إسرائيل ليس يهودياً‏

mainThumb

30-03-2016 09:55 AM

من هو إسرائيل؟ وما هي اليهودية؟ وما علاقة إسرائيل باليهودية؟ والإجابة على هذه الأسئلة ‏موضوع المقال يتبين أن إسرائيل ليس يهودياً، وأن تعاطي الكيان الصهيوني بهما يعتبر نوعاً من ‏التزوير والخلط المتناقض.‏
 
البداية مع إبراهيم عليه السلام – فقد رزقه الله – سبحانه وتعالى- بإبنين هما ( إسماعيل، ‏وإسحاق) كما جاء ذلك في قوله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا إبراهيم – عليه الصلاة والسلام-‏‏:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ"( سورة إبراهيم:39).‏
 
‏ فأما إسماعيل– عليه الصلاة والسلام-  فإن مما صح نقله في كتب التاريخ والسير والتفسير ‏والأحاديث أنه وأمه هاجر بهما أبوه إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- إلى مكة المكرمة وأشار القرآن ‏إلى هذه الحادثة بقوله - سبحانه وتعالى – على لسان إبراهيم – عليه الصلاة والسلام-:"رَبَّنَا إِنِّي ‏أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ ‏تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"(سورة إبراهيم:37). ولإسماعيل – عليه الصلاة ‏والسلام- في القرآن الكريم العديد من المحطات منها معجزة ماء زمزم، وإحياء الوادي غير ذي ‏الزرع بقدوم أول قبيلة عربية للبيت الحرام وهي قبيلة جرهم والتي عاش معها إسماعيل – عليه ‏الصلاة والسلام- وأمه، وتعلم منها العربية، وقصة الذبح لما رأى إبراهيم – عليه الصلاة والسلام- ‏في منامه أنه يذبحه، وفداه الله بكبش عظيم، ورفع القواعد من البيت، وغيرها، ومن ذرية نبي الله ‏إسماعيل– عليه الصلاة والسلام-  ولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم-.‏
 
وأما نبي الله إسحاق الإبن الآخر لإبراهيم – عليه الصلاة والسلام-، فهو أبو يعقوب– عليه الصلاة ‏والسلام- حيث جاء ذكرهما بقوله تعالى حكايةً عن إبراهيم – عليه الصلاة والسلام- ‏وزوجته:"وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ"(سورة هود:71).وأكتفي ‏بهذه الإشارة لنبي الله إسحاق – عليه الصلاة والسلام- لاكتفاء الحاجة للبيان والارتباط في هذا ‏المقال.‏
 
والآن مع "إسرائيل" فمن هو إسرائيل؟ الجواب: إسرائيل هو نبي الله يعقوب – عليه الصلاة ‏والسلام-، وإسم إسرائيل إسم عبراني مكون من مقطعين(إيل: وتعني الله، وإسر: وتعني عبد) ‏وكلاهما يعني"عبدالله" وقد ذكر الله - سبحانه وتعالى – إسرائيل في الكثير من الآيات منها قوله ‏تعالى: "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ‏قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"( سورة آل عمران:93).‏
 
وإسرائيل (يعقوب) هو أبو نبي الله يوسف– عليه الصلاة والسلام-  الذي سميت سورة في القرآن ‏الكريم باسمه وقص القرآن علينا قصته كاملة من رؤياه لأحدى عشر كوكباً والشمس والقمر له ‏يسجدون حيث أراد بالأحد عشر كوكباً هم إخوته الأحد عشر وهذا يفيد أن إسرائيل (يعقوب) كان ‏له من الأولاد اثنا عشر ولداً وهم يوسف وإخوته، وقد سماهم القرآن الكريم بالأسباط في العديد من ‏الآيات الكريمة فأينما وجدت لفظة " الأسباط" في القرآن الكريم تعني أبناء إسرائيل("يعقوب) وأين ‏ما ورد في القرآن الكريم "بني إسرائيل" يراد بها غالباً أبناء إسرائيل( يعقوب) الأسباط الإثنا عشر، ‏ومن هذه الآيات قوله - سبحانه وتعالى -:" وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى ‏إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ ‏مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا ‏وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"( سورة الأعراف:160). وحكايات بني إسرائيل كثيرة ومشهورة في ‏القرآن الكريم.‏
 
وأما عن علاقة إسرائيل باليهود لا بد من معرفة المقصود باليهود فما المقصود باليهود؟ الجواب ‏على هذا بحسب ما نقل من التعاريف والارتباطات المتعلقة بمصطلح (اليهود) أجملها بما يأتي: ( ‏أنها نسبة لأحد أبناء إسرائيل وهو يهوذا، نسبة إلى اسم الأرض التي كان يسكنها بنو إسرائيل، ‏نسبة إلى اللهجة التي كان يتكلم بها بنو إسرائيل، وغيرها من التفسيرات) وقد أصبحت مع تطور ‏الأزمان تطلق على العقيدة التي يعتقدها الإسرائليون ومن دخل في معتقدهم من غير الأصل ‏الإسرائيلي. ‏
 
وبعد توضيح ما سبق، فما علاقة إسرائيل باليهود؟ إن مما أكده القرآن الكريم أن لا علاقة لإسرائيل ‏باليهود كما أن لا علاقة لإبراهيم وإسماعيل وإسحاق والأسباط جميعهم باليهودية بل إن الله – ‏سبحانه وتعالى- نفى أن يكون لهم ارتباط باليهود واليهودية ومن الأدلة القرآنية على ذلك قوله ‏تعالى:" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"( سورة ‏آل عمران:67). فقد نفت هذه الآية عن نبي الله إبراهيم – عليه الصلاة والسلام- أن يكون يهودياً ‏أو نصرانياً، وأما نفي اليهودية عن إسرائيل وأبنائه، وإسحاق وإسماعيل فقد ورد ذلك إنكاراً على من ‏ادعاه في قوله تعالى:" أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ ‏نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا ‏تَعْمَلُونَ‎ ‎‏"(سورة البقرة:140). ويفهم من سياق الآية أن اليهودية مصطلح مرتبط بالمعتقد لا بإسم ‏شخص ولا بإسم أرض ولا لهجه بدليل أن الله – سبحانه وتعالى – قابل نفي اليهودية عن إسرائيل ‏وإبراهيم وإسحاق والأسباط بجملة "حنيفاً مسلماً".‏
 
وأمة نبي الله محمداً – عليه الصلاة والسلام- مأموره بأن تؤمن بجميع الانبياء والمرسلين الذين ذكروا ‏في القرآن الكريم والذين أخبرنا عنهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ويعتبر الإيمان بهم ركن من أركان ‏الإيمان قال - سبحانه وتعالى -:"قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ‏وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ‏لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"( سورة البقرة:136).‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد