 AM

رحم الله طارق عزيز هذا الرجل الذي ابى الا ان يضرب اروع الامثلة على الوفاء والاخلاص لقيادته وشعبه ووطنه , لقد وعدوه هو واسرته بالمن والسلوى والحياة الرغيدة في اوروبا وامريكا فقط على ان يقف ويشهد ضد رئيسه في المحاكم الصورية المعروفة ولكنه خذلهم وبقي على العهد بل وقهرهم عندما رفض الا ان يخاطب رئيسه بسيادة الرئيس امام جلاديه يا الله كم هذا الوفاء وكم هذا الاخلاص فقط الجهلاء الخونة ربما يفسروه بانه خنوع او خوف او....الخ لكنه الوفاء ليس لقائده وانما للعراق العظيم الذي دنسته الاقدم الامريكية والاسرائيلية وبتامر عربي يدفعون ثمنه الان غاليا, لقد رحل عزيز وهو حقا عزيز لكنه لم يرحل كما رحل او سيرحل الخونة والذين باعوا عروبتهم وداسوا على كل المباديء رحل هذا الشخص وهو مرفوع الراس شامخا اثر البقاء في زنزانته على حريته المرهونة بالذل والعار وعلى ان لا يرى العراق وحال اهله بعد الاحتلال وبعد ان نهش كبرياؤه الذئاب والكلاب الضالة من كل صوب امام مراى واعين ما يسمون انفسهم اعرابا كان الافضل به ان لا يرى كل هذه المصائب والهزائم والجرائم وفضل عتمة ورطوبة الزنزانة تنهش حسده الهرم المتهالك المريض حتى لقي مصيره .


ان موت طارق عزيز هذا السيد العربي القومي الذي امن بعروبته ورفض المساومة عليها من قبل المحتلين من خلال اللعب على مسيحيته ليضرب للجميع اروع الامثال في البطولة والثبات والصدق والامانة وكيفية المحافظة عليها رغم كل المغريات التي قدمت له انه موقف لا يقدر عليه الا رجال افتقدناهم في هذا الزمان اي رجل بربكم يرفض ان يخرج ويعانق اهله ؟ اي رجل لا يريد ان يخرج من زنزانة جلاديه ؟ اي رجل هذا الذي يرفض الحرية والمال واروبا وامريكا ذات المن والسلوى كما يتصورها العربان والمتاسلمين؟ انه فقط طارق عزيز هذا الاسد الذي راوغ الامريكان ووقف في وجههم طيلة حياته فاوضهم ورفض تهديداتهم كان بطل الدبلوماسية ليس العراقية بل العربية خلال ازمة العراق ومرحل التامر عليه كان بامكانه كما فعل البعض ان ينحني امام التهديدات الامريكية الغربية والاسرائيلية ويرضخ لشروطهم ولكنه وهو و رئيسه وزملائه رفضوا الاستسلام والانحناء لانهم يمثلون عراقا يملك اكثر من ثمانية آلاف عام من العمق الحضاري الزاخر بالامبراطوريات بمختلف انواعها ومسمياتها، تصدوا للغزاة باباء وشمم، ورحل جميع الغزاة واخرهم الامريكان مهزومين وبقي واقفا صامدا كالرمح.ان طارق عزيز ورغم انه خلف القضبان الا انه كان يرعبهم كما ارعبهم رئيسه وزملائه لذلك ابقوه خلفها رغم مرضه وهرمه في واحدة من ابشع انواع السادية والجبن والاحقاد حتى لا يفضح تواطؤهم مع المحتل، ويكشف اسرارهم .


طارق عزيز غادر عراقا لا يعرفه تحكمه مجموعة تتامر عليه تعتمد على ميلشيات طائفية مقيته تدعمها دولة مارقة همها الاول والاخير الانتقام من كل ما هو عراقي ثارا لهزيمتها المريرة على يد هذا البطل وقائده وزملائه قتلوا الالاف وشردوا الملايين واغتصبوا المجادات العرقيات من كل الاعراق والطوائف عراق بلا هوية بلا ماء وكهرباء وطرق وتعليم بعدما كان يضرب به المثل يحترمه ويهابه القريب فبل البعيد ,عراق بلا كرامه وجيش يهرب كالفئران دون ان يطلق رصاصة امام عصابة صغيرة تاركا السلاح والمال والمعدات, اين هذا الجيش الذي حارب ايارن ثماني سنوات وهزم دولة الفقيه وجعلهاتستسلم ؟ان طارق عزيز اثر الزنزانة والموت بها لانه لا يتشرف بهكذا عراق ولا بهكذامواطنة تقتل وتعتصب وتشرد على الطائفة والهوية, رحم الله طارق عزيز ورفاقه لانهم ضربوا ليس لنا ولا للعرب بل لكل شريف في هذا العالم كيف يكون الصمود امام المحتل؟ وكيف الموت باباء وشموخ؟ وكيف تكون المواطنة الحقة والوفاء للوطن وللقيادة وعدم الضوخ امام كل المغريات لانها لا تساوي شعرة من الكرامة ؟, لقد سطر هؤلا كيف يمكن للابطال ان يموتوا وهم واقفين رافعي الرؤوس امام جلاديهم نعم مات طارق عزيز ولكن بالحقيقة الذي مات بغيضه هم اعداؤه لانهم فشلوا ان يجعلوه خائنا لرئيسه ولوطنه وقيمه وقهرهم بوفائه النادر له ولزملائه الذين سبقوه في الاستشهاد انه درس يجب لنا كعرب ان نتوقف عنده كثيرا.


اخيرا اننا نعرف اننا سنفجر غضب البعض ولكننا نقول لهم اننا لم تجمعنا اي معرفة بهذا البطل ولا حتى بعائلته واننا ربما نختلف معه ومع قائده صدام رحمهم الله لبعض الاخطاء التي ارتكبوها كما اننا ندرك بان هناك جرائم وديكتاتورية كانت سائدة ولكن اخبرونا ايها السادة ماذا حصل بعد الغزو الامريكي للعراق واحتلاله ومجيء حكامه الجدد على دبابات هذا المحتل اين هذه الديموقراطية الموعودة والعراق الجديد ؟ كم من الاطفال قتلوا ؟ وكم من العائلات هجرت وكم من المعتقلين عذبوا وقتلوا في اقبية سجون هؤلاء الحكام؟ حدثونا عن جرائم ميليشياتهم التي عاثت بالعراق فسادا وجرائم قتل وسلب واغتصاب على الطائفة , حدثونا عن الماء والكهرباء والطرق والمطارات التي وفرتها هذه الحكومة, حدثونا عن الجيش الذي وحد العراق و حماه امام اطماع المتربصين به؟ حدثونا عن ملايين العراقيين الهاربين والجوعى رغم ان العراق يملك ثروات تطعم العراقيين وجيرانه , لقد ضاع العراق العظيم وها هو احد عظمائه ترجل والباقي على الطريق , ان تقبل الحكومة الاردنية وعلى راسها القيادة الهاشمية قبول طلب دفن جثة هذا الرجل القائد العظيم في تراب الاردن ليس غريبا فتراب الاردن يحتضن العديد من الابطال والعظماء الذين سطروا البطولات عزاؤنا الوحيد لعائلته هذا البطلانه مات رافعا الراس شامخا فالرحمة لله والعار كل العارللذين لم يقدروا مرضه وهرمه ولا عجب انه الخوف والذل امام عظمة هذا الانسان حتى وهو مريض وهرم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد