ازدهار صناعة النبيذ أردنيا وعربيا

mainThumb

13-12-2007 12:00 AM

السوسنة - تشهد صناعة النبيذ في العالم العربي انطلاقة جديدة في الانتاج مواصلة نموها بشكل مطرد بالاضافة الى التحسن المستمر من حيث النوعية، وذلك بالرغم من معارضة الاسلاميين. ويقول الاختصاصي الفرنسي في صناعة النبيذ دوني دوبورديو "هناك ثلاثة معايير لا بد منها لاستهلاك النبيذ وهي المال والديموقراطية والسلام. وبالرغم من ان هذه المعايير مجتمعة ما تزال غير متوفرة في الدول العربية لكن الظروف باتت مشجعة وان بشكل طفيف".

وبعد غياب طويل فرضته عمليات التاميم والحرب، او منع مزج الخمور في اوروبا، تشهد صناعة النبيذ ازدهارا وتوسعا في المغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان والاردن وقريبا في سوريا. وتزرع الكرمة المخصصة للخمر في هذه الدول على 82 الف هكتار تنتج ما مجموعه 146 مليون زجاجة.

وتبلغ ايرادات هذه الصناعة 340 مليون دولار (230 مليون يورو) كما يعمل فيها حوالي 50 الف شخص بشكل مباشر او غير مباشر. ويروي اللبناني اندريه حاجي توماس، وهو مدير عام شركة مصرية كبيرة لصناعة الخمور، ما حدث العام 1998 لدى زيارته كروم "جيانكليس" التي طرحت للبيع بعد 30 عاما من قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تاميمها قائلا "بعد ان فتح احدى القناني، اعترف الاخصائي المصري في صناعة الخمور انه يمارس مهنته منذ 20 عاما لكنه كمسلم ملتزم لا يتذوق الخمر ابدا".

يذكر ان محتسي الخمر كانوا يلقبون الانتاج المصري في تلك الفترة تهكما بـ"شاتو ميغرين"، او اوجاع الراس. وخلال سبع سنوات، ضاعفت مصر انتاجها بحيث بات حجمه حاليا 8.5 ملايين قنينة يستهلك السياح ثلاثة ارباعها. ويوضح حاجي توماس "اذا استمر التحسن في النوعية والازدهار في القطاع السياحي، فسنضاعف الانتاج في غضون السنوات الخمس المقبلة".

وفي سوريا، انعكست التاميمات ابان ستينيات القرن الماضي سلبا على صناعة النبيذ لكن رجل الاعمال جوني سعادة اقدم في الاونة الاخيرة على زراعة مساحة كبيرة من الكرمة قرب اللاذقية ستبدا تعطي ثمارها بعد عامين، اما في حمص فيعمل احد الرهبان الهولنديين على ذلك.

وفي لبنان، اخرت الحرب الاهلية تطور صناعة النبيذ لكن هذا البلد الصغير يضم اليوم 18 مصنعا للنبيذ مقابل ثلاثة العام 1990. ويقول شارل غسطين، مدير خمارة كسارة التي تحتفل بعيدها المئة والخمسين في سهل البقاع، "نظرا لضيق مدى الرقعة الجغرافية، يراهن المنتجون على النوعية الممتازة ويحصل نبيذنا على العديد من الجوائز في المنافسات العالمية".

وقد احرزت عملية الانتاج تقدما مع سبعة ملايين زجاجة، يصدر منها 40%، كما حققت ما مجموعه 27 مليون دولار من المبيعات في العام 2007 اي ما نسبته 10% من النمو سنويا. وفي الاردن، قلبت الحرب المعطيات في صناعة النبيذ. فبعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية العام 1967 وخسارة مصنعي "كرميسان" و"اللطرون" اللذين ادارهما الرهبان الساليزيين والترابيست، بدات عائلتان مسيحيتان انطلاقة جديدة في عالم الخمور.

ووجدت خمور "الزعمط" و"النسر" فرصتها غير المتوقعة لدى العراقيين الذين تمكنوا من الالتفاف على الحظر الدولي ابان التسعينيات.

اما اليوم، فيجد نبيذ "سان جورج" طريقه الى بعض الدول الخليجية رغم تحريمه هناك. وفي دول المغرب العربي، وجه التحرر من الاستعمار ومنع مزج الخمور في اوروبا اواخر الخمسينيات ضربة قاضية الى هذه الصناعة وخصوصا في الجزائر التي كانت رابع منتج في العالم للخمر.

وفي الوقت الحالي، تشكل منطقة وهران في الجزائر ونابل في تونس ومكناس في المغرب القسم الاكبر من انتاج الخمور في العالم العربي مع حوالي 15 ماركة يصدر منها 20% باتجاه الاسواق الاوروبية.

ويقول جان بيار دوهو مدير التصدير في "سيلييه دو مكناس" اكبر مصدر للخمور في المغرب "خضنا معارك بمواجهة التحيز الذي يتعرض له نبيذ المغرب. واعتقد البعض، كما كان يحدث ابان الاستعمار، ان هذا النبيذ يعبر المتوسط بواسطة ناقلات خمر من اجل استخدامه في رفع درجة النبيذ الاوروبي". وتثير صناعة الخمر غضب الاسلاميين الذين اقترح نوابهم في المغرب فرض ضريبة مرتفعة جدا على المشروبات الكحولية وفي مصر حيث يطالب الاخوان المسلمون سنويا بمنع الخمور لكن من دون جدوى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد