النسور والطراونة يتصارعان على المصالح الشخصية !!‏

mainThumb

11-04-2016 08:47 AM

انصدم الشارع الاردني وبهت في الايام القليلة الماضية ‏بمستوى وطريقة التخاطب بين رئيس السلطة التنفيذية/رئيس ‏الوزراء ورئيس السلطة التشريعية/رئيس مجلس ‏النواب،الخارجة عن اعراف وبروتوكولات المراسلات ‏والتخاطب فيما بين السلطات،والتي تم نشرها في الصحافة ‏المحلية.‏
 
لقد اظهرت هذه المراسلات مدي الاختلاف والتباعد وعدم ‏الانسجام بين الحكومة ومجلس النواب.‏
 
ولكن على ماذا اختلفا؟!.‏
 
للوهلة الاولى ظننت انهما مختلفان حول قضية تهم الامن ‏الوطني مثل تهديدات "داعش" وكيفية التعامل معها او حول ‏انضمام الاردن لقوات التحالف الدولي او الانضمام الى جيش ‏عربي مشترك،هذا على الساحة الاقليمية،او على كيفية ‏محاربة الفاسدين وناهبي المال العام،او كيفية توزيع المشاريع ‏الانتاجية بين محافظات المملكة،او كيفية النهوض بمستوى ‏الجامعات والتعليم في البلد،هذا على الساحة الوطنية.‏
 
رئيس مجلس النواب يخاطب رئيس الحكومة من أجل الموافقة ‏على استثناء تعيين (109) موظفين  من معارف ومحاسيب ‏رئيس واعضاء المجلس  خارج تنسيبات ديوان الخدمة المدنية ‏فيرد عليه رئيس الحكومة بانه وافق على طلبه بعد ان تردد ‏في ذلك وانها هذه آخر مرة يلبي له مثل هذا الطلب مستقبلا.‏
 
يخرج رئيس مجلس النواب عن طوره فيرد على رئيس ‏الوزراء متهما اياه بالسلبية تجاه المجلس،وبعدم التردد في ‏ارتكاب التجاوزات والمخالفات في ملئ الشواغر في ‏المناصب العليا في الدولة ،ويتهمه بالتغول على السلطة ‏التشريعية.‏
 
ما شاء الله؟!....،عملية نشر غسيل على الحبل من الطراز ‏الاول.‏
 
أيعقل ان يكون التناقض والاختلاف بين الرئيسين مرده الى ‏تضارب المصالح الشخصة بينهما وليس الى كيفية تحقيق ‏الصالح العام للدولة والمواطن.‏
 
اذا كان تردد رئيس الوزراء بتعيين هؤلاء الاشخاص لعدم ‏قانونية ذلك او لعدم كفاءتهم،فلماذا وافق على ذلك علما بان ‏مجلس تفسير القوانين كان قد افتى بعدم جواز الاستثناء في ‏التعيين خارج تنسيب ديوان الخدمة المدنية،ولماذا هذا التوبيخ ‏والتقريع في الرد على رئيس المجلس التشريعي.لقد ذكرني ‏بالاب الذي يهدد ابنه الصغير عندما يفعل شيئا لا يعجبه ‏بقوله:"ترى هاي آخر مرة بمشيلك اياها والا...."  
‏.‏
 
اما رد رئيس مجلس النواب فانه يدينه اكثر من ان يقوي ‏حجته في وجه رئيس الوزراء.‏
 
الجميع يعرف ان السلطة التشريعية هي الجهة الرقابية على ‏الحكومة وادائها.‏
 
لم نسمع اي اعتراض من رئيس المجلس والمجلس بعموميته ‏على تجاوزات رئيس الوزراء في ملئ الشواغر في المناصب ‏العليا في الدولة،ولم نسمع بانه دعا المجلس للانعقاد لمسائلة ‏الحكومة ورئيسها حول هذه التعيينات ومنعها.على العكس،لقد ‏باركوا هذه التعيينات وفي كل مرة كانوا يمنحون الثقة لرئيس ‏الحكومة.‏
 
ثم اذا كان رئيس مجلس النواب واعضاءه يعتقدون بان رئيس ‏الحكومة قد تصرف معهم بشكل غير لائق وغير "محترم" ‏حسب رأي احد اعضائه،وان الحكومة تتغول عليهم،فلماذا لا ‏يتداعون للانعقاد وطرح الثقة بالحكومة ورئيسها،بدلا من ‏السباب والاتهامات عبر وسائل الاعلام.‏
 
لكن يبدو ان الرئيسين قد نسيا ان هناك رأسا للسلطات الثلاثة ‏في البلد هو جلالة الملك وهو المرجعية لاي خلاف فيما بين ‏السلطات،وانه يتابع ويراقب اداء هذه السلطات وانه يتخذ ‏الاجراء المناسب في الوقت المناسب.‏
 
كما يبدو ايضا بان الرئيسين نسيا بان هناك شعبا يرى ويسمع  ‏ويعي ويراقب تصرفاتهما ولم يعيراه اي اعتبار.‏
 
باختصار،لقد اساء رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ‏لجلالة الملك وللشعب الاردني...........يا "عيب الشوم".‏
 
 
والله من وراء القصد.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد