سياسة المع والضد الإسرائيلية‏

mainThumb

03-03-2016 09:32 AM

إن المتابع للصراع العربي والإسلامي السياسي والقتالي الداخلي، سواء على مستوى الأنظمة والحكومات، أو على ‏مستوى الفصائل والجماعات، يلاحظ اتهامات الفرقاء لبعضهم بعضاً بتهمة التحالف والعمالة والتنسيق مع الكيان ‏الصهيوني وسياساته، فكل فريق يرمي الفريق المعارض له بأنه عميل وحليف لإسرائيل وأنه يتلقى الدعم والمؤازة منها.‏

 

ومن المعلوم أن إسرائيل تعني للجماهير العربية والإسلامية العدو الغاصب والمحتل المجرم، وليس لها قبول عند عموم ‏الشعوب العربية والإسلامية، فهي الشيطان الأكبر والغدة السرطانية التي ابتليت بها الأمة، وهذا ما نؤمن به ونعتقده.‏
 
لذا يحاول كل فريق أن يضع خصمه في دائرة التحالف مع إسرائيل، لأنه بذلك يضمن الإساءة والتشويه للخصم ويؤلب ‏الجماهير والرأي العام على خصمه ويفقده التعاطف والشعبية والقبول لدى الجماهير وهذا نوع من الحرب النفسية ‏والجماهيرية يرمى بها الخصم فهي الطريق السهل للتشكيك بالمستهدف ولا يكاد يخلو فريق لم يرمي خصمه بهذه القضية.‏
 
ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نعرفها جميعاً ويعرفها الفرقاء هي " سياسة المع والضد الإسرائيلة" والمقصود بها أن إسرائيل ‏تسعى لتكون مع كل الفرقاء في صراعهم السياسي والقتالي ضد خصومهم وإلى جانبهم ومؤازرة لكل فريق ضد خصمه، ‏وهي في الحقيقة ضد كل الفرقاء في حربها معهم فهي حرب لكل الفرقاء العرب والمسلمين وضدهم.‏
 
‏ وليس لأحد من الفرقاء حذوة وقبول ومحبة عند إسرائيل ولن ترضى عن فريق منهم ولكنها تسعى لدعم ومؤازرة وتشجيع ‏كل فريق ضد الآخر؛ ليتمكنوا من تصفية وإضعاف وتمزيق وتدمير بعضهم، فيكونوا بذلك أفرقة هزيلة ضعيفة متناحرة ‏حاقدة وكارهة وناقمة على بعضها، الأمر الذي يعزز مكانة إسرائيل ويصب في مصلحتها، وهذا هو مركز الفشل والهزيمة ‏للجميع، وتبقى إسرائيل هي الأقوى وهي المهيمنة والمسيطرة في المنطقة من غير أن تخسر رصاصة أو  جندي  إسرائيلي ‏في مواجهتها وعدائها للأمة العربية والإسلامية وحسبنا من ذلك قوله سبحانه وتعالى" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا ‏فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" ( الأنفال: 46). ‏
 
ومما ينبغي معرفته، هو أن إسرائيل لا يقتصر عدائها فقط للعرب وللمسلمين، بل إن عقيدتها العداء لكل المجتمعات ‏الإنسانية لأنها تعتبر نفسها وشعبها شعب الله المختار وينظرون إلى غيرهم من البشر على أنهم كلاب وخنازير وبهائم وأن ‏فضل اليهودي على الناس كفضل الإنسان على البهيمة وبيوت غيرهم نجسة كحظائر البهائم وحرام على اليهودي أن ‏يعطف على أممي لأنه عدو الله وعدو اليهود ويعتقدون أن اليهود هم أحب إلى الله من الملائكة وأنهم من عنصر الله ‏ولولاهم لاحتجبت الشمس وانقطع المطر وارتفعت البركة من الأرض ومن يصفع يهودي كالذي يصفع الله وجزاء من ‏يضرب يهودي الموت وكل ما على الأرض ملك لليهود وكل ما عند غير اليهود هو مغتصب من اليهود وعلى اليهود ‏استرداده كما أن المعروف والخير الذي يفعله اليهودي مع غيره من الناس هو خطيئة عظمى وأما الشر الذي يفعله ‏اليهودي مع غيره من الناس هو قربة لله.‏
 
وأسأل الله تعالى أن يصلح أحوال أمتنا العربية والإسلامية وأن يوحد صفهم ويجمع كلمتهم ويؤلف بين قلوبهم ويحقن ‏دمائهم ويجعل جميع بلادهم أمنة مطمئنة.‏
 
‏"وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" ‏
‏( الأعراف: 164).‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد