الجذامي ومطلع قصيدة المثقب العبدي

mainThumb

11-05-2017 12:03 PM

 
قال المثقب العبدي في مطلع قصيدته : 
 
أفاطمُ ! قبلَ بينكِ متِّعينى 
........ ومنعكِ ما سألتكِ أنْ تبينى .
 
ولأسلط الضوء على جمال هذا المطلع وقبل ذلك لا بد أن نشير إلى المعنى الإجمالي للقصيدة حتى يساعدنا في فهم المطلع ومعرفة جماله .
 
الأبيات تتحدث عن هجر المحبوبة ومخالفتها  للشاعر ، والشاعر عزيز النفس لا يتحمل هذا التعالي والتطاول من هذه المحبوبة .
 
ثم استعان بناقة قوية - أخذت أوصافها معظم أبيات القصيدة - لتنسيه همومه ورسيس الهوى .
 
هذا مر سريع على المعنى الإجمالي للقصيدة .
 
والآن نأتي للمطلع وما فيه من نكت تؤيد المعنى الكلي وتمهد للموضوع وهو ( الهجر والفراق ) .
 
فقد بدأ شاعرنا باختيار اسم ( فاطمة ) ورخمه ( أفاطم ) ، وقد جاء في بعض الروايات أن حرف الميم من فاطمة بقي يحتفظ بحركة الفتح ؛ وهي لغة من لا ينتظر كما نص على ذلك النحاة .
 
فاختياره للاسم فاطمة تأكيد على الفراق والبين والانفصال ؛ فالفطام هو العزل والتفرقة كما نعلم ، فكان موفقا شاعرنا في بدئ قصيدة بهذا الاسم ؛ لأن معظم القصيدة جاءت شرحا وتوضيحا لهذا الاسم .
 
وعودا على لغة  ( من لا ينتظر الحرف ) كما مر معنا آنفا ؛ فهو لا ينتظرها ولا يتنازل عن كرامته أمام شموخها وتطاولها وتهاويل مواعيدها الكاذبات  .
 
وحرف ( النون ) حاضر وأجواؤه مخيمة على المطلع في ( بينك ، متعيني ، منعك ، تبيني ) !!
 
ونعلم أن أكثر استعمال الفراق والانفصال في شعر الأقدمين هو لفظا ( النوى ) و ( البين ) ؛ فالنوى بدأ بالنون ، والبين انتهى بالنون !!
 
فالمطلع ريان ثمل بالفراق والانفصال .
 
هذا ما عن لي على عجالة حول مطلع الشاعر المثقب العبدي .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد