المرأة في يومها العالمي

mainThumb

08-03-2017 12:17 PM

في الثامن من آذار من كل عام يصادف يوم المرأة العالمي  ذلك اليوم الذي أجمعت عليه البشرية أن يكون يوما أمميا للمرأة تقديرا لكفاحها ودورها في المجتمع ، ولعطائها وما قدمته من أجل استمرار الحياة على كوكب الأرض ، وهذا العطاء لا يمكن ايجازه في مقال أو حتى في  كتاب ، ولكن نشعر به انسانيا  أكثر من كل الاحتفالات والكتب والمقالات التي تذبح عادة في ذلك اليوم مشيدة بالمرأة ودور المرأة ونضالها .
 
وقد تحملت المرأة الكثير الكثير من العناء والقمع والأعباء الثقيلة وتعرضت للظلم وقهر المجتمع ليس في الوطن العربي فحسب كما يحلو لبعض المتاجرات بهذه القضية العادلة ، ولكن في كل دول العالم ، ولو نظرنا لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دول العالم نجد ولغاية الستينات لم يسمح للمرأة الأمريكية حتى بالتصويت للانتخابات، في الوقت الذي كانت مصر الناصرية يعين بها أول امرأة وزير في مطلع ستينيات القرن الماضي وهي الدكتورة حكمت أبو زيد رحمها الله ، كما كانت المرأة في سوريا الطبيعية ومصر والعراق تتمتع بحقوق لا بأس بها مقارنة مع غيرها من دول العالم التي تتاجر اليوم بحقوق المرأة والديمقراطية وحقوق الأقليات وغيرها من الأعذار والتي هي كلمة حق يراد بها باطل .
 
دولة خليجية  تتولى لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة في الوقت الذي يمنع نظامها  المرأة حتى من قيادة سيارتها الخاصة ناهيك عن حقوق الانسان الذي لا يعرف ذلك النظام منها إلا مقعده في الأمم المتحدة التي أصبحت مجرد قسم ملحق بالخارجية الأمريكية ، حيث أصبح كل من يختلف مع الأخيرة (أمريكا) هو ارهابي والدول التي تخالفها هي من الدول المارقة في عرفها .
 
يوم المرأة ليس يوما للثرثرة والمجاملات ونشر المقالات بقدر ما هو يوم للتأمل والتباحث وقضية المرأة قضية سياسية بالدرجة الأولى ، فكيف يتقدم مجتمع نصفه معطل والنصف الاخر متخلف ، حيث كل من لا يؤمن بحقوق المرأة ومكانتها هو انسان متخلف بلا شك وخارج العصر اضافة لذلك أن تلك القضية أصبحت احدى الأبواب للتدخل الخارجي في شؤوننا الخاصة والآخر المتدخل لا يهمه تقدم المرأة ولا الديمقراطية وحقوق الانسان ، وما يسمى بالأقليات بقدر ما يهمه مصالحه ، فأنا كاتب هذه السطور لا أؤمن بشيء اسمه الأقليات والإنسان في وطنه ليس أقليه بغض النظر عن خصوصياته وثقافته ، وهذه القضايا للأسف  قابلة للإثارة بأي لحظة من أعداء الأمة .
 
وللأسف هناك في وطننا العربي الكبير فئات من النساء وما يسمون أنفسهم بالطليعة باعوا ضمائرهن للشيطان وأصبحوا بوقا لإثارة الفتن والقلاقل في أوطانهم ، ولعل نظرة موضوعية لما يسمى ببعض الناشاطات في مجال المرأة نجد 95% منهن لا يمثلن إلا أنفسهن ومن يومولهن .
 
لذلك علينا تطوير أنفسنا ووعينا الوطني والقومي وأن لا نجعل مجال للأعداء والخونة أن يستغلوا تلك القضايا كنقاط ضعف لأجل مصالحهم وبالتالي دعونا نجعل من يوم المرأة يوما للتأمل والعمل والعطاء ونشر الوعي وليس لشعارات الطبشور الفارغة .
دامت المرأة الأم والزوجة والأخت  والابنة والصديقة والزميلة ولا عزاء للصامتين .
 
 
       


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد